قدسنا ..لا أورشليم ...داود أحمد شهاب

الخميس 22 يونيو 2017 11:45 ص / بتوقيت القدس +2GMT
قدسنا ..لا أورشليم ...داود أحمد شهاب



في ظل غياب شبه تام من الدول والحكومات العربية والإسلامية ، تسابق حكومة الاحتلال الصهيوني الزمن لتنفيذ مخططاتها الهادفة لشطب هوية القدس العربية والإسلامية ، حرب مجنونة تتجند لها كل أجهزة الكيان الصهيوني ويغذيها عتاة الاستيطان والتطرف اليهودي لفرض "أورشليم"، مستغلين وجود ترمب في سدة الحكم بالولايات المتحدة الأمريكية والانشغال العربي التام عن المخاطر التي تفتك بالقدس!!

غول الاستيطان لا يتوقف عن التهام المدينة ولا يكاد يمر يوم دون أن تشرع الحكومة الصهيونية ببناء المزيد من الوحدات الاستيطانية التي تلتف حول القدس وتتغلغل في قلبها.

إلى ذلك سيكون المسجد الأقصى المبارك أمام موجات عاتية من الاقتحامات بعد عيد الفطر حيث يدخل قرار السماح لأعضاء الكنيست الصهيوني ووزراء الحكومة بالدخول والصلاة في المسجد الأقصى حيز التنفيذ ، وهو ما ينذر بتفجر الأوضاع في المدينة مجدداً ، ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة عمليات قمع يقوم بها الجيش الصهيوني بحق المصلين المعتكفين في المسجد الأقصى بهدف إفراغه منهم لتأمين عمليات الاقتحام التي ستعقب شهر رمضان المبارك.

الحرب الصهيونية لا تقتصر فقط على الأرض والحجر والشجر ، فعلى جبهة أخرى تستعر  مشاريع التهويد والأسرلة لتطال المناهج التعليمية ، وهناك ضغوط كبيرة تمارسها بلدية الاحتلال ووزارة التعليم الصهيونية على دوائر التعليم الفلسطينية في القدس لفرض المنهاج الإسرائيلي مستغلين نقص الدعم والتمويل الذي تتلقاه المدارس الفلسطينية ورداءة جودة التعليم فيها.

وأيضاً الحرب مشتعلة على الوعي الفلسطيني بالحق في القدس ، لم تبدأ بتصريح جبريل الرجوب حول حائط البراق ، ولن تنتهي به ، وأخطر خطط هذه الحرب تلك التي تستهدف المواطن المقدسي في كل الدوائر، فالصهاينة يدركون أن المواطن المقدسي هو رأس مالنا في تحدي مخططات التهويد والاستيطان في القدس ولذلك تتكالب عليه كل أجهزة الاحتلال لطرده من القدس أو على الأقل إنهاكه وإشغاله عمّا يجري هناك.  

هذه المقدمة تحاول أن تسلط الضوء على بعض ما ينتظر مدينة القدس ، كان لا بد من الإشارة إليها بين يدي فعاليات إحياء يوم القدس التي تتزامن هذا العام مع ذكرى مرور 50 عاماً على سقوط القدس واحتلال المسجد الأقصى المبارك.

لا شك أن يوم القدس يشكل عاملاً مهماً في تنبيه الأمة بواجباتها تجاه مدينة القدس في ظل ما يجري فيها من تهويد واستيطان ، يقابله تواطؤ من بعض الأنظمة العربية الرسمية التي غيبت ملف القدس تماماً من أجندتها وأولوياتها ، ولم تعد مكترثة بالحرب الصهيونية لحسم الصراع على مستقبل المدينة.

 لكن المطلوب اليوم أن يتحول هذا التنبيه المستمر إلى خطط عمل حقيقية وبرامج جادة لحماية القدس من خلال حماية أهلها المقدسيين الذين يتعرضون لمضايقات كبيرة جداً وسياسات تطهير عرقي حقيقية.

المطلوب أن تتحول هذه الحالة العاطفية تجاه مدينة القدس إلى تشكيل تحالف عالمي يعمل على إنقاذ القدس ويوفر الدعم اللازم لأهلنا المقدسيين والمساهمة الفاعلة في بناء وتعزيز صمودهم والحفاظ على بقائهم في مواجهة الشر الصهيوني المتربص بالمدينة المقدسة.

هذه هي الترجمة الحقيقية لشعار #قدسُنا_لا_أورشليم الذي ترفعه الجماهير على امتداد العديد من البلدان في يوم القدس ، وهو شعار يختصر ثوابت جمّة تتعلق بطبيعة ومستقبل الصراع الذي يتجاهله أو يجهله الغارقون في متاهات المفاوضات التي جعلت قضية فلسطين وشعبها ومدينتها المقدسة في مواجهة خطر حقيقي.