ما علاقة حماس وحزب الله؟ .. يديعوت : القلب الإسرائيلي يخفق في الموصل

الإثنين 24 أكتوبر 2016 11:26 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ما علاقة حماس وحزب الله؟ .. يديعوت : القلب الإسرائيلي يخفق في الموصل



القدس المحتلة \سما\

كتب  رون بن يشاي في يديعوت احرونوت : ها قد بدأت المعركة في الموصل، لكن الآن يمكننا ملاحظة أن طريقة القتال الخاصة بـ "داعش" مشابهة جدًا، وأحيانًا نفس طريقة القتال الخاصة بحزب الله وحماس، التي ينويان تطبيقها في المواجهة القادمة مع إسرائيل. المقارنة بين الطريقة التي يحارب بها "داعش" القوات التي تهاجمها وبين طرق القتال المستقبلية لحزب الله وحماس بناءً على أساس تصريحات القادة، منشورات واضحة لنفس القادة ونشاطات الاستعداد التي تنفذها الآن في المنطقة.

قتال "داعش" في الموصل يمكن تسميته بـ "حرب عصابات دفاعية"، فهم يركزون القتال في مناطق مكتظة بالمباني التي تتميز بأنها معروفة بالنسبة لهم، كما وجهزوها للقتال، حتى وإن كان عدد مقاتليهم قليل جدًا. من المهم أن نعرف أنه أمام حوالي 8000 مقاتل من "داعش" في الموصل والقرى المجاورة هناك قوة مهاجمة مكونة من وحدات نخبة من الجيش العراقي، مليشيات البيشمركة الكردية التي تم تسليحها مؤخرًا على يد الأمريكان والأتراك، وكذلك ميلشيات شيعية وسنية متورطة في القتال بجانب حكومة العراق. المجمل حوالي 35 ألف مقاتل. النتيجة إذن ستحسم لصالح المهاجمين، ولا تضمن لهم النصر بالتأكيد، لكنها تمنحهم ميزة كبيرة.

في السياق الإسرائيلي، ستكون على ما يبدو نفس النتيجة بين الجيش الإسرائيلي وبين حزب الله في حرب مستقبلية في لبنان وسوريا، وكذلك في جولة قتال أخرى أمام حماس في غزة.

نشاطات "داعش" تنقسم لـ "قتال تسويفي" في المنطقة المفتوحة في المنطقة الريفية خارج الموصل، والاستعداد للقتال نفسه داخل المدينة. في الحالتين "داعش" يستغل المواطنين كدروع بشرية، وذلك بالأساس يرجع لقدرته على الاندماج بالمواطنين، ليظهر من داخلهم بشكل مفاجئ والعودة للاختباء بينهم. طريقة القتال هذه تسمح لـ "داعش" بالتملص من قصف التحالف الجوي بقيادة الولايات المتحدة. هذا تمامًا ما قامت وتقوم به حماس وحزب الله أيضًا، إنهم يختفون بين السكان وداخل الأنفاق بعد الهجوم بشكل فوري، من أجل التملص من الضربات الجوية والمدفعية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي. "داعش" مثل حماس وحزب الله يحاول الظهور لفترة قصيرة تُعرّض بها القوة المهاجمة للخسارة ومن ثم يختفي للظهور في مكان آخر.

 

ما الذي يمكن أن يتعلمه الجيش الإسرائيلي؟

في السياق القريب منا، يمكن توقع أن حزب الله وحماس سيحاولان في القتال القادم تسويف أو تأخير عملية برية يهاجمان بها الجيش الإسرائيلي عبر هجمات مفاجئة للمستوطنات الإسرائيلية، ربما قد يحاولان أخذ رهائن من أجل وقف الهجوم الإسرائيلي المتقدم، مثلما فعل "داعش" في مدينة نائية تبعد عن الموصل حوالي 20 كيلومتر، ومدن أخرى في نفس المنطقة.

يجدر الذكر أن حزب الله قد يحاول دفن عبوات ناسفة على خطوط الحركة لقوات الجيش المدرعة التي ستدخل للسيطرة على مناطق إطلاق الصواريخ والقذائف وتتطلع للتقدم السريع. حزب الله سيحاول عرقلة القوة المدرعة عن طريق نفس العبوات والألغام التي سيستخدمها الجيش الإسرائيلي، لكن الأساس عن طريق محاولات القوة الخاصة لحزب الله للسيطرة على مستوطنات مدنية والسيطرة على رهائن.

