تل أبيب: الأزمة القطرية فرصة ذهبية لإسرائيل لكنها قد تُشعل الحرب مع حماس

الأربعاء 14 يونيو 2017 10:56 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تل أبيب: الأزمة القطرية فرصة ذهبية لإسرائيل لكنها قد تُشعل الحرب مع حماس



القدس المحتلة / سما /

لا يزال الاعلام العبري يتناول باهتمام بالغ الازمة القطرية وتاثيرها على قطاع غزة وحماس.

محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة  معاريف العبرية ،يوسي ميلمان، زعم  رأى أنّ حماس  "اليائسة " مجددًا قد تتجّه إلى أحضان إيران، وربما  ستدخل في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، للهروب من الحصار الذي تشهده حسب تعبيره .

لكنه قال  يمكن للأمر أن يضر بدفع صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس لإعادة جثماني هدار غولدين وأورون شاؤول ومواطنين إسرائيليين آخرين محتجزون لدى حماس . إذْ يمكن القول إنّ قطر هي قناة الوساطة بين إسرائيل وحماس على حد قوله .

اما  المستشرق لإسرائيلي، مردخاي كيدار، من أكثر المُتشدّدين في اسرائيل تحدث عن قوة التأثير التي تمتعت بها قطر بفضل قناة الجزيرة التي تُزعج تل أبيب، وأشار إلى أنّ القناة، وكلمّا اندلع صراع بين إسرائيل وحماس، تصطف بكل قوتها وإمكاناتها إلى جانب حركة المُقاومة الإسلاميّة، حسب تعبيره .


وقال ان بالاضافة الى  الإقامة الدائمة التي يتمتع بها القيادّي بالحركة خالد مشعل في الدوحة خصصت قطر نصف مليار دولار من أجل إخراج القدس من حدود إسرائيل، عبر شراء منظمات كاليونسكو (المدير القادم للمنظمة سيكون لبالغ المفاجأة من قطر)، وإعلاميين وأكاديميين، وتقود الجزيرة حملة إعلامية منظمة لضمان تحقيق هذا الهدف، على حد زعمه .

بينما اعتبر  أستاذ العلوم السياسية سيث فرانتسمان، ان  الحديث يدور عن فرصةٍ إسرائيليّةٍ غير مسبوقة من شأنها التأثير على موازين القوى في الشرق الأوسط. وتتمثل هذه الفرصة، برأيه، في تأسيس محور يجمع إسرائيل والسعودية، انطلاقًا من مصلحة تل أبيب المشتركة مع دول الخليج في مواجهة إيران.


وعدد فرانتسمان خمسة مكاسب لإسرائيل من وراء قطع العلاقات مع قطر. فبخلاف فتح آفاق جديدة لتعاون إسرائيلي مع دول المحور السُنيّ، سوف تريح هذه الخطوة حكومة بنيامين نتنياهو بإبعادها عن مركز الاهتمام العالمي، وتقليل الضغوط عليها في ما يخص الملف الفلسطيني.


وساق قائلاً: هذه فرصة للحكومة، فقد تحدث نتنياهو منذ وقت طويل عن تكوين علاقات إقليميّة تتجاوز مصر والأردن مع دول الخليج وتطرّق للتهديد الإيرانيّ منذ عقدين من الزمن، ولفت إلى أنّه إذا انشغلت الدول العربية بإيران وقطر أكثر من الشأن الفلسطينيّ، فسوف يُقلل ذلك الضغط على إسرائيل في وقت يحاول الفلسطينيون تذكير المنطقة بأنّهم يعيشون تحت سيطرة إسرائيلية منذ 50 عامًا، على حدّ قوله.


وبرأيه، فإنّه إذا ما نُظر لإسرائيل في الماضي على أنّها المشكلة الرئيسيّة للمنطقة، فإنّ الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ اليوم جرى تهميشه بالنظر إلى الأحداث في سوريّة ومصر واليمن وليبيا، والآن الصراع مع قطر.


مكسب آخر يتمثل، بحسب فرانتسمان، في عودة الولايات المتحدة إلى المنطقة، ربطًا بين اتخاذ مصر وغالبية دول الخليج قرارات بمقاطعة قطر وبين زيارة ترامب إلى الرياض والتي دعا فيها العرب والمسلمين لطرد الإرهابيين. فبعد أنْ شعرت إسرائيل كثيرًا بالعزلة في عهد الرئيس الأمريكيّ السابق باراك أوباما، باتت تشعر الآن بأن واشنطن عادت إلى المنطقة لدعم حلفائها.


وبخلاف حديثه عن وضع خطوة المقاطعة هذه خطوطًا حمراء أمام ما سمّاه تنظيمات إرهابية، وإطلاق يد إسرائيل وتحمسها أكثر للعمل ضدّ هذه التنظيمات، تحدّث المحلل الإسرائيليّ عن الضرر البالغ الذي سيلحق بحركة حماس ويتسبب لها بمزيد من العزلة، على اعتبار أنّ قطر كانت الداعم الأكبر للحركة طوال العقد الماضي، فهي تستضيف قادتها وتوفر لها مركز عمل، ومساعدات مالية ودعمًا دبلوماسيًا. لكن مع بدء الضغوط الأخيرة عليها، اضطرت الدوحة إلى طرد عدد من مسؤولي الحركة على حد زعمه