موقع " نيوز ون" العبري ..هل نحن على وشك تصعيد؟

الأحد 26 مارس 2017 01:19 م / بتوقيت القدس +2GMT
موقع " نيوز ون" العبري ..هل نحن على وشك تصعيد؟



غزة \ اطلس للدراسات \

كتب الخبير في الشئون الفلسطينية وضابط الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية السابق يوني بن مناحم :

اغتيال مازن فقها، مسؤول في الذراع العسكرية لحماس، نهاية الأسبوع في مدينة غزة أصاب قيادة الحركة بصدمة، القيادة المنشغلة حاليًا باستعداداتها الختامية لإنهاء عملية الانتخابات الداخلية والموافقة على وثيقتها السياسية التي حددت من جديد طبيعة الحركة ومبادئها في ظل التغييرات الإقليمية في السنوات الأخيرة. لا يوجد أي جهة تبنت مسؤولية اغتيال فقها حتى الآن، وهو من محرري "صفقة شاليط" عام 2011، وقد أبعد إلى قطاع غزة.

مسؤولو حماس يستبعدون بشكل قطعي احتمال ان يكون قد اغتيل على خلفية خلافات داخلية داخل الحركة بسبب الانتخابات الداخلية، ويدّعون بأن إسرائيل لها مصلحة باغتياله، حيث عمل في الفترة الأخيرة بإدارة خلية لحماس في الضفة الغربية هدفها تنفيذ عمليات في إسرائيل.

والد مازن ادعى في مقابلات صحفية بأنه تلقى مكالمات هاتفية من "الشاباك" الإسرائيلي الذي حذره من مواصلة ابنه العمل في النشاطات الإرهابية، حسب قوله فقد تلقى أيضًا انتقادات من أفراد الأمن الإسرائيلي في بيته ببلدة طوباس، والذين صرحوا له بخطورة ما يقوم به ابنه.

ضربة لهيبة حماس

رغم أنه ما زال غير واضح من الذي نفذ الاغتيال، ولم تتحمل إسرائيل مسؤولية العملية؛ إلا أنهم يقدرون في الضفة وغزة بأن هذه عملية اغتيال ناجحة نفذتها إسرائيل، وتشكل ضربة قاسية لهيبة حركة حماس في ذروة عملية الانتخابات الداخلية.

الحديث هنا عن اغتيال في عقر دار الكيان الحمساوي بغزة، في ظل وجود الآلاف من أجهزة الأمن التابعة لحماس، فقها كان يتنقل في قطاع غزة بلا حراسة، طمأنينة قادة حماس المقتنعين بأنهم آمنين وبعيدين عن أي أذى؛ يبدو أنهم من الآن فصاعدًا سيبدؤون بالتنقل مسلحين وبرفقة حراسة أمنية.

محللون فلسطينيون يقارنون بين اغتيال فقها واغتيال آخرين أمثال مهندس الطيران محمد الزواري في تونس ومحمود المبحوح في دبي، يعتقدون بأن اغتيال فقها كان أشبه بعملية اغتيال يحيى عياش الملقب بـ "المهندس" في قطاع غزة عام 1996، العملية التي أدت لموجة عمليات في إسرائيل على يد مجموعة يطلق عليها اسم "تلاميذ المهندس يحيى عياش".

في حركة حماس يقدرون بأنه قتل على يد عملاء مع إسرائيل، وغير واضح تمامًا إذا ما كان اغتياله تصفية لحسابات بسبب عملياته التي قام بها في السابق أو الحديث عن مرحلة جديدة من الاغتيالات تقوم بها إسرائيل من أجل إحباط نشاطات ضدها.

مسؤول أمني في حماس قال لموقع "المجد" الأمني في 25 مارس أن إسرائيل تحاول خلق "معادلة جديدة" بالحرب ضد حماس في ضوء إخفاقاتها الأخيرة، لكن الحركة ستتغلب على ذلك. فقها أطلق سراحه من السجون، جنبًا إلى جنب مع يحيى السنوار، في إطار "صفقة شاليط"، وفي قطاع غزة يترقبون باهتمام أمر الرد المنتظر للسنوار بعد الاغتيال. السنوار معروف بخطه المتطرف ضد إسرائيل، وانتخابه مؤخرًا ليكون قائدًا جديدًا لقطاع غزة سيوقفه أمام تحدٍ قيادي في ضوء اغتيال فقها حول طبيعة الرد ضد إسرائيل. حتى الآن يتصرف السنوار بحذر شديد كي لا يخرق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والذي تم التوصل إليه بعد عملية "الجرف الصامد" بوساطة مصرية.

