واللا العبري: حماس ما زالت تحفر الانفاق دون توقف تقريبًا وبلا اكتراث لاسرائيل

الخميس 02 مارس 2017 11:40 ص / بتوقيت القدس +2GMT
واللا العبري: حماس ما زالت تحفر الانفاق دون توقف تقريبًا وبلا اكتراث لاسرائيل



القدس المحتلة / سما /

كتب آفي يسسخروف في "واللا العبري: حماس ما زالت تحفر، سواء مع تقرير مراقب الدولة أو بدونه، تحفر وتستمر بالحفر، بلا توقف تقريبًا، دون اكتراث للثرثرة غير المنتهية من طرف الجانب الإسرائيلي حول الحرب التي انتهت قبل سنتين ونصف. المزيد والمزيد من النقاشات، صفحات فوق صفحات، انغماس في التحليلات، وجهات النظر، أقوال وتصريحات وتقرير ينشر أشياءً معروفة بالنسبة للجميع، وكل ذلك لم ينجح على ما يبدو بتغيير هذه الحرب "الجرف الصامد"، يبدو أيضًا أنه لن يفعل ذلك أيضًا في الحرب القادمة في غزة أو لبنان.

إسرائيل تبحث عن المتهمين، تسعى وراء المخفقين، سواء أكانوا ما زالوا موجودين أم غادروا (رئيس الأركان بيني غانتس على سبيل المثال، ووزير الجيش موشيه يعلون)، لا تعرف حقًا كيف تستعد للحرب القادمة، ربما فقط لتلك التي وقعت، وهذا ما حدث خلال حرب لبنان الثانية، وهذا ما حدث في "الجرف الصامد".

وحماس ما زالت تحفر، حتى خلال كتابة هذه السطور، 24 ساعة يحفرون، الذين يحفرون يُسمح لهم بيوم إجازة واحد في الأسبوع، لكنهم يعملون بالتناوب. وحدة الأنفاق التابعة لحماس تحولت لوحدة مهيبة بالذراع العسكرية للتنظيم، الشبان الذين يتم تجنيدهم إليها يحظون بلقب "أبطال صاعدين" في غزة

لكن دولة إسرائيل ما زالت هناك، في الأنفاق التي لم تقم بعد، بدلًا من التركيز في الأنفاق القائمة حقًا والتي حفرت في تلك اللحظات. من الصعب تصديق الأمر، لكن في ظل كل هذه الضجة حول تقرير مراقب الدولة، لحماس أكثر من 15 نفق تجاوز مناطق إسرائيل. في غزة، منذ عدة سنوات، هناك مدينة تحتية، مدينة تتحرك بوتيرة خارقة السرعة، لدرجة أن سكان تل أبيب الذين يتعاملون مع خطوط السكك الحديدية، قد يحسدون السرعة والجدوى التي يتم بها العمل هناك.

الجيش، فعليًا، حسّن من قدراته واستعداداته في كل ما يتعلق بالتهديد تحت الأرضي، دولة إسرائيل تبني حاجزًا لوقف تهديد الأنفاق، ربما من الواضح أن هذا الحاجز سيكون جاهزًا في السنوات المقبلة، وبذلك تنهي اسرائيل، سواء بعد تقرير مراقب الدولة أو بعد ان سمعنا مئات المرات منذ "الجرف الصامد" عن إخفاقات الأنفاق، ليس فقط استمرار تسلح حماس، بل أيضًا وبشكل أساسي استمرار بناء الأنفاق داخل مناطق إسرائيل.

في المعركة القادمة الجيش لن يلتق بالعدو؛ وهنا محتمل أن يكمن الاخفاق الحقيقي: بعد أن انشغل كل الإعلام بالحرب السابقة، لا أحد منا يريد الشروع في ضربة استباقية، ضد التهديد الحالي الموجود رغم أنوفنا، لأسباب واضحة بالطبع، وهي الخوف من الحرب. وبالتالي فإنه من الواضح أنه لو اندلعت مواجهة أخرى بين الطرفين، سنشهد هجمات جديدة عبر الأنفاق.

إضافة لذلك، لو اندلعت حرب أمام حماس في غزة، ودخل الجيش للقطاع، فهو لن يلتقِ بالعدو تقريبًا، فنشطاء حماس سيكونون تحت الأرض في شبكة الأنفاق المنتشرة على مساحة عشرات الكيلومترات. هل سيعرف الجيش الذي يتدرب منذ عشرات السنوات على إدخال طابور المدرعات واحتلال الأهداف أن يعمل في ساحة كهذه؟ من المشكوك فيه ان تكون هذه هي الصورة. إذًا لماذا هذا النقاش الذي لا نهاية له حول إخفاقات كانت قبل عامين ونصف، في الوقت الذي ما زال التهديد الحالي صعب إيقافه؟ من الصعب القول.

"اطلس للدراسات"