وجع السفارة وسيادة الأقصى .. خالد معالي

الأربعاء 26 يوليو 2017 01:53 م / بتوقيت القدس +2GMT
وجع السفارة وسيادة الأقصى .. خالد معالي



ما يشغل الرأي العام الفلسطيني والأردني أمر واحد هذه الأيام؛ وهو ما يقوم به الاحتلال من ممارسات وإجراءات، وصلت حد القتل لمواطنين أردنيين بدم بارد في سفارة الاحتلال، ورفع البوابات وإلغائها، واستبدالها بالتفتيش الحراري واليدوي للمصلين في المسجد الأقصى الذي يرفضه المقدسيون، والذين لقنوا الأمة العربية والإسلامية دروسا بليغة؛ بتحديهم وثباتهم في القدس المحتلة.

العنوان في الحالة الأردنية والفلسطينية واحد؛ وهو الاحتلال؛ فالاحتلال هو من يصنع الحدث الظالم هنا بفعل امتلاكه للقوة المتغطرسة والظالمة، وراح "نتنياهو" يتغطرس ويتهور كيفما شاء؛ ظنا منه أن الأردنيين أو الفلسطينيين سينامون على ضيم.

ما يجري  من رفض الظلم سواء في الأردن أو في فلسطين المحتلة، هو رد فعل طبيعي وعادي جدا كرد فعل على إجرام الاحتلال؛ لكن يبقى السؤال إلى متى نبقى رد فعل وليس من يصنع الفعل بحكمة واقتدار وتخطيط عملي وعلمي جيد؛ يراعي المستجدات ويحيط بكافة الظروف ويتغلب عليها ويتحداها!؟

صحيح أن “نتنياهو” يقوم بجس نبض الفلسطينيين والشارع العربي والإسلامي في هذا الأمر وهو ما فشل فيه حتى اللحظة، حيث أن 77% من جمهوره "الاسرائيلي" يرى انه فشل بموضوع البوابات؛ ويبقى أن يخسر موضوع التفتيش الحراري واليدوي  على بوابات المسجد الأقصى، وان يخسر موضوع السفارة الموجع، ولا يصح القول: فات الأوان، فما زالت الفرصة موجودة؛ لمن أجاد وأراد استخدامها.

القدس رفعت مستوى الأحداث؛ بفعل ثبات أهاليها الذين اثبتوا أنهم على قلب رجل واحد، وعلى درجة عالية من الوعي؛، وقدموا شهداء لأجل رفض المس بالمسجد الأقصى المبارك، وان السيادة لهم وحدهم؛ في الوقت الذي اكتفى فيه العرب بالفرجة؛ وكأن الأقصى لا يخصهم بشيء ولا يعنيهم.

القدس؛ ملازمة للوعي السياسي الجمعي للأمة؛ سواء أكان المسلم مقدسيا أم أردنيا؛ ومن هنا فان حماقة وطيش "نتنياهو" جعله يقع في شر أعماله؛ باستخفافه بتاريخ وعقيدة الأمة الإسلامية جمعاء، دون دراسة وافية لإقدامه على خطوة تعتبر إستراتيجية.

ما يجري في القدس؛ ليس بالأمر الهين؛ انه يجري وفق خطة ممنهجة ومدروسة وذات رؤى وأبعاد إستراتيجية ما عادت تخفى على أي متابع ومهتم بشأن القدس؛ ف"نتنياهو" يريد تقسيم المسجد الأقصى ومن ثم هدمه وبناء "الهيكل المزعوم مكانه، وهو يجس نبض المسلمين، بإجراءات مدروسة في المسجد الأقصى المبارك.

ضمن اللوثة الدينية اليهودية يعتقد "نتنياهو"  إن من يسيطر على المسجد الأقصى يسيطر على فلسطين ويهيمن على محيطها الجغرافي – السياسي، ولذلك كانت القدس، وما زالت، هي رأس رمح الغزو الاستيطاني اليهودي لفلسطين التي لا تقوم قائمة لدولة المشروع الصهيوني بدونها، وكان واقع وجود الاحتلال وان طال ظاهريا في فلسطين هو كشوكة في حلق امة المليار ونصف سرعان ما تجد الأمة الإسلامية طريقة لإزالة الشوكة ولفظها.

ما يمارس بحق المسجد الأقصى والقدس وسكانها ساعة بساعة على درجة عالية جداً من الخطورة، وصل وتعدى الخطوط الحمر جميعها ويتطلب مواقف وأفعال فلسطينية وعربية وإسلامية نوعية، تتجاوز الروتين المعروف من استنكار وشجب وتنديد.

على الأمة أن تتحرك لنصرة الفلسطينيين والقدس والأقصى ولو بأضعف الإيمان، وعدم تركهم وحدهم يواجهون “نتنياهو” المتعطش للدماء والمسئول الوحيد عن المزيد منها مستقبلا بتهوره؛ ولتهويد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، فهل من مجيب أو مغيث هذه المرة!؟