"تدخين الجنس اللطيف للنرجيلة" ..ظاهرة مستفحلة في فلسطين

الإثنين 29 مايو 2017 04:58 م / بتوقيت القدس +2GMT
"تدخين الجنس اللطيف للنرجيلة" ..ظاهرة مستفحلة في فلسطين



من ماجد اسماعيل شيوخي _


بعد إثارة الجمعية الفلسطينية لمكافحة التدخين والتثقيف الصحي الخيرية إقبال السيدات والبنات وحتى القاصرات على النرجيلة في البيوت وفي المقاهي والمطاعم  بدأت  في الآونة الأخيرة في أوساط عديدة من المجتمع الفلسطيني مناقشات ومداولات حول انتشار هذه الظاهرة.
ولا بد من تسليط الضوء على نرجيلة الفتيات من عدة جوانب أبرزها النفسية والاجتماعية والصحية، حيث بات من شبه المؤكد شبه إجماع على أن تلك الظاهرة سلبية من مختلف تلك الجوانب لهذه الظاهرة وقد أيدت السيدات هذا الإجماع بأنفسهن .
ويرى خبراء في الصحة النفسية أن الانفتاح وتمرد الفتاة وراء إقبالها على النرجيلة، في حين شدد علماء الشريعة الإسلامية على حرمة إقدام الفتاة على تلك الظاهرة لاعتبارات عديدة أبرزها الأضرار الصحية التي تلحق بالفتاة، والتشبه بالرجال، وعلى الصعيد الصحي حذر الأطباء من ظاهرة نرجيلة الفتاة لما لها من آثار سلبية على الرحم والمرأة الحامل وطفلها.
وتؤكد الجمعية الفلسطينية لمكافحة التدخين والتثقيف الصحي الخيرية بأن عدد المحال التي تقدم النرجيلة في فلسطين أصبح في كل مدينة بالعشرات وفي المدن الكبيرة ربما يزيد العدد عن مئة محل تتنوع بين مقهى شعبي ومحل تقديم نرجيلة ومطعم سياحي، ولا يعرف  الجهات المختصة بترخيص هذه الأماكن وإذا ما كانت تخضع لأية شروط صحية أو قانونية أو يتم مراقبتها أو متابعتها من أي جهة مختصة محلية أو حكومية.
ومن المؤكد أن ضعف الرقابة الحكومية واختلال منظومة القيم في المجتمع والعائلة يشكلان قلقاً كبيراً لدى أوساط الجمعية الفلسطينية لمكافحة التدخين والتثقيف الصحي الخيرية, الأمر الذي يجعل الكثير من الفتيات المراهقات أي ما دون 18 عاما يترددن على المقاهي بشكل ملحوظ لتدخين النرجيلة وربما يؤدي ذلك إلى ما هو أخطر من الأرجيلة ولا تستغرب أيضا وجود طالبات المدارس في هذه الأماكن.
ولا بد من الإشارة إلى أن بعض النساء يعتبرن طريقة مسك النرجيلة والنفس وسيلة لجذب الشباب وبناء العلاقات، بينما تجد الكثير من الفتيات النرجيلة نوعاً من العادات المتبعة، مشيرة إلى أن الفتاة تضطر لمشاركة العائلة التي تتناول النرجيلة، لدرجة أنه يكون لكل فرد من أفراد العائلة نرجيلته الخاصة و"معسله" المفضل.
حرمة شرعية
وحول رأي الشريعة الإسلامية في تلك الظاهرة أكد أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور عارف حسونة على أن الحكم الشرعي لمدخني النرجيلة لا يختلف عن التدخين العادي فهو مُحرّمٌ شرعاً كما يرى غالبية العلماء.
وقال الدكتور حسونة في تصريحه لإحدى الصحف الأردنية "البوصلة"  بأن تدخين النرجيلة يُسبب الضرر وتعد من الخبائث لذلك هي محرمة مستنداً في هذا الحكم إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار" وقوله تعالى: "يُحلّ لهم الطيبات ويُحرّمُ عليهم الخبائث".
