نعم لـ "الدولة الواحدة" ... ولكن !!! بقلم : علاء عبد الدرابيع

الأحد 19 فبراير 2017 01:49 م / بتوقيت القدس +2GMT



 لا أعلم حقيقة الفوبيا والخوف الذي تُظهره القيادة الفلسطينية من فكرة الدولة الواحدة التي زاد الحديث الرسمي الإسرائيلي عنها في الأعوام الأخيرة ، إنها الفرصة التاريخية للتخلص من وهم أوسلو و وهم دويلة الكانتونات ...

إنها فرصة تاريخية أن يتحدث الرئيس الأمريكي بأن أحد الحلول المقترحة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي هو إقامة "دولة واحدة" ، لا بل أكادُ أجزم أن الحل الوحيد القابل للحياة في فلسطين هو إقامة دولة ديمقراطية واحدة على كامل فلسطين التاريخية . أعتقد أن على القيادة الفلسطينية والقوى والفصائل التوحد فوراً أمام هذا الخيار ووضع الخطط للانتقال من مرحلة مقاومة الاحتلال إلى مرحلة مقاومة التمييز ، ولمرحلة الشراكة في الحكم ، و ربما مستقبلاً "مرحلة الحكم الكامل لكل فلسطين" .

أعلم أن القارئ ربما يتهمني بالجنون عند قراءة "مرحلة الحكم الكامل لكل فلسطين"، ولكن هي الأيام ومن يقرأ التاريخ يعلم أن لا شيء مستحيل على هذه الأرض. إن على القيادة الفلسطينية أن تبدأ فوراً بالتواصل مع الإدارة الأمريكية وحكومات العالم لوضعهم أما مسؤولياتهم وحثهم على البدء بالخطوات التمهيدية للشروع في تنفيذ حل "الدولة الواحدة"حسب متطلبات القانون الدولي ، حيث من المفترض البدء فوراً في إزالة جدار الفصل الذي يُمزق "الدولة الواحدة" ومن البديهي أيضاً إزالة كافة الحواجز و"المعابر" فلا ينسجم وجود "معابر" بين مُدن وقرى وبلدات "الدولة الواحدة"، كما و يجب البدء في إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الذين سيصبحون مواطنين من مواطني "الدولة الواحدة" .

على إسرائيل أن تعلم أننا مع الدولة الواحدة ولكن مع المساواة الكاملة في كل الحقوق، وعليها أن تقرأ التاريخ القديم والحديث و تعلم أن العالم لن يقبل جنوب إفريقيا جديد في القرن الحادي والعشرين ، إلا إذا أرادت فعلاً إقامة نظام أبرتهايد بقوة السوط والنار ، حينها فقط على العالم أن يعلم أن إسرائيل تريد كل شيء ولا تريد أن تُعطي شيء ، وستظل المنطقة بؤرة مشتعلة تُغذي التوتر والمشاكل والحروب في كل بقاع الأرض، شرقها وغربها ...!!