عاهرة رام الله ! د.منى احمد الخطيب

السبت 18 مارس 2017 08:01 م / بتوقيت القدس +2GMT




اصر زوجي الكندي الفلسطيني على الزيارة لفلسطين , حيث اهله وعشيرته ال الخطيب الكرام الذي يضرب تاريخهم في عمق فلسطين,واصر ان تكون الزيارة لمدة لا تقل عن اسبوعين الى ثلاثة لتكون ممتعة باكبر قدر ممكن ولنتمكن من التجوال في كل المدن الفلسطينية .

في الصباح انتقلنا الى مدينة البيرة وتجولنا بها وتمتعنا بروح جمالها الخلاب , ... , اجريت بعض المقابلات في المدينة مع بعض المواطنين واستشعرت مدى الاحباط الذي يسيطر عليهم , فالفساد والمحسوبية والرشوة ونظام الخاوات من الشرطة والبلطجية , اضف الى ذلك الاحباط السياسي من العملية السلمية.
في اليوم التالي انتقلنا لزيارة بعض الاقارب والمعارف في رام الله , ايضا اجريت بعض النقاشات والمقابلات مع بعض المواطنين ولم يكن هناك خلاف بينهم وبين اهل البيرة , ولكن كان الهدف ايضا لمقابلة شخصية مهمة في السلطة الفلسطينية مع زوجته في احدى المطاعم الكبرى في المدينة , وكان العشاء في الساعة العاشرة مساء مقتصرا علي وزوجي والمسؤول وزوجته , وكان الهدف من الاجتماع هو شراء برامج كمبيوتر للسلطة الفلسطينية من شركتنا في كندا , وبالحوار حول السعر توصلنا ان يكون سعر البرنامج بعد التركيب والتجربة لمدة شهر هو 900000 الف دولار , واتفقنا على توقيع العقد بمجرد انهتاء العشاء
واثناء العشاء اقترحت زوجة المسؤول ان يكون سعر البرنامج بالاتفاقية ب 1500000وان يكون السعر الفعلي 900000 دولار اي 600000 تدفع عمولة لصالحها ووافق زوجها الراي واقر بانها عبقرية اقتصادية. لم اخفي مدى امتعاضي من الصففة حيث يتخللها الرشوة والفساد , وبالطبع لم اوافق على الشرط واصريت ان يكون السعر هو نفس السعر الموجود في العقد ولا مجال عندي للرشوة او المساعدة على الفساد وخاصة للشعب الفلسطيني الذي يشحد موظفه راتبه من الدول المانحة ودولتنا الكندية احداها , وانفض الاجتماع دون توقيع العقد لنعود لجولة مفاوضات في الغد
واثناء خروجنا من المطعم سمعت زوجة المسؤول وهي تصفني بالعاهرة لرفضي العرض من طرفها ليسهل عليها سرقة 600000 دولار , فيا ترى هل انا العاهرة ام هي عاهرة رام الله ؟ بمجرد عودتي الى كندا سوف ارفع القضية مع تسجيلاتها لوزير الخارجية ووزير المالية ورئيس الوزراء في كنداء لتبيان اين تذهب المساعدات التي يدفعها المواطن الكندي من جيبه على هيئة مساعدات للشعب الفلسطيني الذي كان قدره الاحتلال الاسرائيلي والخذلان والخيانة وبيعه وارضه من الدول العربية ما قبل عام 1995 وما ابتلاه الله به من عاهرات السلطة الفلسطينية في رام الله , ولله في خلقه شؤون , وسوف يعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون . ان الان في احدى دول الخليج العربي لنفس السبب وامل ان لا التقى اي عاهرة خليجية .

المصدر : د. منى احمد الخطيب