لماذا تصبح رائحة أقدامنا أسوأ في الشتاء؟

الثلاثاء 14 فبراير 2017 12:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا تصبح رائحة أقدامنا أسوأ في الشتاء؟



وكالات / سما /

الصيف هو فصل العرق، الذي تتعرض له أصابع قدميك باستمرار، لذلك فإنك تتوقع أن تبلغ رائحة حذائك أسوأ حالاتها، لكن هذا ليس صحيحاً؛ إذ إنه عندما يصبح الجو بارداً، تزداد رائحة الأقدام سوءاً، أو على الأقل هذا ما تقوله التجارب الشخصية. وفقاً لروبرت كورنفيلد، طبيب العناية بالقدم في مدينة نيويورك، إن تغليف القدم يزيد من حرارتها ويحبس العرق بها.

يضيف كورنفيلد: “عند تهوية القدم بالشكل الكافي، فلن تصبح بيئةً خصبةً لنمو البكتيريا، ومن ثم تعفن رائحة القدم”.

كيف تتعفن رائحة القدم؟

الأقدام لا تتعفن وحدها؛ إذ تعد البكتيريا التي تعيش على الجلد وتتغذى على مركبات العرق هي الجاني الحقيقي.

ففي دراسة تم نشرها 2006 بالمجلة الكندية للميكروبيولوجيا، اكتُشف أن هناك بكتيريا عادة ما تسكن الجلد تدعى “ستافيلوكوكس إيبيديرمس”، وهي تفرز مركباً حمضياً يدعى حمض الأيزو فوليك أسيد، كناتج ثانوي لعملية تغذيتها على حمض أميني يدعى الليسين. ويسبب حمض الأيزو فوليك هذه الرائحة التي تشبه رائحة الجبن المتعفن.

كما وجد الباحثون عائلة أخرى من البكتيريا، تدعى باسيلس سبتيلس، والتي تتسبب هي أيضاً في توليد رائحة قوية؛ إذ تنمو هذه البكتيريا العصوية (عصوية الشكل غير كروية) في القناة الهضمية للإنسان، بالإضافة إلى جلده. قد تحصل هذه البكتيريا وغيرها على فرصة ليزدهر نموها، مثل الجوارب مثلًا؛ إذ يميل القطن لامتصاص الرطوبة، في حين لا تمتصها الألياف الصناعية وبدلاً من ذلك تظل عالقة بين الألياف.

فيما اكتشفت دراسة، نُشرت في عام 2007 بمجلة أبحاث النسيج، أن الألياف أكثر تعفناً من القطن والصوف. وفي دراسة أخرى نُشرت عام 2014، توصّل الباحثون للنتيجة نفسها بعدما طلبوا من بعض الأشخاص أن يركبوا الدراجات حتى يتعرّقوا في قميص قطني تارة وفي قميص صناعي تارة أخرى.

ووُصفت أقمشة البوليستر حينها بأنها ذات رائحة أسوأ من الملابس القطنية، وأكثر عفناً منها، وأبغض كذلك.

كيف تتغلب على العفن؟

من بين الخطوات المتبعة في منع رائحة القدم، وطرد الرطوبة، ومنع البكتيريا من الفوز بـ”قدم” واحدة من أرض المعركة، نصح ويليامز برش مسحوق مضاد الفطريات نهاية كل يوم، الأمر الذي سيقلل من الرطوبة ويقي من الأمراض الغير مرغوبة.

أما في الحالات المستعصية، فقد يساعد رَشّ الليسول في الحذاء أيضاً، كما أوصى بتغيير الجورب مرة أو مرتين خلال اليوم، مما يمنح البكتيريا وقتاً أقل للنمو، خاصةً عند الأشخاص الذين يعانون تعرق القدم بشكل زائد. وينصح كورنفيلد بالقيام ببعض التغييرات في النظام الغذائي، تتضمن التخلص من السكر المكرر، بهدف تعزيز الجهاز المناعي، والحفاظ على البكتيريا الضارة في معزل. كما اقترح وضع مضاد للتعرق على القدم.

ويضيف: “المثير حول رائحة القدم، أن الكثير من الناس يخجلون من رائحة أقدامهم لدرجة أنهم لا يذهبون للطبيب، ولكن هناك ما قد يساعدهم هناك”.