الدعوة المصرية للحوار الفلسطينى .. فرصة هامة د. عبير عبد الرحمن ثابت

الجمعة 18 نوفمبر 2016 10:26 م / بتوقيت القدس +2GMT



 لا أحد يستطيع إنكار الدور المصرى في كافة مراحل القضية الفلسطينية ومواقفها البطولية تجاهنا سواء على المستوى السياسى أو العسكرى وما زالت جثامين شهداء الجيش المصرى شاهدة على ذلك، ولا أحد يتمكن من تجاهل مكانة قطاع غزة المرتبطة جيوسياسياً مع مصر وجزء رئيسى من أمنها القومى ومنظومتها الأمنية والسياسية والإقليمية، وبرغم التوترات الهامشية التى حدثت هنا وهناك إلا أنها لم تؤثر على متانة العلاقة بين جمهورية مصر العربية والقضية الفلسطينية الحاضرة في الضمير المصرى الحر والذى يتعامل بمسؤولية قومية عالية تجاه فلسطين وقضيتها ولا ينسى دوره الأساس في المعادلة الإقليمية التى تعتبر القضية الفلسطينية جوهرها .

جمهورية مصر العربية التى رغم كل ظروفها الداخلية والمتآمرين عليها لم تنشغل عن الهم الفلسطينى وما زالت القضية الفلسطينية أولوية في السياسة المصرية وتسعى لإعادة اللحمة الفلسطينية، وتفكر مع القيادة الفلسطينية والعديد من الجهات الفلسطينية على كيفية لملمة البيت الفلسطينى، وتسعى لتخفيف معاناة شعبنا في قطاع غزة وتطوير العلاقات بين الطرفين وتعلنها مراراً بأنها تحافظ على علاقات جيدة مع القيادة الفلسطينية ممثلة بالسيد الرئيس محمود عباس .

تلك مصر التى لم تتوقف منذ بداية الانقسام عام 2007 إلى الآن وهى تستضيف وفوداً من كافة التنظيمات الفلسطينية ونجحت في عام 2011 من وضع اتفاق للمصالحة وافقت عليه كل الفصائل إلا أن الخلافات بين فتح وحماس لم تكتب له التنفيذ . كيف لنا كفصائل فلسطينية وتحديداً طرفى الانقسام لا نلتقط وندعم دعوة مدير عام المخابرات المصرية اللواء خالد فوزى باستضافة حوار وطنى فلسطينى تشارك فيه مختلف القوى والفعاليات من أجل ترتيب البيت الفلسطينى، كيف لنا كفلسطينيين لا نسعى لتلبية هذه الدعوة لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطينى مع الأخذ بعين الاعتبار توظيف المبادرة السياسية التى قدمتها حركة الجهاد الاسلامى بنقاطها العشر وإن اختلفنا على ترتيبها أو صياغتها ولكن مضمونها يلبى مطالب شعبنا الفلسطينى ولمواجهة بطش حكومة اليمين المتطرفة الرافضة لوجودنا السياسى والانسانى .

أيها المنقسمون : لم تمر قضيتنا الفلسطينية بأسوء من تلك الحالة، بأيديكم نكبة فلسطينية ثانية بدأت من 2007 وما زالت تنهش في جسد قضيتها، فها هى الفرصة سانحة لاستضافة حوار وطنى شامل يجمع الكل الفلسطينى وينهى معاناة شعبنا، والدعوة من الشقيقة مصر الحامية لمشروعنا الوطنى الفلسطينى والذى احتضنت ياسر عرفات ومنظمة التحرير ودعمتها في كافة مراحل التحرر . أيها المنقسمون: مصر تقدم لكم فرصة ذهبية لإنهاء الانقسام لنغتنمها رأفةً بشعبنا وقضيتنا الفلسطينية في هذه الظروف الدولية والاقليمية التى لا تخدم مصالحنا الوطنية، ذاك الانقسام المقيت الذى لا يخدم استمراره الا المشروع الاستيطانى الاسرائيلى الذى يعمل ليل نهار لفرض حقائق على الارض تمنع اى حلول سياسية متسقبلية تمنحنا دولة فلسطينية ذات سيادة كونوا على ثقة ودراية تامة ..

مهما درتم في العواصم المختلفة مرجعكم بالنهاية لمصر، وستبقى مصر قبلة المصالحة ووجهتها الحقيقية وهى بوابتنا العربية للعالم والأكثر حرصاً على مشروعنا الوطنى الفلسطينيى التحررى . حفظ الله مصر وقيادتها وشعبها العظيم . أستاذ علوم سياسية وعلاقات دولية