لا معلومات مجانية !!بقلم عماد الافرنجي

الثلاثاء 11 يوليو 2017 11:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لا معلومات مجانية !!بقلم عماد الافرنجي



بضع كلمات نشرها ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي نقلتها مع بعض البهارات صحيفة لبنانية لزوم البربوغندا الاعلامية ، بيد ان وسائل الاعلام الاسرائيلية تلقفتها بشغف فالأمر يتعلق بجنود اسرائيليين أسرى لدى المقاومة الفلسطينية في غزة المحاصرة .
وبدأ الاعلام الاسرائيلي يبث أخبارا ويرسم سيناريوهات عن وجود مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس والاحتلال لانجاز صفقة تبادل جديدة ، حتى أن بعضهم حدد الوسطاء كالمخابرات المصرية او مبعوث الأمم المتحدة ميلادينوف أو قطر أو غيرهم .

جهات كثيرة  تدخلت لدى حركة حماس للبحث واستكشاف المواقف وبعضها للمناورة حول حقيقة ما بحوزة حماس من الأسرى أحياء أو أموات ، وظني أن مفاوضات حول صفقة تبادل لم تبدأ بعد !! ، وهو ما أكده لاحقا وزير الجيش الاسرائيلي ليبرمان .

حماس وقادتها يفهمون القصة جيدا ، فالصمت كان العنوان ، وعلى الاحتلال أن يفسر طبيعته وأسبابه ودوافعه ، اسماعيل هنية رئيس حماس أشار للأسرى في أول خطاب له بعد توليه رئاسة المكتب السياسي بالقول " إن تحريرهم بات أقرب من أي وقت مضى " .
ثلاث سنوات وزعماء الاحتلال يحاولون بطرق متعددة جس نبض حماس واطلاق بالونات اختبار وتبييض أخبار مختلقة وبث اشاعات وقصص مفبركة لجر حماس الى مربع الحديث حول قضية الأسرى لكنهم لم يفلحوا ، موقف حماس واضح وعبر عنه رجالها مرارا وهو قبل الجلوس للتفاوض لابد من اطلاق سراح كل الأسرى الذين اعتقلهم الاحتلال بعد الافراج عنهم في صفقة وفاء الاحرار، كذلك الأسرى النواب والأطفال والنساء .

حماس لازالت تصر على الصمت ، وتدرك أهداف من سرب وجود مفاوضات صفقة ، وديدنها لا معلومات مجانية ، وعلى الاحتلال أن يدفع ثمن كل معلومة فلا أحد يعرف بحق هل الأسرى أحياء أم أموات؟ وكم وأين ؟ ولماذا وكيف ؟ كل ذلك يحدث وكل وسائل الامن والمخابرات في الكيان الاسرائيلي وعناصر التنسيق الأمني ، ومخابرات اقليمية ودولية تعمل ليل نهار للوصول إلى أي معلومة حول الأسرى الاسرائيليين.

الجانب الايجابي فيما حدث قد يكون أنه حرك المياه الراكدة ، وأثار القضية في وسائل الاعلام التي خضعت للساسة الاسرائيليين وقلما تتحدث عن جنودها الأسرى، وربما يكون رئيس الحكومة نتنياهو غض الطرف عن اثارة القضية كونها تصرف النظر قليلا عما يواجهه من فضائح وفساد واستدعاء من قبل الشرطة الاسرائيلية .

من الواضح ان الجمهور الاسرائيلي لم يقم بأي جهد لمساعدة عائلات شاؤول وغولدن ومانغستو وربما غيرهم في الضغط على حكومتهم للافراج عن الأسرى ، وطالما هم كذلك فالمعاناة يبدو أنها ستستمر .

على قادة الاحتلال ان يدركوا جيدا أنهم يتعاملون مع نموذج جديد من المفاوض الفلسطيني ، يتميز بالصلابة والقوة والسرية البالغة والوعي والنفس الطويل والثقة بالنفس فقد استغرق أسر شاليط 5 سنوات ولا زلنا في الشوط الأول من المباراة الحالية .