خبير اسرائيلي: هل سيتحول القطاع لساحة مواجهة بين مصر والدوحة؟

الخميس 20 يوليو 2017 09:49 ص / بتوقيت القدس +2GMT
خبير اسرائيلي: هل سيتحول القطاع لساحة مواجهة بين مصر والدوحة؟



ترجمة اطلس للدراسات

كتب الخبير الاسرائيلي يوني بن مناحيم .. الأزمة بين قطر والدول العربية ستستمر على ما يبدو لوقت طويل، كل جهود الوساطة فشلت حتى الآن، الكويت حاولت التوسط، ومن بعدها حاول وزراء خارجية ألمانيا، بريطانيا، الولايات المتحدة، وفرنسا التدخل بالوساطة؛ وكلها انتهت بفشل ذريع.

من المفترض أيضًا أن يزور الرئيس التركي أردوغان دول الخليج، من أجل محاولة التوسط وتقديم حل للأزمة، لكن تركيا تعتبر حليفة لقطرن ويمكن ترجيح أن الرباعية العربية لن تسمح لأردوغان بتحقيق أي إنجاز سياسي. حتى لو وجد حلًا للأزمة مع قطر؛ فهو لن يحل وضع العداوة القوية بين نظام الرئيس السيسي وقطر.

الرئيس المصري لديه حساب طويل مع حاكم قطر الشيخ تميم بن حمد، حيث إنه سعى منذ اليوم الأول لاستبدال الحكم في مصر، جنبًا لجنب مع زعماء "الإخوان المسلمين" الذين يستضيفهم بالدوحة، لإسقاط حكم السيسي، مع استخدام بوق الحكم، وهي قناة الجزيرة من أجل القذف والتحريض ضد مصر.

حسب مسؤولين فلسطينيين رفيعي المستوى، قطاع غزة قد يتحول في الأشهر المقبلة لساحة مواجهة جديدة بين مصر وقطر. مصر اتخذت قرارًا استراتيجيًا في كل ما يتعلق بالاقتراب مجددًا من قطاع غزة وتعاون مع حماس من أجل تعزيز تأثيرها على ما يعتبر "ساحة خلفية" لها ومكون مهم في منظومة الأمن القومي المصري، لذلك فهي لن توافق على أي "وطأة قدم" لقطر في قطاع غزة وتأثيرها على ما يحدث.

قطر أيضًا مكروهة بالنسبة لمحمد دحلان، حليف مصر الذي يسعى هو كذلك بعد عودته لقطاع غزة لأن يساعد مصر بإبعاد تأثير قطر عن قطاع غزة.

موقف حماس من قطر

تعتبر قطر داعمًا كبيرًا لحركة حماس، فهي تستضيف قيادتها في الدوحة وتساعد الحركة بأموال طائلة. بعد عملية "الجرف الصامد" ساهمت قطر بمبالغ كبيرة تقدر بمئات الملايين من الدولارات لإعادة اعمار قطاع غزة، قطر أقامت مشروعًا سكنيًا جديدًا في القطاع وأسمته باسم "مدينة حمد" التي تعتبر أبرز مظاهر اندماجها في القطاع.

قد تحتاج قيادة حماس قريبًا لأخذ قرار، في أعقاب الصفحة الجديدة في علاقاتها مع مصر، بشأن وجهتها في كل ما يتعلق باستمرار التواجد القطري في القطاع. مسؤولون في غزة يقولون بأن مصر تطلب من قيادة حماس اتخاذ قرار، التصرف بناءً على مصالحها والانفصال عن قطر مثلما انفصلت عن "داعش" في شمال سيناء من أجل تحسين علاقاتها مع مصر، فتح معبر رفح وتخفيف الحصار.

مصر أعلنت لحماس أنها تنوي توسيع نطاق التعاون التجاري مع قطاع غزة بشكل كبير، وبمئات مليارات الدولارات سنويًا، ما سيحسن بشكل إيجابي من اقتصاد كلا الطرفين.

دحلان من جانبه ضمن ليحيى السنوار، انه سيحصل على دعم مالي من طرف الامارات العربية المتحدة، وذلك من أجل ان تحل محل الدعم المالي لقطر في قطاع غزة. دحلان وعد أيضًا أن الامارات العربية المتحدة ستقيم محطة طاقة شمسية جديدة في القطاع، وكذلك مستشفى جديد.

حسب مسؤولين في القطاع، المهمة الأولى لمصر ودحلان ستكون وقف الأنشطة الواسعة لمحمد العمادي، ممثل قطر، حيث تربطه علاقة قوية مع قيادة حماس في القطاع وكذلك مع إسرائيل. الممثل القطري أيضًا توسط أكثر من مرة بين إسرائيل وحماس في قضايا الحياة اليومية في قطاع غزة.

المخابرات المصرية بدأت مؤخرًا بمحادثات مع جميع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لتوضيح أمر الواقع الجديد (على وشك الحدوث) في القطاع في أعقاب التفاهمات الأخيرة بين مصر وحماس ودحلان. وفد الجهاد الإسلامي زار فعليًا مصر، ووفد الجبهة الشعبية سيخرج قريبًا للقاهرة، مصر تريد أن تعمل جنبًا إلى جنب مع جميع الفصائل في القطاع من أجل تركيز تأثيرها جيدًا وتشديد تدخلها.

ستضطر حركة حماس لأخذ قرار إذا ما كانت تريد الاستمرار في علاقاتها القوية مع قطر أو العمل مع الخط الآخر وهو مصر، الامارات العربية، دحلان الذي يستطيع مساعدتها ومساعدة قطاع غزة بشكل أكبر ممّا تقوم به قطر. مصر لن تنتظر وقتًا طويلًا حتى وصول الرد، معبر رفح سيتم فتحه بعد شهرين بشكل منتظم، الجواب يجب أن يصل قبل ذلك.

ملاحظة: الآراء والألفاظ الواردة في المقال تعبّر عن صاحبها،