داعش ... ورقصة الموت الأخيرة بقلم: الدكتور خيام الزعبي

الأحد 18 يونيو 2017 06:00 م / بتوقيت القدس +2GMT



 
بدأ تنظيم داعش يتهاوى ويوشك على الإنهيار والسقوط، بسبب الهزائم التي يتلقاها من قبل الجيش السوري وحلفاؤه، يخوض الجيش معارك متسارعة الخطى على امتداد البادية السورية تهدف إلى توجيه داعش نحو المعركة الأخيرة في دير الزور، ولا يبدو المشهد في الرقة بعيداً عن هذه الأجواء، تحركات متتالية قام بها الجيش في مناطق التماس مع مناطق سيطرة داعش إذ وصل الى حقل الثورة بريف الرقة وسيطر خلال أيام قليلة على مساحات واسعة من الريف الواقع بين محافظتي الرقة و حماة.
 في هذا السياق يمكن القول أن تنظيم داعش وأخواته سقط مع زيادة الضغوط الميدانية عليه وفقدانه أراضيَ شاسعة في سورية، وما يفعلوه الآن ما هو إلا "رقصة الموت" الأخيرة. فى تطور مهم للحرب على الإرهاب فى سورية تقدم الجيش السوري بدعم من القوات الجوية الروسية من جنوب اتوستراد أثريا - الرصافة - الرقة في ريف الرقة الجنوبي الغربي وسيطر على قرى صهاريج الوهاب وجب الأفادوس وجب مشرفة، كما وكان الجيش السوري والقوات الحليفة قد سيطروا على تلة دبارة الديبة بريف سلمية الشرقي في محافظة حماة بعد معارك مع التنظيم، وعلى خط مواز، وسع الجيش سيطرته بعد تحرير مثلث آراك والتلال المشرفةَ عليه من داعش في ريف حمص الشرقي، وتقدم في محيط جبال المستديرة، وحرر حقل الثورة ومحطة الضخ التابعة له ومنطقة مساكن الثورة، جنوب مدينة الطبقة بريف الرقة.
 
وفي الإتجاه الآخر تراقب أمريكا وحلفاؤها بحذر وسخط مشهد مقاتلي الجيش السوري وهم يسيطرون على بعض المناطق الإستراتيجية، ووصوله مع حلفائه الى الحدود العراقية شمال شرق التنف والسيطرة على عدد كبير من المواقع والنقاط الاستراتيجية في عمق البادية، وتأتي أهمية هذا الإنجاز من كونه يشكل تحولاً إستراتيجياً في الحرب على الإرهاب وقاعدة إنطلاق لتوسيع العمليات العسكرية في البادية وعلى امتداد الحدود مع العراق خاصة في ظل الضربات الموجعة التي يتلقاها الإرهابيون على يد الجيش، فهناك خسائر فادحة لحقت بداعش وأخواته، وهو الأمر الذي دعا التنظيم للبحث عن مخرج من الحصار الشديد الذي يتعرض له حالياً، ومن البادية السورية هناك إنهيار كلي للقوى المتطرفة وحلفاؤها فكل يوم جديد يرتسم شيء من الهزيمة والإنكسار.
 
ويبدو أن الوهن الذي أصاب داعش يعود إلى قلّة عديده الذي لم يستطع الصمود أمام قوّة تقدم الجيش السوري في الصحراء، خاصة أن القوات العراقية باتت على بعد أيام من تحرير مدينة الموصل العراقية المعقل الرئيسى لتنظيم داعش، إذ تم تحرير 99% من هذه المدينة التي تعمل القوات العراقية على تحرير الجزء المتبقى من المدينة ودحر الدواعش، كما تمكن الجيش السوري من شق ممر لنقل أسلحة يحتاجها من إيران إلى سورية عبر العراق في موقع يبعد 20 كيلومتراً عن معبر الحدود السورية العراقية التنف، إن فتح هذا الطريق يتيح تجاوز المصاعب لنقل الأسلحة والذخيرة من طهران.
 
في هذا السياق اكتسب الجيش السوري قوة دفع كبيرة في ميدان المعركة، وفي الوقت نفسه تحشد داعش والقوى المتطرفة الأخرى كل قوتها بشكل جدي من أجل إيقافه من تحرير مدينة الرقة، وقد يكون إعادة الإستيلاء على هذه المدينة كافياً لتشجيع العديد من مقاتلي التنظيم على وقف القتال والهروب من سورية، هنا يمكنني القول، أن ثمة هناك مساراً جديدا ستدخله سورية باتجاه إنهاء وجود تنظيم داعش فى البلاد, بعد أن ظل يهيمن على مساحات شاسعة فى أنحاء مختلفة من سورية، والمؤكد أن الإنتصار فى معركة الرقة التى تعتبر معقل داعش, سيشكل البداية الحقيقية لطرد مقاتلي داعش من سورية, وهو الهدف الاستراتيجى للجيش العربي السوري والذي يواصل استعداداته اللوجستية والتكتيكية لإنهاء هذا التنظيم ومن ورائه، مستفيداً من الإسناد الذى يقدمه الطيران الروسي والدعم الإيراني. مجملاً... أوشكت سورية أن تطوي صفحة تنظيم داعش وإرهابه، وأن بعض الرهان الآن عليه هو لعب في الوقت الضائع، ولم تعد تخبّطاته وسلوكياته لتجدي نفعاً، ولا لتحقق هدفاً، فصمود هذا التنظيم لن يستمر طويلاً، كما سقوطه لم يأخذ كثيرا من الوقت، ففي أيام قليلة متتالية حرر الجيش السوري والحلفاء نحو 25 ألف كلم2 في البادية السورية يضربون بعرض الحائط كل معاني الإرهاب وحطموا اسطورة داعش ومنهج السيف وقطع الرقاب، فالشعب السوري وجيشه الذي هزم اسرائيل في حرب تشرين ومن قبلها هزم التتار والصليبيين والأتراك والفرنسيين فليس غريباً على هذا الشعب في أن يخرج تنظيم داعش بعد الضربات التي أوجعته وهز كيانه بعد النجاحات الساحقة لقواتنا المسلحة في تحطيم هذا التنظيم والذي صور له خياله المريض أنه في أمان وبعيد عن أيادي الجيش السوري لكن تناثرت أشلائه الذي استوطن سورية منذ أن أطلقت أمريكا وحلفاؤها يد الإرهاب في سورية وفتحوا الباب للارهابيين لدخول الأراضي السورية وفتحوا الحدود ليتدفق السلاح والمال والارهابيين لتنفيذ المخطط بجعل سورية قاعدة لهم، لكن ذلك لن يحدث فقد سقطت داعش كونها تتعرض لهجمات شرسة قوية أفقدتها العديد من المناطق الكثيرة، لذلك هي تترنح وترقص رقصة الموت بعد أن بلغ بها اليأس من الإستمرار في مواجهة الجيش السوري، فهي اصبحت تدرك أن نهايتها وشيكة لامحالة.
بإختصار شديد....إن داعش باتت ضعيفة ونهايتها ستكون قريبة جداً، وستثبت سورية إنها مقبرة تنظيم داعش وأخواته خصوصاً بعد التقدم الكبير للجيش السوري وحلفاؤه في مختلف الجبهات. 
 
Khaym1979@yahoo.com