هل تُقيم تركيا ميناءً بحريًا في غزة دون علم إسرائيل؟

الأحد 01 يناير 2017 01:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل تُقيم تركيا ميناءً بحريًا في غزة دون علم إسرائيل؟



القدس المحتلة / ترجمة اطلس للدراسات

ميناء بحري ومطار؛ هذا هو حلم كل فلسطيني في قطاع غزة، وقد أُثير طموح ومطلب إقامتهما في مناطق القطاع بمفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس خلال عملية الجرف الصامد (2014)، قادة حماس عبروا حينها عن موافقتهم على وقف إطلاق النار مقابل التزام إسرائيل ومصر (التي استضافت المحادثات) بالسماح بإقامة مطار وميناء بحري وإنهاء الحصار عن القطاع.

هذا الشرط لم يتم قبوله، لكن في كل المحادثات مع الأطراف المساعدة بإعادة إعمار قطاع غزة (تركيا، قطر، السعودية، دبي) يعود قادة حماس ليرفعوا مطلبهم بالضغط على إسرائيل من أجل الموافقة على السماح لهم بإقامة ميناء بحري ومطار في قطاع غزة.

بغض النظر عن القضية الأمنية، إقامة ميناء بحري ومطار يحتاج - بطبيعة الحال - لمئات الملايين من الدولارات. قادة الحركة يعتقدون أن الدول المساعدة، التي تمدهم من وقت لآخر بمساعدات إنسانية أو أموال للقطاع، ستمول مشروع الأحلام. في حماس يعتقدون أن مشروعًا كهذا سيحل للأبد أزمة حوالي 1.8 مليون فلسطيني في غزة ويعزز حكم حماس في القطاع.

قبل حوالي شهرين (24 أكتوبر)، وفي مقابلة مع صحيفة "القدس" الفلسطينية، قال وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أنه في حال أوقفت حماس تسلحها فإن إسرائيل ستسمح بإقامة ميناء بحري ومطار في القطاع. حماس من طرفها غير مستعدة للامتثال لأمر وقف التسلح، ومشروع جي حماس وكتائب عز الدين القسام.

خلال محادثات المصالحة بين إسرائيل وتركيا، طلبت تركيا أن ترفع إسرائيل الحصار عن غزة وتسمح للفلسطينيين بإقامة ميناء بحري ومطار. إسرائيل رفضت هذا المطلب، لكنها وعدت بتخفيف الحصار المفروض على القطاع بالتدريج، واعتمادًا على قيادة حماس. بعد يومين من الإعلان عن مصالحة بين البلدين (يونيو 2016) وصلت لقطاع غزة سفينة تركية تحمل معدات رمزية مثل أدوية، ملابس ولعب أطفال؛ هذا لم يخفف من الحصار عن غزة، لكنه أظهر أن تركيا لم تتخلّ عن نهجها تجاه الفلسطينيين في القطاع، وأنها ما زالت ترى نفسها مسؤولة عن مصيرهم.

حسب تفاهمات اتفاق المصالحة، إسرائيل تسمح بنقل مواد خام لغزة تقريبًا بشكل حر، من أجل مشاريع تركية واسعة، من بينها إقامة مستشفى ومحطات تحلية مياه البحر. محطات التحلية مفترض أن تخفف في السنوات القادمة أزمة الماء المتفاقمة في القطاع، والتي نتجت في أعقاب انهيار منظومة المياه وتسرب مياه الصرف الصحي للمياه القطاع.

لكن ما يتم تناقله بين سكان القطاع أنه في تلك الأيام (ديسمبر 2016) بدأت أعمال تحت الأرض لتحقيق "الحلم الفلسطيني". هذا ووصلت تقارير من طرف فلسطينيين يقطنون جنوب القطاع حول بدء أعمال إقامة ميناء بحري في منطقة الشاطئ بين خان يونس لدير البلح. سكان المنطقة تحدثوا عن رافعات ضخمة جُلبت لموقع العمل، وهناك بدأوا في نصب مرسى بحري. هذه المنطقة كانت في السابق جزءًا من مستوطنات "غوش قطيف"، وتم اختيارها - على ما يبدو - بسبب طبيعته الطبوغرافية المفتوحة التي تضم مسارًا منحنيًا يصلح لإقامة ميناء بحري يخدم القوارب والسفن الصغيرة.

هذا ويتحدثون في القطاع عن أن إسرائيل وتركيا وافقتا سرًا على إقامة ميناء بحري، وأنه بعد الانتهاء منه سيتم تحميل السفن الصغيرة بمواد خام وتجارة في محطة إرساء ستقام في قلب البحر تحت اشراف دولي، ومنها ينتقلون للميناء الجديد في خان يونس. حسب التقارير، حتى الآن تم بناء خليج على شاطئ خان يونس على طول مائة متر داخل البحر، والأعمال مفترض أن تستمر لأقل من سنتين.

تلك التقارير تسببت بارتياح كبير في صفوف سكان القطاع الذين يتوقعون أن أيام الحصار على غزة على وشك الانتهاء، وذلك بفضل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يعتبرونه الصديق الأعظم لقطاع غزة اليوم.

توجهنا لمكتب منسق الأنشطة في المناطق لطرح سؤال إذا ما كان إقامة خليج بحري، سواء بهدف إقامة ميناء أو لأي غرض كان في منطقة خان يونس، أمر معروف ومصادق عليه من قبل إسرائيل، وإذا ما كان هناك جهات رسمية تساعد في إقامته عبر منح تصاريح وتسهيلات لإدخال مواد خام، اسمنت وآليات ثقيلة من معابر الحدود. وكان جواب الإدارة المدنية أن اسرائيل لا تعلم عن أمر إقامة أي ميناء في غزة، وأن الجهات المسؤولة لم يتم إبلاغها عن أي أعمال غير عادية.

من ناحية أخرى، أكد مسؤول فلسطيني كبير في قطاع غزة أنه في هذه الأيام يتم إقامة ميناء بحري في قطاع غزة، لكنه أوضح أن هذا الميناء هدفه خدمة صيادي القطاع، وأنه حتى هذه المرحلة لا يوجد حديث حول ميناء يستوعب سفنًا أو قوارب كبيرة، بل فقط مجرد زوارق صيد. المصدر أكد على ان منفذي المشروع هم أتراك.

حسب قوله، المنطقة التي يقام بها ميناء الصيادين تم اختياره بدقة على أساس أن هذا الميناء قد يتم توسيعه مستقبلًا وقد يستوعب سفن أيضًا. وفق الخطة، في المستقبل ستستطيع السفن التجارية الكبيرة تفريغ حمولات كبيرة في قلب البحر في محطة ارساء، والتجارة سيتم نقلها لسفن صغيرة تستطيع أن ترسى في الميناء الذي يقام حاليًا.

وذكر المسؤول أن تلك الأعمال يتم تنفيذها بعلم من إسرائيل وبموافقتها. حسب قوله، حماس وتركيا تعتقدان أنه لن يتم توسيعه اليوم، وميناء الصيادين الذي يُقام الآن بين خان يونس لدير البلح سيتم تحويله لميناء بحري رسمي لغزة. هذا الميناء سيكون مركزًا لنقل مواد خام، غذاء وتجارة، وأيضًا ميناءً للمسافرين ينتقل منه الفلسطينيون للعالم المفتوح، ولكن على الأرجح، ميناء خان يونس الجديد قد يستطيع فعلًا أن يحقق أهدافه فقط لو كانت حماس مستعدة لنزع سلاحها، مثلما وعد وزير الأمن الإسرائيلي.