خطة ترامب للسلام الفلسطيني الإسرائيلي تشترط التطبيع العربي مع إسرائيل أولا

الأربعاء 24 مايو 2017 08:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
خطة ترامب للسلام الفلسطيني الإسرائيلي تشترط التطبيع العربي مع إسرائيل أولا



صحيفة القدس

اطلق فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يشرف على مساعيه من أجل تحقيق "الصفقة الأهم" أي "تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين" أطلق اتصالات مبدئية مع ثلاث شركات علاقات عامة في واشنطن، اثنتان تعملان لصالح المملكة العربية السعودية والثالثة تعمل لتسويق الأولويات الإسرائيلية في الكونغرس ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) "من أجل استكشاف الخطوات الممكنة لترجمة رؤية الرئيس (ترامب) بتشكيل تحالف يمثل القواسم المشتركة لحلفاء الولايات المتحدة من الدول العربية السنية وإسرائيل بما في ذلك تحقيق صفقة سلام تاريخية تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتطبع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية وتحارب الإرهاب".

وبحسب المصدر الذي يطلع عن كثب على نشاطات شركة "إس.بي.جي مجموعة ستانتون-بارك" في واشنطن، وهي شركة علاقات عامة على صلة وثيقة بحملة ترامب الانتخابية ، والان مع الرئيس وعائلته، والتي تم التعاقد معها من قبل المملكة العربية السعودية في بداية هذا الشهر بمبلغ خمسة ملايين دولار للتحضير لزيارة الرئيس ترامب للسعودية "يقوم المختصون بإعادة دراسة المبادرة السعودية التي قدمها الملك عبدالله عام 2002 عندما كان ولياً للعهد (والتي تم تبنيها في مؤتمر قمة بيروت عام 2002 وسميت مبادرة السلام العربية) لتحديد نقاط من صلب المبادرة للتركيز عليها في وصل القواسم المشتركة بين الدول العربية وإسرائيل، ليشكل تنفيذها (عنصر كيماوي)، لتسريع عملية السلام وتحقيق الصفقة".

ويعتبر المصدر أن "زيارة الرئيس ترامب إلى المملكة العربية السعودية ولقائه العشرات من الزعماء العرب والمسلمين، وأجواء التوافق على المبادئ العريضة لشراكة عربية إسلامية أميركية تعتبر خطوة رئيسية في خطته (الرئيس ترامب) لعقد اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي".

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية شرعت منذ 15 عاماً في رسم رؤيتها لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين والعالم العربي، واقترحت بالفعل حلاً للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، (مبادرة السلام العربية) التي تبناها 22 عضواً بجامعة الدول العربية عام 2002، حيث دعت المبادرة إلى إقامة السلام بين الدول العربية وإسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل إلى حدود ما قبل حرب 1967؛ وإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية؛ وإيجاد حل "عادل" لقضية اللاجئين الفلسطينيين، ولكن دون أي استجابة من إسرائيل أو حتى من الولايات المتحدة، في حين "أكثر رئيس وزراء إسرائيلي بنيامين نتانياهو منذ انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة من حديثه عن تقارب مصالح إسرائيل الإستراتيجية بشكل متزايد مع مصالح دول الخليج العربية، في ضوء عداءهما المشترك تجاه إيران" بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء، (بقلم بن هابارد وإيان فيشر) .

ويشير التقرير المذكور "إن الأمر لم يستغرق الرئيس الأميركي دونالد ترامب سوى بضع ساعات بعد وصوله إلى إسرائيل يوم الاثنين (22/5) لدمج هاتين الفكرتين بشكل مفاجئ وعلني كقاعدة رئيسية لخطته بشأن التوصل إلى اتفاق سلام، وأنه (ترامب) ببراعة موظف مبيعات يقدم عرضاً لفترة محدودة، أشار ترامب إلى الدور القيادي الذي سيضطلع به العاهل السعودي في هذا المسعى وتعمد ذكر اسمه لدفع نتانياهو نحو إحراز تقدم مع الفلسطينيين".

