تل أبيب: القادم أعظم و التحذير من اشتعال الضفّة تحقّقّ وقد ينزلق إلى دولٍ مجاورةٍ

السبت 22 يوليو 2017 05:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
تل أبيب: القادم أعظم و التحذير من اشتعال الضفّة تحقّقّ وقد ينزلق إلى دولٍ مجاورةٍ



سما + رأي اليوم

قالت مصادر أمنيّة إسرائيليّة رفيعة المُستوى، أنّ ما وصفته الهدوء الذي تمكّن جهاز الأمن العّام وشعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش (أمان) خلال عامٍ، تدّمر أمس الجمعة على وقع الانتفاضة الشعبيّة الفلسطينيّة دفاعًا عن الأقصى، إضافةً إلى العملية النوعيّة التي قام شاب فلسطينيّ بتنفيذها في مستوطنة حلميش، وأسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين.

واشارت المصادر إلى أنّ عملية حلميش هي تحصيل حاصل، لأنّ عملية القدس، التي قام بتنفيذها ثلاثة شبان من مدينة أم الفحم، داخل الخّط الأخضر، أدخلت المنطقة برمّتها إلى حالةٍ من الدوران والتصعيد، مُوضحةً في الوقت عينه أنّ التحذيرات التي أطلقتها الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة من امتداد “أعمال العنف” إلى الضفّة الغربيّة المُحتلّة، قد تحققت، على حدّ تعبيرها.

ولفت محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، إلى أنّه قبل حوالي السنتين حذّرت شعبة الاستخبارات العسكريّة من تطوّرٍ إستراتيجيٍّ ووضعه هذا التحذير أمام المستوى السياسيّ، مؤكّدًا على احتمال اشتعال الصفّة الغربيّة، وشدّدّ على أنّ التحذير تحقق تقريبًا لولا الجهود التي بذلتها المخابرات الإسرائيليّة بالتعاون وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنيّة التابعة لسلطة رام الله، وبالتالي، فإنّ الوضع في الضفّة الغربيّة بقي إلى حدٍّ ما تحت السيطرة، ولكن على وقع التطورات الأخيرة في الأسبوع الماضي، قال هارئيل، نقلاً عن مصادره الأمنيّة، فإنّ التحذير الإستراتيجيّ، بتصعيدٍ خطيرٍ للاستخبارات العسكريّة ما زال قائمًا، ليس في الضفّة الغربيّة فحسب، بل في الدول المُجاورة للدولة العبريّة، على حدّ قوله.

واكدت  الصحيفة العبريّة، على أنّه من الصعب القول: كيف ستنتهي الأزمة حول الحرم، لكن الأيام الأخيرة أثبتت أنّ صاحب السيادة الحقيقي في الحرم ليس إسرائيل أوْ الأردن أوْ الأوقاف، بل هم الفلسطينيون المقدسيون.

واضافت : لقد حاول الإسرائيليون اختبار المجتمع الفلسطيني في  القدس عبر المسّ بنقاط ضعفه (أيْ الفقر، انعدام القيادة، مفاسد الاحتلال، هدم المنازل ومصادر الأراضي)، لكنّ الفلسطينيين في الأيام الأخيرة حققوا انجازًا غير مسبوق، فمن دون استخدام العنف فرض المقدسيون مقاطعة غير مسبوقة للدخول إلى نطاق الأقصى، وحشروا إسرائيل في زاوية خطيرة تدفعها إلى التراجع عن قرارها وفتح البوابات الالكترونية.

وتابعت  قائلةً إنّه في فكر الفلسطينيين المقدسيين، حماية الأقصى هي أصل وجودهم. وفي نظرهم، الأقصى هو أكثر من مجرد رمز وطنيٍّ أوْ دينيٍّ، هو المكان الذي لا يتحرر فيه الفلسطيني المقدسي من عبء الاحتلال. ففي معظم ساعات اليوم، لا نرى في الحرم أي وجود إسرائيليّ، خصوصًا في المنطقة الخضراء المفتوحة الأكبر في شرقي القدس.

وهذا الأمر، وفق الصحيفة العبريّة، يشير إلى أنّ أيّ تهديد بتغيير الأنظمة في هذه المنطقة سيشكل خطرًا على هوية المقدسيين وحياتهم اليومية، إذ قال احد سكان منطقة سلوان إنّ الناس لا يسألون كيف حالك أوْ كيف حال الأطفال، بل يسألون ماذا يحصل في المسجد.

اوضحت الصحيفة  أنّه في اليوم الأول من المقاطعة، أطلقت دائرة الأوقاف رسالة مزدوجة، الإدارة المدنية للأوقاف التابعة للأردن، طلبت من عامليها الدخول إلى الحرم والمرور بالبوابات. فيما أمرت القيادة الروحية، أيْ الشيوخ المقدسيين، بعدم العبور بالبوابات. اختار عمال الأوقاف حينها إطاعة القيادة الروحية والضغط عليها من الشارع لمقاطعة المكان، ومنذ ذلك الوقت والحرم فارغ تمامًا، وستصمد المقاطعة بل ستتعاظم في الأيّام القريبة القادمة.


وفي أيّة حال، تكشف الأزمة الحاليّة عن ثغرات في طريقة اتخاذ القرارات من قبل الجانب الإسرائيليّ، قالت الصحيفة وأضافت، أنّه لا حاجة لأنْ يكون المرء خبيًرا في تاريخ الحرم كي يتوقع النتيجة، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّه مرّت حالات كثيرة جدًا أرادت فيها إسرائيل فرض سيادتها على الحرم من طرف واحد. وانتهى ذلك بتقوية سيادتها على أجزاء جديدة من الحرم، هذا ما حصل في عهد رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون عام 2000، حيث أغلق الحرم أمام الإسرائيليين على مدى ثلاث سنوات، حسبما قال البروفيسور اسحق رايتر الأستاذ في كلية عسقلان ومعهد القدس لبحوث السياسة، وتكرر ذلك في منطقة جسر المغاربة، ونفق المبكى وغيرهما.


وخلُصت الصحيفة إلى القول: يبدو أنّ مَنْ اتخذ قرار إقفال البوابات الالكترونية يجهل التاريخ ولا يعرف أبعاد ما يقوم به، الأمر الذي يثير القلق في هذه الأزمة، على حدّ قولها.

من جهته كان قد كتب مراسل القناة الإسرائيلية الثانية لشؤون القدس، يارون أفراهام، الأربعاء، قبل أن القدس على وشك الغليان، ويبدو أن كثيرين في الجهاز السياسي "يفضلون أن يغلي السخان على أن يكونوا أول من يفصله عن الكهرباء"، حيث أن نتنياهو، وبعد ثلاثة مداولات متتالية أجراها، قرر في نهاية المطاف إبقاء البوابات الإلكترونية كـ"رد صهيوني ملائم".

واعتبر أن تصريح نتنياهو، لدى مغادرته البلاد متوجها إلى باريس، على متن الطائرة بأنه هو من أصدر التعليمات بنصب البوابات الإلكترونية، جعل القرار في الإطار السياسي، بدلا من أن يكون في الإطار العملاني.