واللا العبري : صفقة البوابات الالكترونية: حين استسلمت إسرائيل والهدية التي تلقاها نتنياهو

الأربعاء 26 يوليو 2017 09:35 ص / بتوقيت القدس +2GMT
واللا العبري : صفقة البوابات الالكترونية: حين استسلمت إسرائيل والهدية التي تلقاها نتنياهو



ترحمة اطلس للدراسات

كتب آفي يسسخروف : -الثلاثاء 25 يوليو 2017، في هذا اليوم تراجعت إسرائيل. دون تغليف الأمر بكلمات لطيفة أو جميلة، فقد تراجعت بخزي وأزالت بوابات الفحص الالكترونية والكاميرات من مداخل الحرم القدسي، لقد تراجعت عن خطوة صائبة لكنها غير ذكية من طرف الشرطة والكابينت السياسي - الأمني نفسه، الذي أصر قبل خمسة أيام فقط على إبقاء البوابات مكانها.

فحص أمني على مداخل الحرم هو فعليًا قرار صائب من ناحية الشرطة، لكن طبيعة وضع البوابات دون تنسيق مع الأردن أو مع الأوقاف، وحتى مع السلطة الفلسطينية، كانت خطوة بائسة.

فلنعد للبداية، قبل بدء الأزمة الأخيرة بعد العملية التي وقعت في الحرم القدسي والتي قتل بها اثنين من رجال شرطة حرس الحدود. الحرم القدسي بأيدينا، لكن يؤسف البعض أنه ليس فقط بأيدينا؛ هذا هو الواقع منذ 1967 ومن يطلب تغيير ذاك الواقع يجب أن يضع في الحسبان ثمنًا باهظًا، فالحرم القدسي أيضًا بيد الأردنيين، الذين أعطتهم إسرائيل نفسها الوصاية هناك بعد حرب الأيام الستة.

ثمة عامل مهم آخر على إسرائيل أن تضعه في الحسبان، رغم الصعوبة الكبيرة، وهو الفلسطينيين. ليس فقط السلطة الفلسطينية، بل الفلسطينيون الذين يشكل الحرم القدسي أو المسجد الأقصى لهم ليس فقط رمزًا دينيًا؛ بل رمز وطني وديني على حد سواء. سواء رغبنا بذلك أم لا، فهم لديهم جزء غير رسمي في اتخاذ القرارات بالحرم.

الحكومة الحالية تتجاهل الفلسطينيين وتفضل التحدث مع الأردنيين، المشكلة هي أن تجاهل السلطة الفلسطينية لا يخلق مجالًا أكبر للأردنيين، بل لعامل آخر اكتسب في السنوات الماضية قوة كبيرة في الحرم القدسي، وهو الحركة الاسلامية. حماس، الفرع الشمالي وبقية الناس لديهم تأثير في الحرم القدسي، بينما دُفعت قدم السلطة من هناك. بالنسبة لهم الاقصى كان وما زال الوقود لتحريك الجمهور، لتسخين النفوس وخلق تصعيد.

في الوقت الذي تقوم به إسرائيل بفعل كل شيء من أجل تجاهل رئيس السلطة أبو مازن ورجاله، بما في ذلك الأزمة الأخيرة؛ الجهات الإسلامية تتقدم وتكتسب مزيدًا من القوة. الإجراءات التي تتخذها الحكومة لإضعاف السلطة وأبي مازن لا تولد بديلًا أفضل، معتدلًا وساعيًا للسلام، بل حماس.

قرار الكابينت كان بمثابة خبر سيء بالنسبة للإسلاميين، هم فعليًا سيحاولون أن يدعوا بأن الصراع الذي قادوه انتصر، لكن بشكل أو بآخر، انتهاء الأزمة يشكل بالنسبة لهم وقودًا وطاقة قليلة في محاولاتهم للتسويق لأيديولوجيتهم؛ وبذلك فإن تراجع حكومة إسرائيل ضربة لحماس وللحركة الإسلامية على المدى البعيد. إزالة البوابات ستمثل "صورة نصر" لكثير من أولئك الذين توجهوا لبوابات الحرم وتظاهروا ضد البوابات ولا يتبعون لأي تنظيم.

الهدية التي تلقاها نتيناهو من رجل الأمن

إزالة البوابات أيضًا خبر غير جيد بالنسبة لنشطاء اليمين، الذين يحاولون تقديم أجندة "الصراع على الحرم"، والذين يريدون أن يُظهروا سيادة إسرائيلية حصرية في المكان، ويريدون أن يقيموا كنيسًا في المكان أو معبدًا. الازالة تعتبر اعترافًا من قبل حكومة اليمين برئاسة نتنياهو بتقييد قوتها في الحرم القدسي.

نشطاء اليمين يعلمون أنه لو كان هناك شيء أو شخص يخيف نتيناهو أكثر منهم فهو احتمال اندلاع تصعيد أو حرب. نتنياهو يمكن أن يلعب بالنار، يمكن ان يسمح لوزراء مثل نفتالي بينيت، ايليت شاكيد، ميري ريغف، وغيرهم بإملاء سياسات الكابينت لعدة أيام، لكن في اللحظة التي يلوح فيها التدهور الحقيقي في الأفق؛ فنتنياهو نفسه يسارع للانسحاب ويسجل لنفسه إنجازًا أيضًا.

وبذلك، على نتنياهو أن يشكر رجل الأمن، العبثية هنا هي أن عملية الطعن بالسفارة الاسرائيلية في عمان تقدم لنتنياهو هدية لم يتوقع الحصول عليها، فقد استطاع ان يظهر بصورة المنقذ المنتصر، دون ذكر أخطائه الفادحة في إدارة الأزمة.

ملاحظة: الآراء والألفاظ الواردة في المقال تعبّر عن صاحبها

المصدر :" واللا العبري