ويقول التقرير "إنه لم يتضح بعد ما الذي قد وافق عليه العاهل السعودي (الملك سلمان)، إذا كان قد وافق على أي شيء، وما إذا كانت إسرائيل ستقدم عرضاً مستساغاً للدول العربية، حيث استخدم ترامب زيارته الخارجية برمتها حتى الآن للتأكيد على أنه يعتبر السعودية شريكاً محورياً".

يشار إلى أنه في تناقض مع الأعراف السابقة، اختار ترامب العاصمة السعودية، الرياض، كوجهة أولى لزيارته الخارجية الأولى كرئيس للولايات المتحدة وأخبر العشرات من قادة البلدان العربية والإسلامية الذين اجتمعوا هناك أنه يعتبر المملكة حليفاً لا غنى عنه في مكافحة الإرهاب ومواجهة إيران. ويشكل هذا الاعتماد على المملكة العربية السعودية إقراراً بمكانة المملكة الفريدة في العالمين العربي والإسلامي، التي يأمل ترامب في الاستفادة منها "حيث أن الثروة النفطية التي تملكها السعودية تمنحها نفوذاً واسع النطاق وتجعلها واحدة من الدول القليلة التي كان بإمكانها أن تستضيف مثل هذه القمة الدولية في وقت قصير، كما أن مكانتها كمهد الإسلام ومقر الحرمين الشريفين يعطيها الشرعية الدينية في أجزاء كثيرة من العالم الإسلامي" بحسب نيويورك تايمز.

ونسب لمسؤول رفيع في البيت الأبيض الثلاثاء، 23 أيار 2017، بعد اختتام الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيارته إلى المنطقة، أولا في السعودية وبعد ذلك في إسرائيل والأراضي الفلسطينية قوله "إن الولايات المتحدة تعمل على بناء علاقات قوية في الشرق الأوسط بين إسرائيل وجيرانها العرب لبناء زخم من أجل اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وبحسب وسائل إعلام أميركية قال المسؤول في حديث مع الصحفيين من على متن طائرة الرئيس "إير فورس وان " في طريقها من إسرائيل إلى إيطاليا، إن "الخطوة الأولى باتجاه السلام… هي إخراج علاقات دافئة وقوية وراء الكواليس وجعلها أكثر علنية، وكذلك وضع مجموعة مشتركة من المبادئ يريد الجميع الالتزام بها" ولكنه لم يخض في التفاصيل حول ماهية هذه المبادئ متحججاً أن الجهود يجب أن تبقى "هادئة وسرية".

وقال المشؤول "نأمل أنه كلما تمكنا من بناء ثقة أكبر كلما كان بإمكاننا فتح حوارات أكثر حول هذه الأمور بطريقة لم تحدث من قبل، أعتقد أن ذلك يمنحنا فرصة أفضل للنجاح في هذه المسألة " معلنا أن الرحلة كانت ناجحة للغاية وتاريخية إلى السعودية وإسرائيل، وإن "الرئيس ترامب وحّد العالم الإسلامي بأسره بطريقة لم تحدث حقا منذ عدة سنوات" معتبراً إن "الهدف العام الذي نريد تحقيقه هنا هو في الحقيقة محاولة إيجاد طريقة سلمية لخلق اتجاه جديد للشرق الأوسط، وبناء علاقات قوية جدا مع جميع الشعوب المختلفة، ليس فقط الأطراف المعنية، لكن جميع الشعوب في المنطقة. وكذلك محاولة خلق الكثير من الزخم والتفاؤل حول آفاق السلام"

وكان الرئيس ترامب قد صرح مرارا وتكرارا بأنه يتطلع إلى التوسط في "الاتفاق الأمثل" بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإنه على اقتناع بقدرته على القيام بذلك، مكلفاً صهره جاريد كوشنر ومحامي العقارات السابق جيسون غرينبلات بخط طريق السلام الفلسطيني الإسرائيلي قدماً .

" صحيفة القدس