خبر : أريحا: الكشف عن أكبر لوحة فسيفساء في الشرق الأوسط

الخميس 20 أكتوبر 2016 02:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
أريحا: الكشف عن أكبر لوحة فسيفساء في الشرق الأوسط



أريحا - كشف اليوم الخميس عن أكبر وأجمل لوحة فسيفساء في الشرق الاوسط والعالم، في قصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، في مدينة أريحا، وأعلن عن البدء بتنفيذ مشروع لحمايتها بتمويل ياباني.

جاء ذلك خلال حفل أقيم في موقع اللوحة في باحة قصر هشام بحضور وزيرة السياحة والاثار رولا معايعة، ومحافظ اريحا والاغوار ماجد الفتياني, وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، وسفير اليابان لدى السلطة الوطنية الفلسطينية, تاكيشي أوكوبو، ومسؤولة الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) يوكو ميتسوي, ورئيس بلدية اريحا محمد جلايطة، وعدد من قادة الاجهزة الامنية والمدنية وممثلي السلك الدبلوماسي في فلسطين.

وقالت معايعة، إن وزارة السياحة والآثار، وفي إطار دورها وحرصها على تطوير وصيانة الأماكن السياحية الاثرية سعت لتطوير وتأهيل عديد المواقع، ومشروع تغطية قاعة الاستقبال في قصر هشام، الذي يضم أكبر وأجمل لوحة فسيفساء في الشرق الاوسط والعالم، والذي كان محل اهتمام كبير، مشيرة الى التوصل لاتفاق شراكة مع "جايكا" وبتمويل ياباني لتنفيذ مشروع اللوحة، منوهة إلى أنه بدأ العمل بالمخططات الفنية والهندسية وخبرات يابانية وفلسطينية في هذا المجال.

وأضافت، إن اللوحة من اللوحات الفسيفسائية الأثرية التي تعود الى الفترة الأموية الى جانب لوحة شجرة الحياة الموجودة ايضا بالقصر، ويتم العمل حاليا على اعادة كشفها بعد إقامة سقف وعمل ممرات داخلية خاصة للزوار ليتمكنوا من الاستمتاع بمشاهدتها دون ان يتم ملامستها.

وتوقعت معايعة بعد الانتهاء من المشروع ارتفاع عدد السياح الذين يزورون قصر هشام سنويا وبالتالي تحسن الوضع السياحي في مدينة أريحا.

وتابعت، إن هذه اللوحة مكتشفه منذ سنوات طويلة لكن تم تغطيتها بالرمال والمواد العازلة لحمايتها من التأثيرات المناخية الى أن يتم سقفها، وأن مشروع تغطية أرضية الفسيفساء عن طريق عمل سقف خاص لها سيأخذ بعين الاعتبار اهمية الموقع والحفاظ على المشهد الثقافي للقصر ومحيطه، وأن لا يؤثر على القيمة الغنية للموقع بل أن يزيدها ويضاعف من أهمية الموقع بعد هذا الكشف.

وبينت معايعة ان اللوحة 827 مترا مربعا وتضم 38 لوحة و21 لونا صيغت ورسمت باحتراف وجمالية راقية.

بدوره قال المحافظ الفتياني، إن كل هذه الآثار واللوحات الجميلة هي الشاهد الحقيقي على تجذرنا في الأرض وفي هذه المدينة ابنة العشرة الاف سنة ونيف قبل الميلاد. وان لوحات الفسيفساء وتلونها وجماليتها ولوحة شجرة الحياة والتي تضم غزلان وأسد تدل على التنوع الحضاري، وان امما كثيرة عبرت من هنا وتركت بصمات وبقى شعب هذه الأرض "الكنعاني" صامدا فنحن هنا أرض الرسالات السماوية وأرض المحبة والسلام، ونحن شعب محب للسلام والتعايش مع كل الحضارات والامم.

واعرب عن شكر خاص من اهل اريحا والاغوار لليابان حكومة وشعبا ووكالة "جايكا" على ما يقدموه من دعم لفلسطين/ وخاصة لاريحا والاغوار.

وجدد سفير اليابان موقف بلاده الداعم لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وكذلك استمرار الدعم الياباني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وبناء اقتصاد مستقر.

وعبر  السفير الياباني عن "فرحته العارمة" لوجوده اليوم في لحظة تاريخية والبدء في مشروع حماية اللوحة من العوامل البيئة والطبيعية واتاحة رؤيتها، مؤكدا على مكانة خاصة لأريحا كأقدم مدينة بالعالم لدى الشعب الياباني، مبينا أن كلفة المشروع تصل 12 مليون دولار، ومنوها بما تقدمه اليابان من خلال مشروع ممر السلام "اليابان فلسطين اسرائيل الاردن" واقامة المدينة الصناعية في اريحا.

وقالت مسؤولة جايكا، إن البحث عن التصميم الافضل بما يناسب وطبيعة وبيئة المشروع، وبما يحفظ القيمة التاريخي والفنية جاري منذ 2014 ووجود فريق هندسي ياباني وتعاون مع وزارة السياحة والفريق الفني واللجنة الاستشارية جاري كفريق واحد، وقدمت عرضا عن آلية تنفيذ المشروع وعن المخططات والتصورات المعدة للتنفيذ، وتتيح للزائر رؤية جمالية أرضية الفسيفساء دون أن تطأ قدماه الارضية من خلال ممرات ومسالك خاصة تتيح التمتع بجمال اللوحة والحفاظ على رونقها.

فيما قال عريقات، إن فلسطين بثقافتها وغنى الآثار هي متحف وإرث حضاري عريق وأن ما نقوم به اليوم هو الامتنان والعرفان لإرث الاجداد، وحفاظا على تاريخهم، "وان ما نقوم به اليوم جزء من المستقبل"، مؤكدا ان أريحا أم المدن ذات التاريخ العريق، وان فلسطين فيها ثقافة التسامح والتعايش، مشيدا بالتعاون القائم ودعم حكومة وشعب اليابان وكذلك وكالة جايكا".

وبين عريقات ان مطلع شهر تشرين الثاني سيشهد زيارة الرئيس الايطالي لمدينة أريحا لافتتاح معمل الفسيفساء.

ــــــــــ