معاريف: ليبرمان .. من أجل الانتصار عليه أن يمنع الحرب

الأحد 30 أكتوبر 2016 10:35 ص / بتوقيت القدس +2GMT
معاريف: ليبرمان .. من أجل الانتصار عليه أن يمنع الحرب



القدس المحتلة / سما /

كتب :  آفي بنياهو .. فكرة لقاء ليبرمان مع صحيفة "القدس" الفلسطينية والتوجه مباشرة إلى الرأي العام كانت فكرة جيدة جدًا، وكذلك كان محتوى اللقاء نفسه. أشهر معدودة على كرسي وزير الأمن جعلت ليبرمان يفهم أنه طالما كانت مهمة الجيش الإسرائيلي هي الاستعداد للحرب، وإذا ما وقعت الحرب فمهمته الانتصار، لكن وظيفة وزير الأمن هو فعل أي شيء لمنع اندلاعها.

ذلك هو واجب وزير الأمن الأعلى، فهولا يقاس بالانتصارات؛ وإنما بالردع وبالاتفاقيات وبالاستقرار وبالسياسة العسكرية الحكيمة والمقاسة والمسؤولة، والتي تخدم أمن إسرائيل. العمل لدينا صعب بأضعاف مضاعفة، فجميع حدودنا متحداة في البر والبحر والجو، وفي الفضاء الإعلامي (الانترنت) وبالإرهاب العفوي في الشوارع، ويصبح الأمر أصعب بألف مرة عندما نريد أن "نعزز" الاحتلال ومصالحنا الأمنية في الضفة إلى حين التوصل إلى اتفاق من هنا أو هناك.

لذلك ليبرمان فعل الصواب؛ فهو على أية حال يشتري لنفسه مكانة السياسي الحكيم، ويرقي مكانته داخل المنظومة الأمنية وداخل الحكومة ولدى قادة المنطقة وفي أوساط زملائه وزراء الأمن في العالم، افترض ان لقاءه مع "القدس" ترجم إلى لغات كثيرة، وأرسل إلى جميع الملحقين العسكريين الأجانب، وإلى جميع وزراء الأمن ذوي الصلة.

وهناك أيضًا علاوة ومكافأة؛ في الأشهر القريبة القادمة سيهرول نتنياهو ويعلون وآخرون ويتصببون عرقًا أمام تقرير مراقب الدولة حول "الجرف الصامد"، وساعة مجادلتهم لنفتالي بينيت حول الأنفاق؛ سيرفرف ليبرمان بالأعلى فوق رؤوسهم، وسيسوق في أنحاء العالم فكرته ومقترحه: على سكان قطاع غزة الاختيار بين سنغافورة وبين جهنم.

الوزير ليبرمان قدّم على أية حال مجرد لقاء صحفي، ولكن بكل سهولة يمكن تحويل فحواه إلى خطة مبرمجة كانت قد ظهرت في الماضي بصورة مختلفة من قبل عضو الكنيست عومر بارليف وآخرين، وطرحها على طاولة المداولات لكي يربح ربما حلًا مؤقتًا أيضًا يثمر استقرارًا ويحول الكفاح المسلح إلى مستحيل بالنسبة لحماس، وإذا فشلوا أيضًا في تحقيق الشرعية لاستخدام القوة في قطاع غزة.

ما على نتنياهو فعله الآن مع الحكومة هو أن يأخذ مكونات أقوال ليبرمان وطرحها في ورقة بإضافة صيغة جدول زمني وشركاء إقليميين وموازنات، لكي تخرج الفكرة المطروحة في اللقاء الصحفي إلى حيز التنفيذ ولكي تدمج وتحصل على موافقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بل وتسميتها مبادرة "البرنامج الإسرائيلي المصري"، الاحترام تقاسمه أسهل من تقاسم ثمن الحرب.

الأتراك أيضًا - والذين يكثرون من إبداء اهتمامهم بنماء ورفاه سكان قطاع غزة - كنت لأدخلهم، وسيما في المجال المالي، ولا ننسى الملك عبد الله الثاني ومحمود عباس، جميعهم يستطيعون ان يكسبوا من نجاح العملية.

في حالة كهذه سيصبح نتنياهو عنصرًا مبادرًا داخل الشرق الأوسط الملتهب، سيعزز تحالفه مع أبي مازن والسيسي وعبد الله، ويحول اهتمام العالم "مؤقتًا" من الضفة إلى القطاع (مكسب - مكسب).

في الأثناء إذا أبدت حماس جدية تجاه إسرائيل عبر مصر أو أي طرف آخر؛ يستطيع ليبرمان أن ينبش اتفاقيات باريس في الفصل الاقتصادي الذي وقع إلى جانب اتفاقية أوسلو، وهناك يمكن أن يجد البنود التي تسمح للفلسطينيين من قطاع غزة بالاستخدام المراقب لأحد ارصفة ميناء أسدود بغرض استقبال البضائع، يمكن أن يكون رصيف ثقة وأمل، الأتراك والأوروبيون يرسلون البضائع والموقع يكون ناشطًا كرصيف فلسطيني في أوقات تحدد مسبقًا رجال السلطة يتلقون البضائع وإسرائيل تقوم بالفحص الأمني، وهكذا تعزز السلطة مكانتها في أوساط سكان قطاع غزة أمام ناظري حماس التي تواجه تحديات غير بسيطة، والتي ستنضم هي الأخرى إلى الاختيار بين جهنم أو سنغافورة.

الوزير إسرائيل كاتس لديه الآن أجزاء خطط بهذا الشأن، هو وليبرمان يستطيعان معًا تحريك الجبال، وكذلك يستطيع نتنياهو والحكومة في قلب شرق أوسط مشتعل وأمام حكومة أمريكية جديدة تتبلور يستطيعون أن يظهرون كمبادرين وساعين إلى السلام، وكمن يسعون إلى حلول واستقرار، لكن الأمر مهم، سيما لنا نحن الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة، ففي النهاية نحن هنا وحدنا.