كشف مزيد من التفاصيل حول عملية اغتيال مازن فقهاء في غزة

السبت 13 مايو 2017 06:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
كشف مزيد من التفاصيل حول عملية اغتيال مازن فقهاء في غزة



قدس برس

لا تزال قضية اغتيال الشهيد القسامي والاسير المحرر مازن فقهاء تشغل بال الرأي العام الفلسطيني ومع اعلان حركة حماس اعتقال منفذ الجريمة بدأت تتكشف تفاصيل تنفيذ جريمة الاغتيال .

في هذا الاطار كشفت مصادر أمنية فلسطينية مطلعة  لـ"قدس برس " النقاب عن تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال فقهاء، على رأسها أدلة تورط جهاز المخابرات الخارجية الاسرائيلي الـ "موساد" في تنفيذ العملية والقاء القبض على مجموعاته التي نفّذت الاغتيال على الأرض.

التخطيط للعملية

وأوضحت المصادر  أنه وبحسب التحقيقات فقد تبيّن أن التخطيط لتنفيذ هذه العملية استغرق عدة أشهر وتم التواصل مباشرة ما بين ضباط المخابرات الإسرائيليين الذين أشرفوا على هذه المهمة والعناصر التي نفذت الاغتيال كل على حدا، حيث لم يكن يعرف أحدهم الآخر وكانوا يدارون بشكل فردي من قبل ضباط الـ "موساد".

وأشارت إلى أن جهاز الـ "موساد"، وتحسبا للكشف عن المتورطين، قام بتشكيل ثلاث مجموعات لهذه المهمة، الأول للدعم اللوجستي والتمويل، والثانية للرصد والمراقبة والمتابعة، والمجموعة الثالثة للتنفيذ، وكان ضباط الـ "موساد" يتولون مهمة توجيه أوامر التحرك والتنسيق بين تلك المجموعات باستخدام "نقاط ميتة" لعدم كشفهم لبعضهم البعض ولتلبية كل طلباتهم.

وقالت المصادر انه تم الطلب من أحد المشاركين في العملية استئجار محل مقابل منزل الشهيد فقهاء في حي "تل الهوا" جنوب غرب مدينة غزة، وقام بدفع أجرة العقار لستة أشهر، وذلك بهدف الوقوف على أدق تفاصيل تحركاته وأي معلومات تساعدهم في عملية الاغتيال، ودون إثارة الشك فيهم.

يوم تنفيذ الاغتيال

و كشفت انه و في يوم تنفيذ العملية، 24 آذار/مارس 2017، انتحل أشخاص من إحدى تلك المجموعات المتورطة صفة جهات أمنية فلسطينية وطلبوا من المحال التجارية الإغلاق مساء ذلك اليوم، حيث عللوا ذلك لوجود حدث أمني، وذلك لتسهيل مهمة هرب المنفذين.

واوضحت أن ذلك تزامن مع استخدام الاحتلال لطائرة استطلاع خاصة حلقت في أجواء المنطقة وعلى ارتفاعات منخفضة من أجل التشويش، على الاتصال في تلك المنطقة، وكذلك على عمل كاميرات في تلك المنطقة لعدم كشف المنفذين حين دخولهم وخروجهم من مسرح الجريمة.

لحظة التنفيذ

واشارت الى انه  في اللحظات الأخيرة للقيام بتنفيذ مهمة الاغتيال، قام الشهيد فقهاء بركن مركبته أمام بنايته، ولم يقم بإدخالها إلى المرآب كما اعتاد عليه، الأمر الذي كاد أن يلغي العملية في حينه، إلا أن الخلية وبناء على طلب مشغليهم (الموساد) انتظرته لاحتمالية أن يعود لوضعها في المرآب حيث قام بذلك فعلا، وكانوا في انتظاره وأطلقوا عليه النار وأردوه قتيلا.

استنفار القوات الأمنية

وأكدت المصادر، أنه وبعد الكشف عن عملية الاغتيال، استنفرت الأجهزة الأمنية منذ اللحظة الأولى، وعملت في كل الاتجاهات والميادين وعلى مدار الساعة وبدأت بجمع خيوط الجريمة كاملة.

وشددت المصادر قائلة :  "منذ اللحظة الأولى لوقوع جريمة الاغتيال كان العمل والخطة لكشف هذه الجريمة على قاعدة استراتيجية وعميقة وواسعة، وذلك من خلال الانتشار الواسع للأجهزة الأمنية على مدار الساعة وفي كل الساحات الميادين والبحر والمعابر والحدود، وفي مسرح الجريمة وكل ما يتعلق بإمكانية الوصول للقتلة".

