محللون اسرائيليون: الاحتلال قد يستغل أزمة الخليج لتغيير نظام حماس في غزة بحرب جديدة

الثلاثاء 13 يونيو 2017 10:18 ص / بتوقيت القدس +2GMT
محللون اسرائيليون: الاحتلال قد يستغل أزمة الخليج لتغيير نظام حماس في غزة بحرب جديدة



القدس المحتلة / سما /

بعد قرار حكومة الاحتلال بتقليص كمية الكهرباء  اليومية المخصصة لغزة، وهي تكفي أصلا لأربع ساعات فقط في اليوم، يطرح السؤال هل تستعد إسرائيل لاستغلال أزمة الخليج والحملة على حركة حماس من أجل شن حرب جديدة عليها؟ .

ورجع  االمحللون الاسرائيليون على أن الجبهة مع قطاع غزة المحاصر مرشحة للانفجار خلال الصيف، بحيث أن قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، تقليص تزويد غزة بالكهرباء عزز من إمكانية التصعيد بظل شيطنة حماس والتحريض عليها من خلال الأزمة الخليجية ومحاصرة قطر، بحيث أن التضييق والضغط على حماس قد يقود إسرائيل لخوض عملية عسكرية ضد القطاع لتقويض حكم الحركة.

ودلت مداولات (الكابينيت) اعتمادا على تقديرات أجهزة الاستخبارات العسكرية التي نقلتها صحيفة 'هآرتس' أن حركة حماس غير معنية بحرب جديدة بسبب الظروف الإقليمية، و ان يتم التوصل في نهاية المطاف لحلول تحول دون تقليص الكهرباء للقطاع، لكن ثمة من يعتقد أن القرار بمنح السلطة الفلسطينية الضوء الأخضر لممارسة الضغوطات على قطاع غزة من شأنه أن يفهم مستقبلا على أنه قرار خاطئ وقد يؤدي لمواجهة عسكرية.

واتفقت وسائل الإعلام الإسرائيلية، فيما بينها أن الأزمة الخليجية وممارسة الضغوطات على حماس وشيطنتها من خلال اعتبارها من قبل الدول العربية وعلى رأسها السعودية على أنها 'إرهابية' وليست حركة مقاومة، تشكل سببا آخرا لاحتمال التصعيد في القطاع، وهو الطرح الذي تتبناه تقديرات أجهزة الاستخبارات العسكرية والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

ويرى المحلل العسكري في صحيفة 'هآرتس' تسفي هرئيل، أن قرار(الكابينيت) يحمل في طياته تناقضات داخلية، من ناحية الوزراء استمعوا لتقديرات موقف للاستخبارات عن الكارثة الإنسانية بالقطاع بظل الحصار وتقليص الكهرباء بقرار من السلطة الفلسطينية الذي يعتبر أحد أسبابه ويعمق الأزمة، ومن ناحية ثانية أجمع الوزراء على تبني توصيات السلطة الفلسطينية بتقليص الكهرباء دون البحث عن بدائل، ودون الأخذ بعين الاعتبار تحذيرات حماس من أن تقليص الكهرباء سيسهم بتفجير الأوضاع وسيقود لمواجهة عسكرية.

وفي الوقت نفسه، بحسب هرئيل يلحظ رؤى عملية الترقية والجهوزية والتسلح والاستعدادات العسكرية لحركة حماس، وهي الجوانب التي تثير القلق الشديد حيال إمكانية التصعيد، حيث عزا المحلل العسكري إقدام (الكابينيت) على اتخاذ القرار بتقليص الكهرباء مخاوف حكومة نتنياهو من معسكر اليمين بحال واصلت تزويد القطاع بالكهرباء أن يتم تصويرها على أنها تمول حركة حماس، وكذلك انساقت مع توجه السلطة الفلسطينية لكي لا تظهر وكأنها داعمة لحماس في الصراع الداخلي مع السلطة.

ويعتقد المحلل العسكري أن إسرائيل بخطواتها هذه تراهن على المجهول، بحيث أنها ترى بموقف الرئيس محمود عباس المعادي بشكل علني لحماس بظل تفاقم الأزمة الخليجية، لربما سيكون بديلا عن حماس بغزة وهي تنساق مع التوجه الشرس لعباس ضد حماس بيد أن إسرائيل وعلى الرغم من ذلك لم تهدد مصالحها وأهدافها بالقطاع.علما أن هدف عباس هو الانتقام من حماس.

ولفت على أن هذه التطورات قد تدفع حماس إلى 'العمل بعدوانية من أجل تحسين الوضع الاقتصادي داخل القطاع وتحسين مكانتها في العالم العربي، بعد الحملة التي تقودها السعودية ضدها، بحيث أن مشاهد الحرب وصور المواجهة المسلحة مع إسرائيل من شأنه أن يساعد حماس ويعزز التعاطف معها عربيا.

في سياق متصل  ردا على سؤال لاذاعة الاحتلال حول احتمالات انفجار الوضع الراهن مع غزة، بسبب محاولة حشرها ومحاصرتها من عدة نواح ومن قبل جهات عربية، السلطة الفلسطينية وإسرائيل لدرجة دفعها لحالة الغليان والانفجار، وعندها تستغل حكومة الاحتلال ذلك لشن حملة عسكرية جديدة في محاولة لتغيير النظام في القطاع وسط استغلال للهجوم السعودي المصري عليها , نفى وزير الأمن الداخلي يغئال أردان هذه التساؤلات والتقديرات  لكنه اعترف بأن تقليص حجم الكهرباء الخاص بغزة يهدف لضرب البنى التحتية للحركة، زاعما أنها تمارس «الإرهاب» ضد المدنيين الإسرائيليين.

 لكن من غير المستبعد أيضا أن تحاول إسرائيل اقتناص فرصة التحريض على حماس من قبل «الأشقاء العرب» واستمرار تراشقها مع السلطة الفلسطينية من أجل محاولة تغيير النظام في القطاع ونزع سلاح المقاومة فيها، وهذا هدف طالما دعا له وحلم به وزير الحرب الحالي أفيغدور ليبرمان