حزب الله لا يمتلك آبار نفط يستطيع بها إشعال المنطقة بشكل يغطي السماء بالدخان الأسود من أجل تحييد الطائرات بلا طيار والرصد الجوي الإسرائيلي؛ لذلك يمكن افتراض ان حزب الله يخطط على ما يبدو لفعل ما تم فعله في كوسوفو: إحراق مواد أخرى تنتج دخانًا كثيفًا وتحقق نفس الهدف، من أجل تحييد قوة إسرائيل الجوية وجمع المعلومات.


القتال تحت الأرض

حماس ستستخدم طرقًا مختلفة نوعًا ما ربما، ومع ذلك من المهم التأكيد على أن حفر الأنفاق الهجومية داخل مناطق إسرائيل على يد حماس هدفه - من بين عدة أمور - السماح لمقاتلي القوة الخاصة بها مهاجمة تجمعات سكنية والسيطرة على رهائن، وخصوصًا الإضرار بقوات الجيش التي تتجول داخل مناطق إسرائيل.

عنصر آخر في قتال "داعش" متعلق بنا هو الأنفاق الهجومية، هدفهم ليس بالضرورة التسلل لمناطق يسيطر عليها العدو، بل للبقاء مختبئين من هجمات جوية بشكل يسمح لـ "داعش" بالقتال ونقل المقاتلين بسرعة ومعدات القتال من مكان لآخر؛ هذا تمامًا هدف الأنفاق التي حفرتها حماس داخل غزة والمخابئ تحت الأرضية التي حفرها حزب الله داخل البلدات جنوب لبنان، هذه الأنفاق بمثابة مخازن للماء والغذاء والسلاح من أجل ان تسمح بقتال لمدة أطول تحت المنطقة المبنية وليستريح المقاتلين بين مواجهة وأخرى.

في هذه المسألة، استراتيجية "داعش" التي جهزها مسبقًا في الموصل وما حولها لا تختلف عما جهزته حماس وحزب الله أيضًا، فالتحصينات تحت الأرضية هدفها بالأساس الصمود وليس الهجوم. يجدر الإشارة إلى أن "داعش" جهز أيضًا أنفاقًا هجومية في الموصل بداخلها عبوات ناسفة كبيرة سيستخدمها من أجل إيقاف القوات التي تتجول في الشوارع الرئيسية في الموصل. كذلك حماس تتبع نفس الطريقة.

وبذلك، فإن التعامل مع الأنفاق يستلزم جهدًا كبيرًا للقوات المهاجمة، سواء في الموصل أو في الجيش الإسرائيلي، سواء اضطر للقتال في غزة أو جنوب لبنان. ستكون هناك حاجة لتحييد - في نفس الوقت - الأنفاق الهجومية التي تتسلل لمناطق إسرائيل، وهي المشكلة الملحة، لكن في نفس الساعة يجب ان نكون قادرين على التعامل بشكل مجدٍ ووقف استخدام جزء كبير من الأنفاق القتالية تحت الأرضية داخل مناطق غزة وداخل جنوب لبنان، والتي حفرت أيضًا في الموصل من أجل السماح بقتال يستمر لأطول وقت مع قوات صغيرة نسبيًا.

فرق آخر هو أن حزب الله وحماس لديهما كميات كبيرة من الصواريخ المضادة للدبابات، والتي قد تستطيع عرقلة تقدم قوة مدرعة، بينما "داعش" في الموصل لديها فقط آليات محدودة تستطيع بها الإضرار بعربة مدرعة عن بعد عدة كيلومترات. مقاتلو "داعش" يحملون صواريخ "آر. بي. جي" قد تضر بعربة مدرعة عن بعد مئات الأمتار، ومن الصعب جدًا استخدامها في مناطق مفتوحة. على الصعيد المحلي الـ "آر. بي. جي" التي تمتلكها حزب الله وحماس تعتبر ميزة كبيرة.

مع ذلك، يجدر ذكر أن استراتيجية "داعش" مختلفة عن استراتيجية حزب الله وحماس، المبنية على استنزاف الجبهة الإسرائيلية، وخاصة عن طريق إطلاق صواريخ وآليات أخرى. "داعش" يقود حربًا من أجل الحفاظ على فكرة وخلق انتصار فكري بالأساس، بحيث يسمح له بالاستمرار وقيادة حرب إرهاب في إطار الجهاد العالمي.