بريطانيا مرة أخرى !! ,,د. عبد القادر فارس

الثلاثاء 17 يناير 2017 11:29 م / بتوقيت القدس +2GMT



بالتزامن على مرور مائة عام على وعد بلفور , الذي صاغه آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا في الثاني من نوفمبر 1917 , والذي نص على انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين , والذي ترجم بعد 31 عام بالإعلان عن قيام دولة اسرائيل على أرضنا الفلسطينية , بمساعدة الدولة المنتدبة بريطانيا , التي كانت تستعمر فلسطين , حيث سهلت وساعدت العصابات الصهيونية على انشاء دولة اسرائيل في الخامس عشر من مايو ( أيار) عام 1948 .

لم تكتف بريطانيا على مدار السنوات السبعين الماضية بالدعم المالي والسياسي لإسرائيل , بل وقفت ضد حقوق الشعب الفلسطيني في كل المحافل , وظلت ذيلا للولايات المتحدة الاميركية سواء في مجلس الأمن والأمم المتحدة , أو في كافة المؤتمرات والمحافل الدولية , تدعم وتساند اسرائيل في كل المجالات.

وكان آخر الدعم البريطاني لإسرائيل ووقوفها ضد حقوق الشعب الفلسطيني , تحفظها على البيان الختامي لمؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط , الذي حضرته سبعون دولة وخمس منظمات دولية , ورفضت فيه بريطانيا مشاركة وزير خارجيتها , كباقي الدول المشاركة , بل ولم ترسل سفيرها في باريس للمشاركة , وأرسلت موظفا بدرجة متدنية , رفض التوقيع على البيان الصادر عن المؤتمر ( رغم ضعفه ) .

وزارة الخارجية البريطانية التي يتولى حقيبتها الوزير "قليل الخبرة السياسية" بوريس جونسون , من حزب المحافظين اليميني , أصدرت بيانا بررت فيه تحفظها ورفضها التوقيع غلى البيان , بأنه يأتي ضد رغبة الإسرائيليين ويأتي قبل أيام فقط من الانتقال إلى رئيس أمريكي جديد في الوقت الذي ستكون فيه الولايات المتحدة "الضامن النهائي" لأي اتفاق, وأشار البيان إلى أن بريطانيا تتطلع إلى العمل مع الأطراف المعنية , ومع الإدارة الأمريكية الجديدة لتحقيق تقدم في عملية السلام خلال العام 2017 وبعده.

وهكذا تثبت بريطانيا منذ وعد بلفور قبل مائة عام , وحتى اليوم , أنها ضد تطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه , وتقف إلى جانب العدو الذي يحتل أرضنا ويقتل شعبنا , وتؤكد مرة أخرى أنها راعية للإرهاب الدولي وحاضنته , حيث أنها تحتضن آلاف الارهابيين على أرضها وترسل بهم إلى بلداننا العربية لتدمير وتقسيم وطننا العربي , مثلما فعلت قبلا في اتفاقية سايكس – بيكو مع فرنسا بعد الحرب العالمية , ها هي اليوم تنفذ تقسيم المنطقة , في إطار ما يسمى " الشرق الأوسط الجديد " , ضمن التحالف الاميركي – البريطاني , الذي بدأ عام 2003 بتمزيق العراق وتدميره , ويمتد منذ ست سنوات بما يعرف بالربيع العربي , وما نشهده في استمرار ذلك في العراق وامتداده لسوريا وليبيا واليمن.