نتنياهو وليبرمان وغالانت يُصعّدون ويتوعّدون بحربٍ شاملةٍ بالصيف ضدّ غزّة

الإثنين 01 مايو 2017 11:03 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نتنياهو وليبرمان وغالانت يُصعّدون ويتوعّدون بحربٍ شاملةٍ بالصيف ضدّ غزّة



رأي اليو م -

تصعيد إسرائيليّ خطير: رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، يؤكّد أنّه  لا يوجد بديل سياسي للحرب على قطاع غزّة، وزير الجيش افيغدور ليبرمان يقول هو الآخر إنّه لن تكون نصف حرب أوْ ربع حرب، وإنمّا ستكون عملية بكامل القوة نصل بها حتى النهاية، أمّا وزير الإسكان، الجنرال في الاحتياط يوآف غالانت، فصرحّ لإذاعة جيش الاحتلال  أنّ الحرب ضدّ حماس في القطاع قد تكون في  الصيف المقبل، باعتبار أنّها فترة حساسة، بحسب توصيفه.


اللافت أنّ التصريحات الثلاثة جاءت متزامنةً جدًا من حيث التوقيت، ومن رئيس الوزراء ومن وزيرين، وهما من أعضاء المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر، الذي تُتخذ فيه أهّم وأخطر القرارات في إسرائيل، فهل هذه التصريحات تدُلّ على نوايا إسرائيل، أمْ أنّها تدخل في إطار الحرب النفسيّة الإسرائيليّة ضدّ المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة؟.


في السياق، أجرى موقع (WALLA)الإخباريّ-العبريّ مقابلة مطولة مع وزير الجيش الإسرائيلي ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، تطرق فيها إلى عدة قضايا من بينها إضراب الأسرى الفلسطينيين، حماس وقطاع غزة، الملفات الدولية والقضية الفلسطينية.


ومن بين ما ورد في أقواله بشأن حرب على غزة: نحن لا نبحث عن مغامرات ولكن إذا قُدّر علينا فلن تكون نصف حرب أو ربع حرب. وإنما ستكون عملية بكامل القوة نصل بها حتى النهاية ولن نُبقي حجرًا على حجر من بنية الإرهاب. يجب تصفية كل القيادة العسكرية لحركة حماس، على حدّ أقواله.


وبالنسبة للأفق السياسي أجاب ليبرمان: خطة الانفصال هدفها التخلص من أكبر عدد من الفلسطينيين بحيث تكون إسرائيل دولة يهودية، ومن أجل ذلك يجب الانفصال وعدم ضمّ الفلسطينيين. لا يوجد أيّ سببٍ لأنْ يكون أحمد الطيبي ورائد صلاح مواطنين في دولة إسرائيل. ليس بمعنى ” إزاحة” السكان، وإنمّا “إزاحة” الحدود. سكان أم الفحم يبقون في منازلهم، ولكن بما أنّهم أعلنوا أنهم فلسطينيون، فليعيشوا تحت حكم الفلسطينيين. وليدفع لهم أبو مازن مخصصات بطالة وولادة، أكّد ليبرمان.


أما بالنسبة لإضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام زعم  ليبرمان: مروان البرغوثي سيبقى في السجون الإسرائيليّة إلى أنْ  "يتعفن " فيها  إذْ حُكم عليه بالعديد من المؤبدات حسب تعبيره .
وفيما عبّر ليبرمان عن رأيه بوجوب الحفاظ على علاقات جيّدة بين إسرائيل وروسيا بموازاة العلاقات الإسرائيليّة الأمريكيّة، هاجم رئيس كوريا الشمالية ناعتًا إياه بالمجنون في محور الشر الذي يشمل كوريا الشمالية عبر إيران وسوريّة وحزب الله، على حدّ أقوال ليبرمان.


على صلة، ألمح وزير الإسكان الإسرائيلي، يؤاف جالانت، إلى احتمال شنّ عدوان عسكري جديد على قطاع غزة خلال الأشهر المقبلة.


ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن جالانت قوله إنّه لا مفر من حملة عسكرية جديدة ضد حركة حماس في قطاع غزة، مضيفًا: قد تكون (الحرب) في  الصيف المقبل، باعتبار أنها فترة حساسة، كما قال.


