محللون: تقرير الحرب على غزة.. تحريض لحرب جديدة أكثر تدميراً

الخميس 02 مارس 2017 09:44 ص / بتوقيت القدس +2GMT
محللون: تقرير الحرب على غزة.. تحريض لحرب جديدة أكثر تدميراً



القدس المحتلة / سما /

 اعتبر خبراء في الشأن الإسرائيلي، أن تقرير مراقب الدولة حول اخفاقات جيش الاحتلال في حربه الأخيرة عام 2014 على غزة، شكل ضربة سياسية قوية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولقادة الجيش الذين قادوا المعارك.

وقال المختص في الشؤون الإسرائيلية، علاء الريماوي، في تعليق على تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي إن "التقرير يعد اعترافا واضحا بتفوق المقاومة على منظومة الإبادة والقتل، بل هو اعتراف رسمي بهزيمة سجلتها المقاومة الفلسطينية في ملفات مختلفة وقاسية".

وأوضح الريماوي أن المقصود بالهزيمة الإسرائيلية في هذا الإطار "يتعلق بإسقاط أهداف العدو، وترسيخ العجز لديه، ومس بنيته الأمنية والعسكرية بشكل واضح وكبير الأمر الذي سيبنى عليه في المواجهة مع الاحتلال".

واتهم التقرير الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقادة عسكريين إسرائيليين بعدم الاستعداد بشكل كافٍ للحرب مع حماس، واشار إلى فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من الحرب، الأمر الذي يطرح تساؤلا حول مستقبل نتنياهو كرئيس للوزراء في إسرائيل، وحول مستقبله السياسي بشكل عام، في ظل الفضائح التي تلاحقه.

وردا على ذلك، قال الريماوي "السؤال الذي بات يطاردنا من الإعلام، هل نحن أمام إمكانية سقوط حكومة نتنياهو؟ الاجابة الطبيعة نعم، لكن التغيرات في البنية السياسية في الكيان، تمنع هذا الانهيار بسبب ضعف خصوم نتنياهو، وضعف بنية في اليمين قادرة على زعزعة الليكود".

وتابع "لكن لا يعني ذلك بأننا أمام عصمة نتنياهو، إذ يشكل هذا الملف وملفات الفساد المختلفة بنية حقيقية قد تعصف بنتياهو في أي لحظة، هذا الأمر بتنا نلمسه في شهية خصوم الأخير للانقضاض عليه".

بدوره، اعتبر محمد أبو علان، المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أن التقرير يعتبر "ضربة قاسية لنتنياهو، ربما سيسرع في نهايته السياسية، إذا ما تمت إدانته في ملفات الفساد التي كشف عنها مؤخرا".

ويرى أبو علان أن تقرير مراقب الدولة وحده لن يسقط نتنياهو من رئاسة الحكومة، ولن يسقطه في صناديق الاقتراع في أي انتخابات قادمة، إلا إذا أدين بملفات الفساد. إضافة إلى سبب رئيسي آخر، وهو أن إسرائيل لم يعد لديها قيادات سياسية وازنة كما في السابق.

وبرغم الانتقادات الحادة التي وجهتها المعارضة الإسرائيلية لنتياهو عقب التقرير، إلا أن أبو علان يرى أنها غير قادرة على إسقاط رئيس الوزراء، فكل المؤشرات تدل على أن حزب العمل والمعسكر الصهيوني يسيران نحو انهيار سياسي، وقد لا يحققان أكثر من 8 مقاعد في الكنيست الإسرائيلية القادمة.

وبشأن انتقادات هرتسوغ لنتنياهو، يبيّن أبو علان أن هرتسوغ من أضعف الشخصيات على الحلبة السياسية الإسرائيلية، وأن تصريحاته ضد نتنياهو لا قيمة لها في المجتمع الإسرائيلي.

من جهته اعتبر الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنس أبو عرقوب، أن أخطر ما ورد في تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي، هو التحضير لحرب قادمة على غزة، تكون أشد وأقسى من سابقاتها.

وأوضح أبو عرقوب، أن التقرير يحرض على استخدام قوة عنيفة جدا في الحرب القادمة، بهدف تدمير الأنفاق، وشن حرب برية ستوقع خسائر كبيرة جدا في صفوف المدنيين الفلسطينيين، إضافة إلى اغتيال وقتل أكبر عدد من قيادات وجنود المقاومة في ميدان غزة.

ورأى أبو عرقوب أن المستوى السياسي في إسرائيل سيستفيد من هذا التقرير، لإطلاق العنان للجيش لتنفيذ مخططاته في قطاع غزة، تفاديا للانتقادات والحرج الذي وقع فيه نتنياهو، وبني غانتس، الذي كان رئيسا لأركان جيش الاحتلال إبان الحرب الأخيرة.

ولفت أبو عرقوب إلى نقطة خطيرة وردت في التقرير، وهي تحريضه على تدمير البنية التحتية والسكنية الفلسطينية، بزعم أنها تستخدم كمداخل ومخارج للأنفاق.

وفي سياق المناكفات السياسية في اسرائيل، اعتبر اسحق هرتسوغ، زعيم المعارضة في الكنسيت، أن نتنياهو "فشل في الحرب وفي السلام"، وهنا يوضح أبو عرقوب أن كل زعماء المعارضة الإسرائيليين يسارعون وعقب كل حرب إلى اتهام رؤساء الوزراء بالفشل في تحقيق الانتصار، ولكن ذلك لن ينجح في اسقاط نتنياهو أو إنهاء حياته السياسية، فهو لديه استراتيجية دعائية تعمل على تلميع صورته أمام الجمهور الإسرائيلي، كما يعتمد على كتلة يمينية تصوت له بغض النظر عن كل الانتقادات والاتهامات التي توجه إليه.

"القدس"