شاليط أكل الحمص بغزّة وتابع يوميًا التطورّات و تنقلّ بين عدد من العائلات الفلسطينيّة

الإثنين 28 نوفمبر 2016 10:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT
شاليط أكل الحمص بغزّة وتابع يوميًا التطورّات و تنقلّ بين عدد من العائلات الفلسطينيّة



القدس المحتلة / سما /

سرد الصحفي المخضرم بن كاسبيت في  صحيفة (معاريف) العبرية  في تقريرٍ نشره وقائع التحقيق الذي تمّ إجراؤه من قبل الجيش الإسرائيليّ مع الجندي غلعاد شاليط   والذي كان مأسورًا لدى كتائب عز الدين القسام  في قطاع غزّة لمدة خمسة أعوام ونصف بعد إنجاز صفقة التبادل بين الاحتلال وحماس، وإعادته إلى اسرائيل .


بن كاسبيت كشف النقاب  وللمرّة الأولى، عن شهادة الجنديّ مشددا  على أنّ الرقابة العسكريّة شطبت مقاطع من محضر التحقيق لأسبابٍ معروفةٍ، على حدّ تعبيره.

وفي تسريب محضر التحقيق يكشف خبايا وخفايا جديدة لم تُنشر من قبل قائلا:" إنّ “الحكاية التي ستقرؤونها في هذه السطور هي حكاية شاليط، إنّها نسخته هو كما أخبر بها محققيه من الجيش الإسرائيليّ، لقد كان خائفًا كما يبدو من التقائهم، لقد كان خجلاً ممّا يُوشك أنْ يرويه لهم، لكنّه فعل ذلك بقلبٍ مفتوحٍ يدعو إلى الاحترام، لم يُخفِ عنهم أيّ تفصيل، لقد اعترف بأنّه فشل، وأنّه لم يقُم بواجبه، لقد قال ذلك بدموعٍ منهمرةٍ، وليس بسبب الضغط أو الإملاء. شاليط يتمتّع بذاكرة استثنائية، لقد عرف بالضبط ما مرّ به في كلّ يومٍ من أيام الأسر، ومتى انتقل من مكان لآخر، وكيف كان، وما الذي أكله، وما الذي فعله، وما الذي حدث معه”.


وشدّدّ المُحلل الإسرائيليّ على أنّ “قضية شاليط هي قضية إخفاق كبير، بالنسبة لطاقم الدبابة ولشاليط شخصيًا أيضًا، وللمخابرات كذلك، وسيما “الشاباك” الذي لم ينجح في تعقّب آثاره لأكثر من خمس سنوات. ولفت إلى أنّ شاليط سلّم نفسه لآسريه دون قتال.


واوضح كاسيت بان شاليط شخص انطوائيّ وحساس وليّن، ربمّا كان من المفترض ألّا يكون ضمن طاقم دبابة مقاتل، ربمّا لم يكن مناسبًا لهذا العمل، عندما أصيبت دبابته أصابه الفزع وفشل في الأداء، وصف “بطل” الذي خلعه عليه رئيس الأركان بيني غانتس عندما عاد إلى البلاد ليس في محله.


وتابع قائلاً إنّ شاليط غير جدير بلقب بطل، إنّه نوع مناهض للبطولة، إنّه جندي علق في وضعٍ صعبٍ فاختار الخنوع، ليس في هذا السلوك بطولة، إنمّا هي حكاية إنسانيّة مؤثرة وحزينة، على حدّ تعبيره.


واكد محضر التحقيق المسرب ان  “شاليط يتذكر فترة أسره جيّدًا، لم يكُن في سراديب، لم يعانِ تقريبًا، ضربوه وقيّدوه في الأيّام الأولى، ولكن سرعان ما عرفوا أنّه رجل هش قد ينكسر بين أيديهم إذا بالغوا بتعذيبه، لم يرغبوا أنْ يموت، فقد يكون موته كارثة بالنسبة لهم، شاليط كان الكنز الأعظم للشعب الفلسطينيّ في تلك المرحلة”.


واضاف التسريب: “لقد تنقلّ في فترة أسره بين عدد من العائلات الفلسطينيّة في مختلف أنحاء القطاع، شاهد التلفاز واستمع إلى المذياع، حتى أنّه دخل أكثر من مرّةٍ إلى الانترنت. لقد استمع إلى جميع التقارير عن عملية “الرصاص المصبوب”، وشاهد جميع مباريات المونديال في العام 2010. إنّه ما يزال يذكر بالضبط المباراة التي شاهدها يوم نقلوه من بيت عائلة إلى بيت عائلة أخرى، لقد كانت مباراة اسبانيا بطلة العالم المرشحة، لقد تلقّى معاملةً محترمةً.


وأوضح أنّ “المشكلة الوحيدة كانت في الطعام، لم يكن هناك الكثير من الإمكانيات المطبخية، لقد أكل شاليط ما يأكله الغزيون، وسيما الحمص، لقد كان يعيش حالة نفسيّة صعبةً وتضعضعت أركانه طبعًا، وهو الأمر الذي أثرّ على شهيته وأدّى إلى انخفاضٍ كبيرٍ على وزنه، لم يضرب عن الطعام ولم يفكر في الأمر”.


“في أحد الأيام أكل مع الأسرة المستضيفة فوق سطح المنزل في خان يونس، وعن السطح شاهد البحر، في ظروفٍ أخرى كان ليشعر وكأنّه في إجازةٍ”.

ولفت كاسبيت إلى أنّ شاليط تواصل مع خاطفيه بالعبريّة والانجليزيّة، حرّاسه تبدّلوا طوال فترة أسره، ومبدئيًا كان طاقمًا خاصَّا يقوم بحراسته، وقد تبادل أفراده المناوبات، شاليط كان على علمٍ تامٍّ بما  يجري في إسرائيل.


وتابع المُحلل الإسرائيليّ قائلاً: لم يكُن في خطر خلال عملية “الرصاص المصبوب”، وإنْ كان يشعر بغضب مَنْ يحيطون به.  “شاليط تعاون مع محققيه وخاطفيه، لم يعرف الكثير عن الجيش، لم يكن لديه الكثير ليُقدّمه لهم، القليل الذي يعرفه أفشى به، سُئل عن تحصينات الجيش الإسرائيليّ وعن دبابة “مركفاه”، كان مهمًا له أنْ يُرضيهم، وأنْ يُعطيهم معلومات ليحصل على المعاملة الجيّدة”.


المُحلل أكّد على أنّ شاليط كرّرّ في التحقيق معه من قبل الجيش الإسرائيليّ تفاصيل الحدث، مُشدّدًا على أنّ ما أورده في الصحيفة هو نسخة شاليط بتمامها تقريبًا، عدا عن إسقاطات الرقابة العسكريّة التي اقتضتها الضرورة، على حدّ تعبيره.

وختم كاسبيت قائلا:" دولة إسرائيل دفعت ثمنا باهظا يصعب تحمله لتعيده إلى الديار، حكايته لن تدرس في دروس موروث الملاحم، وشاليط يعرف ذلك، وهناك من يظن أن هذا هو الجيد في الأمر؛ إذ من هنا تستمد إسرائيل قوتها، من هذا الاهتمام بكل جندي أ ي ا كان، وحتى النهاية وهذا يشمل الجميع، ولست وا حدا من هؤلاء.