وأضافت: "الأجهزة الأمنية كانت تعمل ليل نهار والجميع يتابع معها، ونتيجة هذا العمل الجبار المضني والمهني والعميق القائم على تراكم التجارب وقدرة الأجهزة الأمنية على توجيه ضربة أقوى وأوسع وأعمق لأجهزة الأمن الإسرائيلية تم التوصل إلى خيوط هذه الجريمة.

وكشفت المصادر أن ثلاثة من المنفذين تم اعتقالهم خلال محاولتهم الهرب عن طريق السياج الفاصل شرق قطاع غزة، وكان من المفترض أن يكون القاتل من ضمن الهاربين إلا أنه طلب من ضابط المخابرات الإسرائيلي التريث في تأمين هروبه بحجة عدم كشف أمره.

واوضحت أنه تم تأجيل القاء القبض على منفذ عملية القتل، حتى قبل أسبوعين فقط من الاعلان عن ذلك رسميا، وذلك بهدف جمع أكبر أدلة ممكنة ومتورطين في العملية.

وأشارت إلى أن القاتل التزم منزله ولم يخرج منه بعد تنفيذه للعملية، وقد تم وضعه تحت المراقبة المشددة، بعد أن أصبحت القرائن تدل عليه.

وقالت  أنه وبعد الانتهاء من جمع المعلومات، اعطي الأمر للأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على القاتل حيا، وقد نجحت، حيث أخضع بعدها للتحقيق، وحاول النأي بنفسه من العملية، إلا البراهين التي قدمت والاعترافات التي أخذت من بقية المجموعات، أجبرته على اعترافات مفصلة عن جريمته.

وأضافت أن العمل في هذه القضية كشف خيوط لقضايا أمنية أخرى وكشفت مخططات أخرى كانت أجهزة المخابرات الإسرائيلية تعد لها تستهدف قطاع غزة سيتم الكشف عنها لاحقا، بحسب المصادر ذاتها.

ورجحت المصادر أن تعلن وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة بشكل متتابع عن تفاصيل وتداعيات اغتيال فقها، لشرح كل التفاصيل وتضع الشعب الفلسطيني في صورة كل ما يتعلق بهذه الجريمة، "وعندها سنعرف حقيقة الجهد المبذول وعبقرية النتيجة وحجم الضربة الموجهة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. حسب تعبيرها.

عائلة المشتبه في تنفذ الاغتيال

وتبادل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في قطاع غزة ووسائل اعلام محلية، هوية منفذ عملية الاغتيال، التي أكدت أنه المدعو أشرف محمد أبو ليلة.

وعلى إثرها أعلنت عائلة "أبو ليلة" في قطاع غزة مساء يوم أمس، عن تبرؤها من ابنها "أشرف محمد أبو ليلة"، والمتهم بقتل الشهيد والقائد في "كتائب القسام" مازن فقهاء.

وقالت العائلة في بيان لها، "نتابع ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص تورط المدعو أشرف محمد أبو ليلة في قضية اغتيال الشهيد القائد مازن فقها".

وأضافت: "نعلن للجميع.. براءتنا التامة من المدعو أشرف أبو ليلة ومن فعله المشين (إن ثبت عليه ذلك رسميا)"، مطالبة بـ"سرعة القصاص من الفاعل ليكون عبرة لغيره من الخونة والمتخاذلين".

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اعلن الخميس الماضي عن اعتقال  وكشف القاتل المباشر الذي نفذ عملية اغتيال الشهيد القسامي مازن فقهاء في غزة قبل حوالي شهر ونصف.

واكد هنية  في مؤتمر صحفي عقده في غزة "ان الاحتلال هو من أعطى الأوامر لتنفيذ عملية اغتيال مازن فقها"

كما كشفت وزارة  الداخلية والامن الوطني  في  قطاع غزة  ان  النيابة العسكرية انتهت من تمثيل مسرح جريمة قاتل الشهيد القسامي و الاسير المحرر مازن فقهاء .

وقالت الداخلية على لسان المتحدث باسمها " إياد البزم، في تصريح صحفي ان "النيابة العسكرية انتهت، فجر امس الجمعة، من تمثيل مسرح الجريمة للمتهم بقتل الشهيد مازن فقهاء وآخرين مشاركين بالجريمة".