ترامب عزيز اليمين الإسرائيلي وخيار نتنياهو الواضح

الثلاثاء 08 نوفمبر 2016 04:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
ترامب عزيز اليمين الإسرائيلي وخيار نتنياهو الواضح



تل ابيب\سما\

يبدو المشهد الإعلامي الإسرائيلي واضح جدا حيال انتخابات الرئاسة الأميركية، التي تجري اليوم الثلاثاء. اليمين الإسرائيلي يعلن تأييده المطلق للمرشح الجمهوري، دونالد ترامي، والوسط يسار يريد المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون.

كذلك فإن خيار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، واضحة في هذا السياق: ترامب. ووضع بوق نتنياهو، صحيفة "يسرائيل هيوم" عنوانا بارزا، اليوم، وهو اقتباس من أقوال ترامب بأن "أوباما هو أسوأ شيء حصل لإسرائيل منذ الأزل"، وهو عنوان أرادت الصحيفة من خلاله مهاجمة كلينتون، التي يدعمها الرئيس باراك أوباما، والتي كانت وزيرة خارجية في إدارة أوباما السابقة.

وأبرزت هذه الصحيفة تصريحات ترامب، وجاء فيها أنه بحال فوز ترامب فإنه "سنقف إلى جانب إسرائيل وحربها ضد الإرهاب الإسلامي". وكان إعلام اليمين الإسرائيلي أبرز مؤخرا نية ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس بحال فوزه. واعتبرت "يسرائيل هيوم" أن ترامب "يسلط الضوء" على قضية بريد كلينتون الالكتروني عندما تهجم على منافسته.

من جانبه، قال نتنياهو أمس إن إسرائيل ستحافظ على علاقة قوية مع الولايات المتحدة مهما كانت نتائج الانتخابات، علما أن علاقات نتنياهو مع أوباما وصلت إلى أزمة غير مألوفة، بعد أيد نتنياهو خصم أوباما، ميت رومني، في الانتخابات الرئاسية السابقة، والتف على الرئيس الأميركي عندما ألقى خطابا في الكونغرس بهدف محاولة إحباط الاتفاق النووي مع إيران.

واعتبر موقع اليمين المتطرف الالكتروني "0404"، وهو بوق آخر لنتنياهو، أن "دونالد ترامب جيد لإسرائيل وخاصة لليمين في إسرائيل، غالبية الشعب، بينما هيلاري كلينتون ملائمة لرغبات اليسار الإسرائيلي ويتمنون هناك فوزها". واليمين الإسرائيلي يطلق صفة "يسار" على كل من هو ليس يمينيا، مثل حزب العمل وغيره من الأحزاب الصهيونية في المعارضة.

وأضاف هذا الموقع الالكتروني أن "إسرائيل موجودة في ضائقة. بسبب التخوف من العالم ومن أوباما، الحكومة لا تبني في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية)، وتتردد في تفكيك مبان غير قانونية بناها الاتحاد الأوروبي للعرب".

ويهاجم اليمين الإسرائيلي كلينتون، من خلال مهاجمة أوباما، تحسبا من أن تمارس ضغوطا على إسرائيل في حال فوزها، ومن أن تواصل سياسة أوباما. وقال موقع "0404" إن "شعب إسرائيل بحاجة إلى ترامب من أجل تغيير الاتجاه. والملياردير الأميركي (ترامب) لا يتحدث عن حق إسرائيل بالوجود عفوية ومن أجل الحصول على الصوت اليهودي، وإنما من أعماق قلبه. وهو يدرك جيدا مشكلة الإرهاب. وهو يدرك أنه ينبغي استخدام القوة ضد العدو العربي".

وتابع هذا الموقع أن "فوز ترامب سيسمح باستئناف البناء في يهودا والسامرة والقدس، وذلك لن تكون هناك حججا بعد الآن. والثرثرة المستمرة حول المفاوضات مع السلطة (الفلسطينية) وأبو مازن ستزول عن الأجندة وإسرائيل ستنشغل بالأساس بقضاياها الداخلية ولن تضطر إلى إعطاء تفسيرات للعالم وخاصة ليس للولايات المتحدة".  

ومضى الموقع نفسه أن "فوز كلينتون سيُبقي الوضع في إسرائيل مثلما كان عشية الانتخابات. وسياسة كلينتون شبيه بسياسة أوباما. التملق لأبو مازن سيستمر وإسرائيل ستواجه وجوها عابسة".

في مقابل إعلام اليمين المتطرف الذي يشكل حكومة إسرائيل، يحاول الإعلام المركزي، الصحف وقنوات التلفزيون ومحطات الإذاعة توخي الموضوعية، علما أن صحيفة مثل "هآرتس" تؤيد فوز كلينتون بشكل واضح: "حتى لو انتخبت كلينتون، سيستغرق وقتا طويل للتخلص من سموم ترامب".

وأشارت صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"معاريف"، اليوم، إلى أن المعركة الانتخابية الأميركية كانت الأكثر وسخا في تاريخ أميركا. واعتبر المحلل السياسي في "معاريف"، بن كسبيت، أن المصادفة وضعت المرشحين، كلينتون وترامب، مقابل بعضهما، ولو أن منهما نافس مرشحا آخرا من الحزب الخصم لخسرا الانتخابات بشكل مؤكد. وعبر كسبيت عن أمله بأن تفوز كلينتون بالرئاسة، محذرا من خطورة مسؤولية ترامب عن 6000 رأس حربي نووي.