استقاء العبر من اغتيال الشهيد فقها .. د. خالد معالي

السبت 25 مارس 2017 10:27 ص / بتوقيت القدس +2GMT



شئنا أم أبينا؛ فقد استطاع الاحتلال أن ينتصر في جولة؛ ويصل لأحد القادة الكبار للمقاومة الفلسطينية، وحقق بذلك نقطة لصالحه وانتصر في جولة؛ لكنه لن ينتصر في الجولة القادمة؛ فالحياة وطبيعية الصراعات والحروب هي هكذا؛ جولة لك وجولة عليك؛ يوم لك ويوم عليك، حتى ينتصر الحق في النهاية؛ كوعد رباني؛ "وكان حقا علينا نصر المؤمنين".

قد يكون من نفذ عملية الاغتيال للشهيد مازن فقها؛ قد دخل عبر البحر، أو من خلال السياج المحيط بغزة، أو من خلال عملاء الاحتلال؛ وقد يكون من نفذها انسحب إلى داخل الأراضي المحتلة عام 48؛ فكل الاحتمالات واردة، وهذا ما ستجيب عنه التحقيقات لاحقا لكشف  ملابسات عملية الاغتيال.

لا يصح التقليل من قدرات كيان الاحتلال الأمنية وغيرها من القوى التي بحوزته؛ فسماء غزة مراقبة على مدار الساعة، والاتصالات مراقبة، وشبكات التواصل الاجتماعي كذلك، ومخابرات الاحتلال لها باع طويل في عمليات الاغتيال بكاتم الصوت وبغيره، واستطاع أن يصل لقادة كبار على مدار تاريخ القضية الفلسطينية؛ لكن هذا لا يعني انه لم يدفع ثمن، أو جميع عملياته نجحت، فالنصر والنجاح له ثمن أيضا، حيث فشل بعضها، ودفع الاحتلال ثمنا باهظا لذلك الفشل الذريع، كما حصل  من فشل لعملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس؛ خالد مشعل في الأردن.

يشعر ألان؛ "نتنياهو" و"ليبرمان" و"بينت" بنشوة النصر الكاذبة والخادعة؛ لنجاح عملية الاغتيال؛ ويشربون الخمور احتفالا؛ لكن وكما هو متوقع؛ سيصابون بالصدمة لاحقا مع الرد على العملية، والذي هو منوط بقيادات المقاومة وحكمتها ورباطة جأشها، فلكل فعل رد فعل، والأيام دول تتداول وتتغير.

لا يصح التعامل  مع أي حدث _ سواء كان صغيرا أم كبيرا؛ بردات الفعل والعاطفة والانفعالات، فالاحتلال نجح باختراق غزة وقتل الشهيد؛ عبر تخطيط محكم ودقيق، وليس عبر ارتجال وانفعال، فالجيش نفذ مناورة قبل عملية الاغتيال؛ وهذا يرينا مدى قوة تخطيط الاحتلال على ظلمه وغيه، الذي لا يصح القفز عنه، وتغافله.

في كل الأحوال؛ الصراع لن يتوقف مع الاحتلال؛ فهو قد ينجح هنا ويخفق هناك، صحيح انه  يضرب، ويغتال، ويقصف؛ لكن المقاومة أيضا لها قوتها وطريقتها وأساليبها الذكية، وهي أيضا تضرب الاحتلال؛ ولم لم تكن توجع الاحتلال؛ لما خطط الاحتلال للوصول إلى غزة واغتيال الشهيد فقهاء.

كما جرت العادة؛ لم يعود قادة المقاومة شعبهم على خذلانه، أو على عدم تنفيذ وعوده، وما توعدت به حماس عبر جناحها المسلح سينفذ؛ كونها عودت شعبها على الصدق في الوعد والوعيد، وقادة الاحتلال وعلى رأسهم "نتنياهو" و" ليبرمان" يعرفون هذا، وأن الرد قادم، لكنهم لا يعرف أين وكيف.

قد نسمع عن اغتيالات جديدة في المستقبل لقادة المقاومة، وهو أمر متوقع في كل لحظة؛ فالاحتلال لم يترك أسلوب الاغتيال كأسلوب يراه ناجعا في محاربة المقاومة منذ نشأة كيانه الغاصب؛ ولكن في المحصلة ومهما نجح الاحتلال من اغتيال المزيد من القادة وكوادر المقاومة؛ فان المقاومة لاحقا  هي  من ستنتصر؛ وقتلاهم في النار، وقتلى المقاومة شهداء في الجنة؛ كون المقاومة صاحبة الحق والأرض، وقضيتها أعدل قضية على وجه الأرض؛ "ويرونه بعيدا ونراه قريبا".