وشدّد الوزير الإسرائيلي، على ضرورة استغلال جيش الاحتلال لهذه الفترة لغايات الاستعداد لهذه المواجهة في ظل قيام حماس بحفر الأنفاق وتطوير صواريخها، وفق قوله. وأضاف أنّ هذا يفرض علينا أنْ نكون يقظين وأنْ نتخذ الإجراءات اللازمة لمنع مثل هذا التصعيد، لكن علينا أنْ نكون مستعدين لجميع الاحتمالات وأنْ نفهم أنّه لا مفر من مثل هذه الحملة، كما أكّد.


يذكر أن الوزير جالانت من حزب “كولانا”، هو عضو في المجلس الوزاريّ الإسرائيليّ المصغّر للشؤون السياسيّة والأمنيّة “كابينت”، وهو جنرال احتياط في الجيش الإسرائيليّ، وسبق أنْ شغل منصب قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، وهو مطلوب للعدالة في عدّة دولٍ أوروبيّةٍ بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ترتقي إلى جرائم ضدّ الإنسانيّة.


أمّا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فقد صرحّ في جلسةٍ بالكنيست إنّه لا يوجد بديل سياسي للحرب على قطاع غزة، وأضاف إنّه لم يكن بالإمكان تجنب الحرب الأخيرة ضدّ قطاع غزّة في العام 2014، وإنّه لا يمكن التوصل إلى حلٍّ سياسيٍّ مع حركة حماس. وتابع نتنياهو قائلاً إنّه لم يكن يرغب بشن الحرب، وإنّه حاول تجنبها بكلّ الطرق. وشدّدّ في سياق حديثه على أنّ الدولة العبريّة تُواجه عدوًا عنيدًا وشرسًا، ويخلق باستمرار حالة من عدم الاستقرار، وتفاقمت بشكلٍ جديٍّ بعد عملية اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة في حزيران (يونيو) من العام 2014، والتي كانت الذريعة الإسرائيليّة لشنّ العدوان الهمجيّ ضدّ قطاع غزّة.


وتابع أنّ إسرائيل عملت على تدمير البنى التحتية لحركة حماس في الضفة الغربية، إلّا أنّ الأمر خلق حالة عدم استقرار حيال قطاع غزة، كما أنّ حماس كان لها خططها المعدة. وادعى أنّه حاول تجنب الحرب، أوْ دفع أقّل ما يمكن من الثمن إذا اضطر لخوضها. علاوةً على ذلك، زعم أنّه خلال السنوات الثلاث التي مرت بعد الحرب ساد الهدوء بشكلٍ لم يسبق له مثيل في الجنوب منذ الحرب عام 1967، وأنّه يمكن قياس ذلك في إطلاق الأسلحة الخفيفة والصواريخ، ليخلص إلى أنّ حماس باتت مرتدعةً عن التصعيد، لكنّه شدّدّ على ضرورة تجديد الردع، وشحنه مجددًا بالطاقة.


في سياق ذي صلةٍ، قال نتنياهو إنّه إلى جانب العمل المكثف على تطوير القدرات الهجومية لإسرائيل إزاء قطاع غزة، فإنّها تُعالج تهديدات في جبهات أخرى، مثل إيران وحزب الله وسورية والإرهاب في الضفة الغربية. وبحسبه فإنّه كان هناك أهداف لحركة حماس، وخطط للعمل ضد إسرائيل من أجل إزالة الحصار البحري، والحصول على ميناء بحري أو مطار جوي، وزيادة شرعيتها الدولية، لكنّها لم تحقق أيًّا من هذه الأهداف، على حدّ تعبيره.


ويبقى السؤال: هل حكّام تل أبيب سيُقدمون على عدوانٍ جديدٍ ضدّ قطاع غزّة في الذكرى الثالثة لعدوان “الجرف الصامد” في صيف العام 2014، خصوصًا وأنّ الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، يُعلن على الملأ دعمه الكامل لكلّ سياسات إسرائيل العدوانيّة والإجراميّة.

المصدر :" رأي اليوم