هناك مسؤولون في حماس يعتبرون اغتيال فقها تجاوزًا للخط الأحمر من ناحية إسرائيل، حسب تقديرهم فإسرائيل تشعر بالإحباط جراء الطريق المسدود في محادثات التوصل لصفقة تبادل أسرى جديدة، لذلك فهي تحاول أن تتخلص من أهمية ونتيجة صفقة شاليط، حماس وضعت شروطًا مسبقة وطالبت إسرائيل بإطلاق سراح كل محرري صفقة شاليط الذين أعادت اعتقالهم بعد أن عادوا للعمل ضدها من أجل تنفيذ صفقة جديدة؛ لكن إسرائيل رفضت.

مسؤولون أمنيون أوضحوا أن إسرائيل غير مستعدة لمنح حصانة لمن يعمل بالإرهاب، ومنذ 2011 اعتقلت إسرائيل 75 من محرري "صفقة شاليط"، 64 منهم أعيدوا مجددًا للسجن بعد ان عادوا للعمل ضد إسرائيل، أحد المحررين (رضوان نايف) حُكم عليه مؤبديْن بسبب عمليات قام بها بعد ان أطلق سراحه من السجن.

في حماس يدعون أيضًا بأن إسرائيل هي من تقف وراء طلب الـ (اف. بي. آي) من الأردن تسليم أحلام التميمي للولايات المتحدة، التي شاركت بعملية في مطعم "سبارو" في القدس وأطلق سراحها ضمن صفقة شاليط، في حركة حماس يحذرون كل محرري صفقة شاليط من أن يكونوا دائمي الحذر خوفًا من ان يتم اغتيالهم على يد إسرائيل.

كيف سترد حماس؟

من اغتال فقها لم يترك أي "بصمة"، ولذلك من الصعب ربط إسرائيل بصورة مباشرة بالعملية. مع ذلك، كل التنظيمات في قطاع غزة تقدر بأن هذا عمل إسرائيلي، بينما وعدت حماس وذراعها العسكرية في بيان رسمي بالانتقام من إسرائيل.

احتمالات أن تطلق حماس الصواريخ نحو إسرائيل ردًا منها على الاغتيال ضئيلة، فالحركة ما زالت منشغلة بالانتخابات الداخلية وفي إعادة إعمار القطاع. في الأيام الأخيرة بدأت الحكومة الفلسطينية بتوزيع مبلغ 40 مليون دولار قدمتها السعودية لمئات العائلات في القطاع لإعادة إعمار بيوتهم التي تضررت في عملية "الجرف الصامد"، إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل سيجلب معه ردًا إسرائيليًا قويًا وجولة قتال أخرى، حماس غير معنية بها الآن أبدًا.

ولذلك من المرجح أن ترد الذراع العسكرية لحماس على الاغتيال عن طريق أعمال ضد إسرائيل في الضفة، وذلك بتنفيذ عمليات ضد المستوطنين أو عمليات داخل أراضي الخط الأخضر، ومن هنا تنبع أهمية تشديد التنسيق الأمني بين "الشاباك" الإسرائيلي وبين أجهزة الأمن الفلسطينية.

جهاز الأمن الإسرائيلي مستعد - بجميع الأحوال - لاحتمال تنفيذ عمليات قبيل عيد الفصح، والآن بات مطلوبًا منه التحلي باليقظة. في حماس يقدرون بأن عملاء مع إسرائيل شاركوا في عملية الاغتيال، ولذلك من غير المستبعد ان نرى في الأيام المقبلة عمليات اغتيال لمشتبه بهم بالتعاون مع إسرائيل، وذلك لإيصال رسالة ردع وإظهار أن أجهزة أمن حماس تسيطر على الوضع وتقبض على العملاء.

يتحدثون في حماس أيضًا - لأول مرة - عن ردٍ قد يشمل المساس بشخصيات إسرائيلية كبيرة أو بضابط رفيع المستوى على حدود قطاع غزة، ولذلك يجب الانتباه لما قاله المسؤول في حماس أحمد بحر الذي حذر من ان "كل الجبهات مفتوحة أمام الذراع العسكرية لحماس، حيث إنها سترد في الوقت والمكان المناسب"، هل كان يقصد خارج البلاد أيضًا؟

السياسات المحددة لحماس هي عدم تنفيذ عمليات في الخارج، لكن في ظل اغتيال الزواري في تونس ومحمود المبحوح في دبي، يمكن فعلًا ان تعمل على مفاجأة إسرائيل بعملية ناجحة تشذ بها الحركة عن سياساتها، وتنفذ عملية انتقامية ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية خارج البلاد تمامًا مثلما فعل تنظيم حزب الله.