المندوب السامي القطري في إمارة غزة ..غسان زقطان

الإثنين 13 فبراير 2017 08:40 ص / بتوقيت القدس +2GMT



 

لم يأتنا موقع "والاه" الإسرائيلي بجديد عندما نشر لقاءه مع (محمد العمادي) رجل قطر القوي في غزة، الرجل الذي يتحرك هناك في ملكية "الإخوان المسلمين" بحرية مطلقة وصلاحيات مكتسبة، محاطاً بقوة مئات ملايين الدولارات، وتحت غيمة كثيفة من وعود الإعمار والشقق السكنية وأحلام الكهرباء، التي تحولت إلى كابوس حقيقي في مدن وقرى ومخيمات القطاع.
الرجل هو من سيخرج غزة من العتمة إلى النور، وسيعيد المشردين من الأرصفة وفي "البراكيات" والبيوت الجاهزة إلى شقق عصرية حسنة الإضاءة والتهوية، وسيجلب السلام من قرنيه ليسكن في مخيم الشاطئ ورفح والمغازي...، وله طريقته في ذلك.
هو يدرك جيداً متى عليه أن يظهر، ثمة إشارات تسبق ذلك وتحوّل مجرد ظهوره إلى أمنية.
سيصل تماماً في اللحظة التي تعم فيها العتمة
ويخرج الجوعى إلى الشوارع
ويمسك البرد بياقات الأطفال
ويشعل الناس النار في أنفسهم
وتبلغ القلوب الحناجر
كما لو أنه "المختار".
في ملكية الإخوان المسلمين التي نطلق عليها هنا اسم "قطاع غزة"، والتي يمكن أن يحدث فيها كل شيء ولا شيء أيضاً، حيث تفقس طيور الانتظار ولا تهاجر، يتحرك المندوب السامي القطري "محمد العمادي" تتبعه أسلاك الكهرباء وصهاريج الديزل وأكياس الأسمنت، وتطير فوق رأسه غيمة من آلاف الشقق وشبابيك الألمنيوم وأسرّة العيادات الطبية وكراسي المعاقين من الحرب الأخيرة.
حيث يستطيع أن يقول بثقة لموقع "والاه" الإسرائيلي: إن علاقتنا مع إسرائيل "ممتازة"، وإنهم في إسرائيل يتعاونون معنا بشأن تزويد غزة بالكهرباء، ولكن بعض المتنفذين في السلطة الفلسطينية يعرقلون ذلك!!
يستطيع أن يصحح أرقام إسماعيل هنية وأحاديثه المتحمسة، وأن يوضح له، ولنا، مآلات الـ "100 مليون دولار" القطرية، وأن يتوجه مباشرة إلى رام الله ليتباحث مع رئيس وزراء السلطة ويتلقى مدائحه.
يدرك تماماً أن أي ملاحظة يمكن أن تتسبب بها تصريحاته ستصطدم بمدافعين كثر، ومقولات من نوع: "دعوه يعمل، دعوه يساعد الذين لم يساعدهم أحد...".
يدرك أن خوف الكثيرين من الناس وحاجتهم ويأسهم الذي ساهم فيه بقوة، سيدفعهم للدفاع عنه أو الصمت، وسيواصلون التحديق بقوافل الأشياء التي تقرقع خلفه، وغيمة الوعود التي تطير فوقه.
يدرك أن الشريحة المتنفذة من المستفيدين فعلاً، الذين جرت صياغتهم وترتيبهم بدقة، سيقفزون للدفاع عنه وسيبررون له كل شيء.
يدرك جيداً أن احتجاج فصائل اليسار لن تتجاوز مقاطعة الولائم التي يقيمها للقوى الوطنية والإسلامية في القطاع، كما جرى في آب الماضي. 
قبل حوالى العام، تحديداً في مطلع شباط من العام الماضي، نشر موقع "ديبكا" الإسرائيلي تقريراً حول العمادي ودوره في القطاع، وهو دور يتجاوز الإشراف على مشاريع الإعمار القطرية في غزة، إلى دوره كوسيط ينقل الرسائل والتطمينات المتبادلة بين "حماس" و"إسرائيل". في السياق يتحدث التقرير عن العلاقة النامية بين العمادي ومستوطني "غلاف غزة "، الذين يمكن أن يوجهوا له الدعوة لزيارة منازلهم، قبل أن يخلص إلى اعتباره سفير قطر في إسرائيل الذي يقيم في غزة.