تهاوي حل الدولتين واقتراحات بديلة ...اطلس للدراسات

الثلاثاء 21 فبراير 2017 08:58 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تهاوي حل الدولتين واقتراحات بديلة ...اطلس للدراسات



غزة -

حل الدولتين حظي طيلة عقود بمكانة حصرية على طاولة النقاشات الإسرائيلية - الفلسطينية، ولكن يبدو مؤخرًا أنه بات ضعيفًا، فيما تتصدّر العناوين اقتراحات جديدة.

ارتبك داعمو حل الدولتين بعدما تراجعت أمريكا عن موقفها التي تمسكت به طيلة سنوات، الرئيس ترامب، في مؤتمر صحفي، بعد لقائه الأول مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أشار إلى أنه ليست هناك أفضلية لحل الدولتين على حل الدولة الواحدة.

يدفع معارضو حل الدولتين من كل المستويات الأيدولوجية هذا القرار قدمًا لتعزيز أفكارهم المختلفة، فليس اليمين الإسرائيلي فقط مسرور بتصريحات ترامب بشأن التراجع عن حل الدولتين بصفته الإمكانية الوحيدة للاتفاق، فهناك من يؤمن بين الفلسطينيين أيضًا، وبين اليسار الإسرائيلي، أن حل النزاع الدامي لا يمكن أن يحدث في إطار المخطط التقليدي لحل الدولتين لشعبين. تقترح تلك الجهات والحركات - كما ذُكر آنفًا - جزء منها من اليمين واليسار، اقتراحات أخرى تستبدل الركيزة التقليدية للمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

المبدأ التقليدي لحل الدولتين، الذي كان يُعتبر طيلة سنوات حلًا افتراضيًا، يعتمد على خطوط وقف إطلاق النار لعام 67، كما تحدث عن تقسيم الأراضي المقدّسة إلى دولة يهودية ودولة عربية والفصل بينهما، وإخلاء المستوطنات من كافة أراضي 67 التي ستُقام عليها الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ ولكن لم يخرج البرنامج حيز التنفيذ في نهاية المطاف.

إليكم بعض الأفكار الجديدة التي تحظى باهتمام في ظل تراجع فكرة حل الدولتين:

دولة واحدة، ثنائية القومية

قبل لحظة من اللقاء بين ترامب ونتنياهو، قدّر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين - على ما يبدو - أن ترامب تراجع عن الفكرة الحصرية لحل الدولتين، مستغلًا ذلك للتأكيد على أنه يدعم ضم أراضي الضفة الغربية إلى إسرائيل، من خلال منح مواطنة تامة لكل الفلسطينيين في هذه الأراضي، "تمنح السيادة على المناطق مواطنة لكل مواطنيها، لن تُمنح تسهيلات، ستكون مساواة للإسرائيليين وغير الإسرائيليين" شدد ريفلين.

وزير الخارجية الإسرائيلي سابقًا موشيه آرنس قال عام 2013 انه يجب هدم جدار الفصل الذي بنته إسرائيل على حدود 67، لأنه "بات من الواضح أنه لا فائدة من جدار الفصل في يومنا هذا، فهو يلحق ضررًا دوليًا بإسرائيل ويصعّب حياة الفلسطينيين يوميًا"، مضيفًا انه ليس هناك سبب للخوف من دولة ذات طابع ثنائي القومية، وأن "إسرائيل باتت منذ الآن وفق حدودها القائمة، دولة ثنائية القومية".

في ذات السنة؛ كتب الصحفي أوري اليتسور العريق مفاجئًا قراءه "في عالم السياسة اليوم إذا لم يكن الأشخاص الذين يقيمون على الأراضي جزءًا من دولة إسرائيل، فالأراضي ليست ملكية إسرائيل أيضًا، وليس لديها الحق بأن تحكمهم"، مقترحًا مواطنة وحقوق كاملة ومساوية لكل الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق التي ستفرض إسرائيل عليها سيادتها.

