سارة نتنياهو تَحْكُم إسرائيل ومطلعة على كافة "أسرار الدولة"

الثلاثاء 08 نوفمبر 2016 12:46 م / بتوقيت القدس +2GMT
سارة نتنياهو تَحْكُم إسرائيل ومطلعة على كافة "أسرار الدولة"



القدس المحتلة / سما /

أثار تحقيق صحفي للإعلامية الإسرائيلية البارزة، إيلانا ديان، عن مقر رئيس الحكومة الاسرائيلية  نتنياهو عاصفة في إسرائيل، بعدما قرر نتنياهو التعقيب على التحقيق بهجوم شخصي عنيف ضد الصحافية

تُعتبر الصحافية إيلانا ديان من الإعلاميين المرموقين والمخضرمين في إسرائيل. فهي تُقدّم واحد من أقدم برامج التحقيقات الصحافية في التلفزيون الإسرائيلي، والذي يتم بثه منذ 20 عامًا، وقد نجحت في الكشف عبره عن حالات فساد، ظلم، وجرائم.

و بثت القناة العبرية الثانية، الليلة الماضية، تحقيقا صحافيا من إعداد الصحافية "إيلانا ديان" يظهر تحكم "سارة" زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكثير من مقاليد الحكم بإسرائيل والقرارات المصيرية.

ويظهر التقرير كيفية إدارة "سارة نتنياهو" لعمله والإطلاع على كافة "أسرار الدولة" من ضمنها تلك الخطيرة جدا، وكيف كان لها اليد العليا في تعيين شخصيات إسرائيلية واستغلالهم في مواجهة خصوم نتنياهو الذي بات متأثرا بقراراتها، حتى أصبحت صاحبة السيطرة الكاملة عليه وعلى قراراته، حتى الحساسة جدا.

وبحسب التقرير الذي استمر إعداده للحصول على معلومات عدة أشهر، فإن سارة تجري بشكل غير مباشر مقابلات تعيين موظفين كبار في "الدولة" سرا في منزلها، وتطلع على جميع الرسائل التي تصل نتنياهو قبل وصولها إليه، كما أنها تقرأ كل الرسائل له، وقد كان لها الرأي الحاسم في العديد من القرارات الحساسة حتى تلك المتعلقة بصفقة الجندي جلعاد شاليط.

مائير داغان رئيس جهاز الموساد السابق الذي توفي في شهر آذار الماضي، كان قد تحدث خلال محادثة سرية عن دور زوجة نتنياهو واطلاعها على كافة الأسرار، مشيرا حينها إلى أنه كان متجها إلى منزل نتنياهو في أحد الأيام للحديث حول عمل عسكري مرتقب خارج الحدود يتعلق بالمشروع النووي الإيراني، وأصرت حينها سارة على حضور الجلسة، الأمر الذي رفضه، بينما لم يمانع نتنياهو بقاءها.

واوضحت ديان في تحقيقها إلى أن الشخصيات التي تحيط بنتنياهو، علاقتهم به لا يمكن أن تكون سهلة إلا من خلال زوجته سارة، وعدد كبير من السياسيين كانوا يرسلون رسائل لنتنياهو عبر زوجته التي كان لها تأثير كبير في تعيين أشخاص في مناصب مهمة حتى على المستوى العسكري والأمني، في مثال ذلك رئيس جهاز الموساد الحالي يوسي كوهين الذي عين مؤخرا في منصبه والذي قد يكون أعطى ولاءه لنتنياهو الذي فشل في إقناع شخصية أخرى باعطاء الولاء له مقابل تعيينه في المنصب.

ورصد التحقيق المطول العشرات من الحالات التي كان لسارة نتنياهو قرارا فيها، سواء بفصل أو بتعيين مسؤولين، وكذلك اتخاذ قرارات حساسة.

ووفقا للتقرير، فإن برامج سفر نتنياهو إلى الخارج يخضع لمزاج وبرامج سارة، وهو ما أقر به رئيس دائرة مكافحة "الإرهاب" في مكتب نتنياهو والمسؤول عن تنظيم تلك الزيارات. مشيرا إلى أن سارة كانت تمنع نتنياهو في بعض الأحيان من عقد لقاءات سياسية مبرمجة في الخارج أو تفرض عليه البقاء معها على متابعة بعض الملفات قبيل لقاءاته مع سياسيين وهو ما جرى مرتين مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وأثار التحقيق ردود أفعال كبيرة في إسرائيل، أولها تصريح لنتنياهو نفسه الذي اتهم الصحافية إيلانا ديان بأنها "يسارية متطرفة ليس لديها ذرة استقامة مهنية"، تسعى لإسقاط حكومته اليمينية وتشكيل حكومة لليسار. محاولا استعطاف الإسرائيليين وخاصةً المستوطنين بالقول أنها "تنظر إلى الاستيطان اليهودي على أنه نهب أراضٍ".

وردت ديان بالقول "رئيس الوزراء ليس خصمي، ولا أشكل تهديدًا للسلم، أنا لست أحمدي نجاد أو جدعون ساعر ويسرائيل كاتس، أنا فعلت جزءا من وظيفتي، لو جلست أمام نتنياهو سأقول أنني أعرفه منذ أكثر من 25 عامًا، وسأقول له أنكَ رئيس وزراء قوي جدا وسياسي محنك، يجب أن لا تكون خائفا جدا مني".

في السياق ذاته  طالب زعيم المعارضة يتسحاق هيرتسوغ المستشار القضائي للحكومة بفتح تحقيق حول ما جاء في التحقيق الصحفي، وضمان عدم التعرض للصحفية إيلانا ديان.

بينما قالت وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريجيف أن زوجة نتنياهو امرأة ذكية وحساسة وتكرس وقتها لعائلتها وعملها، وأن ما صدر في الصحافة هدفه سياسي و"هجوم قبيح وموجه".

وقالت زعيمة حزب ميرتس زهافا غال أون أن نتنياهو بات شخصًا غير مؤهل لشغل منصب رئيس الوزراء، معتبرةً تصريحات نتنياهو ضد الصحافية إيلانا بأنها "لا عقلانية وتظهر لديه "جنون العظمة".

بدورها، اعتبرت تسيبي ليفني تصريحات نتنياهو بأنها تأتي في إطار التحريض واضطهاد الصحافيين، وأنه ليس بالسياسي النزيه بل أنه يتغذى على الكراهية.