97% من مياه غزة غير صالحة للاستخدام الادمي والمياه المحلاة محليا تبقى ملوثة

الجمعة 27 يناير 2017 01:15 م / بتوقيت القدس +2GMT
97% من مياه غزة غير صالحة للاستخدام الادمي والمياه المحلاة محليا تبقى ملوثة



غزة - رويترز-

: يقول مروان النجار وهو فلسطيني من جنوب قطاع غزة، إنه لم يذق الماء العذب من الصنبور منذ عشر سنوات ويضطر للسفر أربعة كيلومترات كل يوم ليملأ علبة بلاستيكية بعشرين لترا من المياه من محطة محلية للتحلية.

ويعاني القطاع منذ وقت طويل مشاكل حادة في المياه بسبب تلوث مياهه الجوفية بالصرف الصحي ومواد كيماوية وماء البحر، ومحطات تحلية المياه الثلاث في القطاع غير قادرة على تلبية الطلب. ويعتمد معظم السكان في الشرب على مياه مستوردة معبأة في زجاجات.

وبحسب ربحي الشيخ نائب رئيس سلطة المياه الفلسطينية يقول سكان ومتخصصون في التنمية إن الوضع بدأ يستعصي على الحل بعد أن صار أكثر من 90 بالمئة من المياه الجوفية في القطاع غير صالحة للاستخدام المنزلي.

وقال النجار وهو أب لستة أبناء بينما كان يقف في طابور في محطة التحلية في خان يونس "المياه (من الصنبور) مالحة جدا كما لو أننا بنسحبها من البحر مباشرة. توقفنا عن شربها".

وعوضا عن مياه الصنبور يستخدم النجار وغيره مياه محطات التحلية في الغسل والشرب بينما يشتري القادرون المياه المعبأة. فالمياه التي تنزل من الصنبور صالحة بالكاد للاستعمال.

وقال فتحي محارب (60 عاما) وهو عاطل وأب لثمانية "إنها غير صالحة حتى للبهائم... نحن نشتري مياها حلوة للشرب والمياه المالحة نستخدمها للاستحمام."

وأسباب المشكلة متعددة لكنها ناجمة في الأساس عن تلوث المياه الجوفية.

ويتيح المصدر الرئيسي للمياه في غزة ما بين 55 مليونا إلى 60 مليون متر مكعب من المياه على مدار العام لكن الطلب عليها من سكان غزة وعددهم مليونا نسمة يزيد على 200 مليون متر مكعب.

ولذلك فإن المياه الجوفية يجري استنزافها وهو ما يسمح بتسرب ماء البحر المتوسط إليها بالإضافة إلى مياه الصرف الصحي والمخلفات الكيماوية.

وقال الشيخ "هناك انسياب مستمر وغزو من مياه البحر" مضيفا أن نسبة النترات عالية في المياه.

وقالت الأمم المتحدة في دراسة نشرت في 2012 إن غزة لن تكون صالحة للحياة بحلول 2020 وإن مياهها الجوفية لن تكون صالحة للاستخدام بحلول 2016.

وقال الشيخ إن هذا هو الواقع الآن تقريبا لأن 96.5 بالمئة من المياه الجوفية غير صالحة للاستخدام وفقا للمعايير الدولية.

ولا يخفف من حدة المشكلة أن يحاول السكان اليائسون الوصول إلى المخزون الجوفي من المياه عن طريق آبار منزلية.

وقال الشيخ إن آخرين يستخدمون أساليب محلية لتحلية المياه ويبيعونها في الشوارع لكن هذه المياه تبقى ملوثة.

وأحد الحلول هو شراء المزيد من المياه من إسرائيل التي لديها إمكانيات تحلية هائلة. لكن شراء خمسة ملايين متر مكعب فقط إضافية احتاج إلى 20 عاما من المفاوضات من 1995 إلى 2015.

وأيضا تسبب الحصار الإسرائيلي وإغلاق مصر لمنفذها الحدودي مع القطاع معظم السنوات العشر الماضية في زيادة صعوبة الإسراع بإقامة مشاريع كبيرة مثل محطات تحلية جديدة.

وفي الأسبوع الماضي افتتح الاتحاد الأوروبي وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف) محطة تحلية تكلفت عشرة ملايين يورو مول إنشاءها الاتحاد الأوروبي.

وقال موهانلال بايريس وهو خبير في المياه والصرف الصحي يعمل مع اليونيسف إن المحطة التي ستمزج مياهها بمياه البلدية ستخدم في نهاية المطاف 75 ألف شخص.

والأمل الكبير هو بناء محطة تحلية كبرى تتكلف 500 مليون يورو (535 مليون دولار) تلبي الطلب المتزايد. ويجري الآن وضع الخطط لهذه المحطة لكن لا يزال أمامها سنوات.

في الوقت الحالي تعمل اثنتان من محطات التحلية الثلاث في غزة وتنتجان 8600 متر مكعب فقط من المياه يوميا.