صحيفة عبرية : اليمين الإسرائيلي متخوف من "تفاهمات" بين نتنياهو وترامب

الجمعة 17 فبراير 2017 05:31 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة عبرية : اليمين الإسرائيلي متخوف من "تفاهمات" بين نتنياهو وترامب



تل ابيب \سما\

ذكرت صحيفة 'ماكور ريشون' العبرية اليوم أن 'علامات الاستفهام ما زالت لدينا. والضبابية حول وضع البناء المستقبلي في يهودا والسامرة (المقصود المستوطنات في الضفة الغربية) لم تتبدد في أعقاب اللقاء، وكذلك بالنسبة لخطط مستقبلية متعلقة بالشرق الأوسط'.  

يشار إلى أنه في ظل التوقعات بقرب نهاية حكم نتنياهو، بسبب التحقيقات الجنائية ضده بشبهات فساد، يستعد عدد من قادة اليمين لخلافته، وأبرزهم هو رئيس 'البيت اليهودي'، نفتالي بينيت. ويبدو أن بينيت يرى بأن الملياردير الأميركي اليهودي شيلدون أدلسون، الذي يدعم نتنياهو واليمين الاستيطاني، سينتقل إلى دعم الزعيم القادم لليمين. ويمول أدلسون صحيفتي 'يسرائيل هيوم' و'ماكور ريشون'.

ولفت محلل الشؤون الحزبية في صحيفة 'هآرتس'، يوسي فيرتر، اليوم، إلى أن أحد الذين قد ينافسون بينيت على زعامة اليمين بعد رحيل نتنياهو هو الوزير يسرائيل كاتس، من حزب الليكود. ويخطط بينيت، وفقا لفيرتر، أن يقترح على كافة أحزاب اليمين، بعد رحيل نتنياهو، تأسيس حزب شبيه بالحزب الجمهوري الأميركي، يُنتخب من خلاله زعيم اليمين الجديد. 'وبينيت مقتنع أنه سيُنتخب لهذا المنصب بسهولة'. وفي السنوات الأخيرة بات من الصعب التمييز، سياسيا وعقائديا، بين حزبي الليكود و'البيت اليهودي'. 

ووفقا لتقرير 'ماكور ريشون' وانعدام الثقة بنتنياهو، فإن قياديين في حزبي الليكود و'البيت اليهودي' يعتبرون أن 'النية المركزية لنتنياهو وترامب، خطتهما الكبرى، ترمي إلى اتفاق مستقبلي حول رسم حدود إسرائيل الدائمة مقابل الفلسطينيين'. يشار إلى أنه بمفاهيم اليمين الإسرائيلي، يعتبر قول كهذا، 'رسم حدود إسرائيل الدائمة'، اتهام خطير جدا لنتنياهو، لأن اليمين يرفض أية حدود بين النهر والبحر.

وأضاف هؤلاء القياديون أن هذه 'الحدود الدائمة' يفترض أن تشمل مناطق الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية إضافة إلى 'منطقة أخرى'، وهي منطقة غير معرّفة في هذه الأقناء.

لكن الصحيفة أضافت أن 'تخوف أولئك القياديين هو من أن اتفاقا كهذا سيعتبر انجاز كبير للزعيمين (ترامب ونتنياهو)، ولذلك فإنهم يدعون أن الاثنين يعتزمان تركيز جل جهدهما على هذا الموضوع. وبحسب رواية القياديين من كلا الحزبين، وبعضهم وزراء حاليين (بينيت مثلا – عرب 48)، يدور الحديث عن خطوة ترمي إلى رسم حدود وقرض سيادة إسرائيلية على تلك المناطق، الأمر الذي يمكن أن يسحر الكثيرين في الجمهور الإسرائيلي'.

ونقلت الصحيفة عن 'وزير رفيع المستوى' قوله إن الفرق بين الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، وترامب هو أن 'أوباما أراد أن يأتي باتفاق ويفرضه على إسرائيل، بينما ترامب يريد أن يأتي باتفاق سوية مع نتنياهو ويفرضه على الفلسطينيين'. ويعني ذلك، بحسب الصحيفة، أنه سيكون أمام الفلسطينيين خياران في هذه الحالة: إما أن يقبلوا بما يتبقى من الضفة الغربية، بعد أن يقرر نتنياهو وترامب بخصوص حدود إسرائيل، 'وعندها يكون الحديث عن حل الدولتين'، أو أن يرفض الفلسطينيون، 'وعندها ستكون هناك دولة واحدة... وباقي المناطق ستبقى كما هي'.

وتابعت الصحيفة أنه في هذه الحالة ستسعى الولايات المتحدة إلى إقناع أكبر عدد ممكن من دول العالم بالانضمام إلى اتفاق ترامب ونتنياهو والاعتراف به. لكن الوزراء الكبار المذكورين أعلاه يتخوفون من أن يطرح نتنياهو اتفاقا كهذا على أنه إنجاز وأن يذهب به إلى الانتخابات. وفي المقابل، هناك إمكانية لحدوث انشقاق آخر في الليكود  ، مثلما حدث لدى تنفيذ خطة الانفصال عن غزة. ويرى هؤلاء القياديون أن نتنياهو سيواجه صعوبة في تمرير اتفاق كهذا داخل الليكود، لأن سيناريو اتفاق كهذا يعني الانسحاب من مناطق في الضفة تتواجد فيها مستوطنات مثل 'ألون موريه' و'ايتمار'.  

لجنة إسرائيلية – أميركية لرسم حدود البناء الاستيطاني

ربما هذه السيناريوهات بعيدة المدى وليست آنية، لكن الصحيفة أشارت في تقرير آخر، اليوم أيضا، إلى قلق في أوساط اليمين من موافقة نتنياهو على تشكيل لجنة إسرائيلية – أميركية تبحث حدود البناء في المستوطنات.

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو وترامب اتفقا على تشكيل لجان. وكان نتنياهو قال للصحافيين في حاشيته بعد لقائه مع ترامب إنه توصل إلى تفاهمات في جميع المجالات، ولذلك فإنه معني بالاستجابة إلى طلب تقييد البناء الاستيطاني. وكان ترامب طلب من نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي المشترك لهما ب'ضبط النفس' حيال توسيع المستوطنات.

وأفادت 'ماكور ريشون' أن وزراء من الليكود و'البيت اليهودي'، وفي مقدمتهم بينيت وكاتس، حذروا نتنياهو قبل سفره إلى واشنطن من أنهم لن يوافقوا على 'أكثر من تقليصات محدودة جدا للبناء' وأن تكون خارج مناطق نفوذ المستوطنات. وهدد هؤلاء الوزراء نتنياهو بأنه في حال عدم استجابته لتحذيراتهم فإنه سيواجه خرقا للطاعة الائتلافية أثناء التصويت على قوانين ومقترحات في الكنيست.