أما بالنسبة إلى الفتاة التي تدخن النرجيلة فيرى الدكتور حسونة أن تدخين النرجيلة محرمة شرعاً للذكر والأنثى على حدّ سواء.
لكنه استدرك حديثه بالقول "إلا أنه بالنسبة إلى الفتاة التي تدخن النرجيلة قد يكون في ذلك تشبه بالرجال ، فالعرف العام أن الرجل هو من يلجأ للدخان والنرجيلة، ومن هنا فإن الفتاة التي تدخن نارجيلة يعد سلوكها شكلاً من الاسترجال".
ولفت الدكتور حسونة إلى أن ما يجعل البعض يبرر سلوك الإقدام على تدخين النرجيلة هو إفتاء بعض العلماء بأن التدخين مكروه كونه يسبب الضرر، وذلك استناداً إلى أن أثر الضرر يختلف من شخص لآخر.
إلا أن الدكتور حسونة وصف هذا التبرير بأنه "نظرة سطحية" موضحاً أن علماء الطب أجمعوا على ضرر التدخين، وأنه قد لا يظهر أثره بسرعة وقد يطول عليه الأمد حتى يظهر.
وأضاف "لو اتفق العلماء على حرمة التدخين لكان ذلك أكثر زجراً من مجرد بيان الضرر الصحي فإظهار الحكم الشرعي وتبيانه أبلغ على هداية الناس".
تحذيرات صحية للفتاة
بدوره حذّر طبيب الباطنية في المستشفى الإسلامي جميل قصول من مخاطر تدخين النرجيلة على الشباب والفتيات بشكل خاص.
واستعرض قصول في حديث مع "البوصلة" الآثار الصحية التي تسببها النرجيلة للفتاة مبيناً أن هناك عدة آثار للفتاة التي تقبل على تدخين النرجيلة، أبرزها خشونة الصوت، وآثارٌ سلبية على الرحم تؤثر على المرأة الحامل وطفلها.
وأوضح أن الطفل من الأم المدخنة وزنه يكون أقل من المعدل الطبيعي لأم غير مدخنة، ويكون نسبة ذكاء الطفل المولود من الأم المدخنة أقل من الأم غير المدخنة.
ودعا الدكتور قصول مدخني النرجيلة إلى الإقلاع عن هذا السلوك، مشيراً إلى أن الجسم يباشر ترميم القنوات الهوائية فور الابتعاد عنه، ويزول أثره بعد سنة تقريباً من الإقلاع.
وأضاف طبيب الباطنية أن كل إنسان يسرع بالتوقف عن هذه العادة، يستطيع جسمه أن يتخلص من آثارها بشكل أسرع.
وبيّن "أن التدخين مُضرّ بشكل عام للجسم سواء للذكور أو الإناث، ويحتوي على أكثر من 400 مادة كيميائية مسرطنة، إلا أن النرجيلة تعد أكثر ضرراً من الدخان، حيث تعادل تدخين أكثر من 40 سيجارة في جلسة واحدة".
وأشار إلى دراسة أمريكية أجريت على 100 ألف مواطن مصابون بسرطان الرئتين وبينت أن نحو 88 ألف مواطن هم من فئة المدخنين، في حين أشارت دراسة إلى أن نحو 95% من المرضى المصابون بأمراض القلب وانسداد الشرايين هم من المدخنين".
وأشار إلى أن النرجيلة تسبب ضعفاً في القلب وانسداداً في الشرايين وارتفاعاً لضغط الدم وأمراضا للأوعية الدموية، وأضراراً بالفم والأسنان وسرطاناً بالرئة، وتسبب السعال والسل الرئوي والكحة الشديدة وتؤدي أيضاً إلى انسداد في القصبات الهوائية في الرئة، وإلى ضيقٍ في التنفس.
رئيس الجمعية الفلسطينية لمكافحة التدخين والتثقيف الصحي الخيرية - فلسطين