صفقة القرن وشروط غرينبلات التسعة ..د.علاء أبوعامر

الثلاثاء 11 أبريل 2017 04:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
صفقة القرن وشروط غرينبلات التسعة ..د.علاء أبوعامر



هل (صفقة القرن) الموعودين بها امريكيا هذا العام من قبل الرئيس الامريكي ترامب تستحق أن نفعل بأنفسنا ما نفعل ؟

هل هناك احد يعلم ماهي هذه الصفقة ؟ وماذا تتضمن ؟

ماذا حدث في لقائي ابومازن مع مدير المخابرات الامريكية ومبعوثه للسلام غرينبلات ؟

نحن علمنا أنهم قدموا للرئيس تسعة شروط سربها موقع (ديبكا) الاستخباراتي الاسرائيلي ولم ينفها احداً من القيادة الفلسطينية ؟ تنص هذه الشروط على خطوات إن صحت فعلى من في القيادة تجرُع السم على القبول بها (من بينها ايصال غزة حد الجوع خصم رواتب الموظفين وقطع رواتب الاسرى وعوائل الشهداء ومزيد من التنسيق الامني مع اسرائيل لقمع اي نشاط معادي لها) السؤال اذا كانت غير صحيحة لماذا لم يخرج حتى الان ناطق اعلامي فلسطيني واحد يقول لنا كشعب انها ليست حقيقة؟!

وبعد اذا كانت تلك حقيقة فهل كل هذه الاجراءات القاسية التي لا مثيل لها وغير المسبوقة المطلوب من القيادة الفلسطينية تطبيقها تستحق ذلك؟ ، بمعنى هل الدخول لهذا الممر المؤلم الذي طُلب ادخال غزة فيه والذي يُطابق حد الجحيم ، يستحق التضحية بأثنين مليون انسان كانت ارضهم ومازالت هي ايقونة الوطنية الفلسطينية ورافعتها على الدوام وخزانها الذي لا ينضب ؟

هل نفعل كل ذلك بأنفسنا فقط لنثبت أننا نستحق أن نكون شركاء في المفاوضات وذوي كفاءة لعقد الصفقة ؟

وهذ فقط كي يقبل اويساند ترامب كما يقول تقرير (ديبكا) حل الدولتين فقط، أي كي يساند وليس يطبق!

دون تقديم اي ضمانات ودون تعريف ماالمقصود بالدولتين وعلى اي حدود ووفق اي تقسيم!

عجيب ، اذا كنا سنفعل بأنفسنا كل هذا الفعل! فماذا سنقدم من تنازلات في السياسة وعلى طاولة مفاوضات (صفقة القرن) عندما يحين وقتها؟

هل سنعترف بالدولة اليهودية ؟ ونتنازل عن حق العودة ؟ ونقبل ببقاء الكتل الاستيطانية الكبرى مقابل توسعة قطاع غزة اما شرقا باتجاه النقب اوجنوبا باتجاه سيناء؟ ونقبل بالقدس عاصمة مشتركة لدولة اسمها اسرائيل وكيان مسخ اسمه دولة فلسطين؟

هل هذا ما ناضلنا من اجله طيلة السنوات الماضية واستشهد في سبيله الاف الشهداء ،واعتقل في سبيله الاف الاسرى وشرد في سبيله الاف العائلات ، وجرح في سبيله الاف الجرحى؟

اليس من الافضل الاتجاه نحو الداخل الفلسطيني وتجذير الموقف من خلال اعادة الاعتبار للمنظمة ولاشكال جديدة من الكفاح بدل التقيد بالاشتراطات الامريكية القاتلة ؟

اليس من الافضل أن يجوع الوطن كل الوطن في سبيل رفض اوسلو جديدة تُضيع كل ما تبقى من حلم وتفتت الشعب لاجيال واجيال بدل القبول بحلول عقيمة يفرح بها البعض اياماً ولكنها بعد اقل من خمسة سنوات ستظهرنا كالجالسين على الخازوق بينما اسرائيل تحصل على كل شيء دون اي مقابل؟

على القيادة الاجابة عن هذه التساؤلات قبل القيام بأي اجراءات أو

خطوات تصعيدية في الضفة وقطاع غزة .

اين الحقيقة ؟ ولماذا التصعيد الآن ؟ مادور الرباعية العربية في كل ذلك؟ مادور قطر التي كانت ورطت حماس بالانقلاب عام ٢٠٠٧ من خلال معلومات مظللة؟ ومادور تركيا التي حصلت من حماس على تنازلات خطيرة (القبول بالاعتراف، القبول بالتفاوض، القبول بالقاء السلاح)؟

اسئلة كثيرة يملك الاجابة عليها فقط اصحاب القرار في الشعب الفلسطيني.