موقع عبري: هل سيكون الاغتيال القادم في تركيا؟

السبت 06 مايو 2017 02:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
موقع عبري: هل سيكون الاغتيال القادم في تركيا؟



ترجمة اطلس للدراسات

كتب يوني بن مناحيم في موقع نيوز ون العبري  : -  قبل عدة أيام بثت قناة الجزيرة - الداعمة علنًا لحركة حماس - فيلمًا توثيقيًا خاصًا تحت عنوان "طيار المقاومة" حول قضية اغتيال المهندس الحمساوي محمد الزواري في شهر ديسمبر الماضي. حسب ادعاء حماس، الزواري قتل قرب بيته بمدينة صفاقس في تونس على يد مجموعة من "الموساد" الإسرائيلي، بسبب نشاطاته في إطار الذراع العسكرية لحماس.

الزواري كان عضوًا رسميًا في الذراع العسكرية، وعمل لسنوات طويلة في إنتاج طائرات بدون طيار، بنماذج مختلفة من خلال تنظيم حماس، وتطوير آليات قتال جديدة مثل غواصات صغيرة تعمل عن بعد.

ما زالت حماس لم تتعافَ بعد من صدمة اغتيال الزواري، الاغتيال كان مهنيًا وارتكز على أساس استخبارات دقيقة، واختفى المنفذون دون ترك أي أثار. في حال فعلًا كانت إسرائيل هي المسؤولة عن هذا الاغتيال؛ فذلك يعني أنها وجهت رسالة لحماس بأن يد إسرائيل طويلة، وأنها تستطيع الوصول لأي مكان من أجل أن تتعامل مع أولئك الذين يخططون للمساس بأمن مواطنيها وجنودها.

المحللة السياسية اللبنانية هدى الحسيني، المعروفة بأنها مصدر المعلومات الحساسة والموثوقة في مجال الشرق الأوسط، نشرت في الـ 3 من مايو مقالًا في صحيفة "الشرق الأوسط"، وكشفت النقاب عن خطر على حياة نشطاء حماس في تركيا، وأنهم قد يجدون نفس مصير الزواري. وفق ما نشرته، فإن نشطاء حماس في تركيا نقلوا مؤخرًا للسلطات التركية أنهم يتعرضون للمراقبة، وتهديدات حقيقية على حياتهم من قبل جهات عدائية.

قارنوا في حماس فورًا بين ذلك وبين التهديدات التي تلقاها الزواري في ذاك الوقت قبل اغتياله، لكنه لم يأخذ تلك التهديدات على محمل الجد، وتصرف علنًا حسب خططته، وفي نهاية الأمر تم اغتياله على يد مجهولين. كان لاغتيال الزواري في تونس تأثير معنوي صعب على نشطاء حماس المتواجدين في تركيا، رغم ذلك، لم يحصلوا - لأسباب تتعلق بالميزانية - على تأمينات لنشاطاتهم السرية من طرف حماس أو من جانب السلطات التركية. قبل عدة أيام اغتال عملاء استخبارات إيرانيون في إسطنبول ناشط المعارضة الايرانية سعدي كريميان وشريكه الكويتي لأنهما شغلا قناة تلفزيونية تبث ضد نظام آية الله في طهران، هذا الاغتيال في قلب إسطنبول تم رغم أنف خدمات الأمن التركية، حيث إنهم لم ينجحوا بمنعه أو القبض على المنفذين.

هذا الأمر يثير قلقًا كبيرًا بصفوف نشطاء حماس في تركيا، حيث ان "الموساد" الإسرائيلي أيضًا قد يعمل بحرية في تركيا بتواطؤ من جهات الأمن التركية. حماس لها ممثلين عن الذراع السياسية والعسكرية في تركيا، في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة بين إسرائيل وتركيا، استجاب الرئيس أردوغان لمطالب إسرائيل وأبعد عن تركيا صلاح العاروري، عضو المكتب السياسي لحماس، بحجة أنه عمل على تشغيل خلية لحماس في الضفة، لكن مكتب الذراع العسكرية لحماس بقي في إسطنبول، ومستمر من هناك بتشغيل "الخلايا النائمة" في الضفة.

رغم العلاقات الجيدة للرئيس أردوغان تجاه حماس، إلا أنهم في الحركة قلقون من ان رسالة حماس - كما وردت في وثيقتها السياسية الجديدة بأنها ليست جزءًا من حركة الاخوان المسلمين - قد تؤدي لتغيير موقف الرئيس التركي تجاه حماس. أردوغان يترأس حزب "العدالة والتنمية" الذي هو جزء من حركة الاخوان المسلمين العالمية، وهو يرى بنفسه أحد الزعماء الأكثر أهمية للحركة العالمية.

أيضًا حقيقة أن حركة حماس بدأت بتسخين العلاقات مجددًا مع إيران، في ضوء انتخاب السنوار مسؤولًا لقطاع غزة، وانتخاب إسماعيل هنية المتوقع كرئيس للحركة؛ متوقع ألا يعجب تركيا التي تعارض المحور الشيعي برئاسة إيران. خدمات الاستخبارات التركية منشغلة جدًا بالعمل ضد تنظيم "داعش" داخل الدولة وإحباط الهجمات التي تخطط لها، وليس لديهم الوقت والموارد التي يتطلبها أمر حماية نشطاء حماس من أي عملية اغتيال محتملة أو مساس بحياتهم.

في نهاية المطاف، تركيا منشغلة بمشاكلها الداخلية، وعلاقتها مع حركة حماس آخذة بالبرود. خدمات الأمن التركية عليها ان تتعامل مع "داعش" ومع مشكلة اللاجئين السوريين الذين تسببوا بخلق خرق كبير للأمن، ممّا يثير قلق نشطاء حماس، خصوصًا في ظل التهديدات الصارخة التي تلقوها على حياتهم.

قد يكون الحديث هنا عن حرب نفسية ناجحة هدفها إخافة نشطاء حماس من أجل مغادرة تركيا، لكن في نفس الوقت يمكن ان يكون الأمر عبارة عن خطوة أولية في طريق الاغتيال مثلما حدث في تونس مع المهندس الزواري. حماس تواجه الضغط خوفًا من أن إسرائيل تستغل الخرق الأمني بالوقت الذي لا تمتلك فيه أي حل لمشكلتها.

ملاحظة: الآراء والألفاظ الواردة في المقال تعبّر عن صاحبها