من بين داعمي الفكرة: رؤوفين ريفلين، موشيه آرنس، أوري اليتسور، نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية تسيبي حوطوبيلي (البيت اليهودي)، الحاخام حنان بورات، رجل تربية وعضو كنيست من مؤسسي المستوطنات الأولى في الضفة الغربية.

دولة يهودية واحدة على كل أراضي إسرائيل

يقترح هذا الحل جزء من اليمنيين الإسرائيليين المعنيين بفرض سيادة يهودية على كل الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، وتفكيك مؤسسات الحكومة الفلسطينية، من خلال منح مكانة محدودة للفلسطينيين الذي سيصبحون "سكان" دولة إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، هناك من يقترح تقديم محفزات مالية للفلسطينيين الذين يهاجرون.

يعتقد جزء من داعمي الفكرة، مثل وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت بأنه لا داعي لتفكيك السلطة الفلسطينية، ويجب إبقاء سيطرتها على منطقتي (أ) و(ب) في الضفة الغربية، وفي المقابل يجب فرض سيادة إسرائيلية على مناطق (ج) ذات أغلبية يهودية وأقلية فلسطينية.

من بين مؤيدي الفكرة: بينيت، حزب الاتحاد الوطني، وعضو الكنيست سابقًا موشيه فيغلين (الليكود).

كونفدرالية فلسطينية - إسرائيلية

فكرة تدفع مبادرة "حل الدولتين، ووطن واحد"، منذ أربع سنوات، لا تلغي المبادرة فكرة إقامة دولة فلسطينية سيادية إلى جانب دولة إسرائيل، ولكنها تقترح القيام بهذا من خلال حرية التنقل والسكن التام بين الدولتين من دون حدود، ودون اجتثاث المستوطنات. بموجبها تتابع أقلية يهودية العيش في مناطق الدولة الفلسطينية كسكان دائمين، وأصحاب مواطنة إسرائيلية. في المقابل، يستطيع الفلسطينيون العيش كسكان دائمين، وكمواطنين فلسطينيين.

وفق مبدأ الكونفدرالية - الذي تمت بلورته في النقاشات بين المواطنين الإسرائيليين والفلسطينيين ذوي خلفيات متنوعة - ستُقام مؤسسات عليا مشتركة للإسرائيليين والفلسطينيين، وتشكل عملية السلام هذه أساسًا لمعاهدة سلام مع بقية دول الشرق الأوسط. تتطرق هذه الفكرة إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين، وفق هذه الفكرة يحصل اللاجئون الفلسطينيون الذين يختارون العودة على مواطنة فلسطينية ويمكن أن يعيشوا كمواطنين دائمين في أراضي دولة إسرائيل.

من بين داعمي الفكرة: ثابت أبو رأس (مدير مساعد في "مبادرات صندوق إبراهيم")، عوني المشني (ناشط فتح وأسير محرر من السجون الإسرائيلية)، الصحفي الإسرائيلي ميرون رببورت، والأديب المستوطن اليعازر كوهين.

إلى جانب الاقتراحات الجديدة لإنهاء النزاع الذي يحظى بأهمية، يُظهر استطلاع أجراه مركز "تامي شتاينمتس" لأبحاث السلام في جامعة تل أبيب والمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله (PSR) في المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي أن الشعبَين ما زالا متفائلين تمامًا من حل الدولتين، حتى وإن انخفضت نسب داعميه مقارنة بالعام الماضي.

في استطلاع نُشر الخميس الماضي، قال ‏55%‏ من الإسرائيليين و44%‏ من الفلسطينيين انهم ما زالوا يدعمون حل الدولتين، مقارنة بالاقتراحات البديلة. يدعم فكرة الفدرالية ‏28%‏ من الإسرائيليين، فيما يدعم فكرة حل الدولة الواحدة ‏24%‏ من الإسرائيليين. حظيت هاتان الفكرتان بدعم أكثر من ثلث الفلسطينيين بقليل.

في ظل هذه المعطيات، ورغم الحلول البديلة التي تغمر وسائل الإعلام، ربما من السابقة لأوانه رثاء حل الدولتين.