خبر : المقاومة في صياغة المشروع الوطنى الفلسطينى د.عبير عبد الرحمن ثابت

الثلاثاء 11 أكتوبر 2016 12:16 ص / بتوقيت القدس +2GMT



 المقاومة حق كفلته كافة التشريعات والقوانين الدولية للشعوب المحتلة ، ولا أحد يستطيع منع شعب الدفاع عن حريته المسلوبة، وأشكال المقاومة متعددة وفلسفتها مرنة تمنح الكثير من الأساليب لتندرج تحت مظلتها، ولا ننسى أن المقاومة أداة من أدوات العمل السياسى سواء المسلحة أو السلمية ، والمقاومة خيار وطنى يتفق عليه كافة القوى والفصائل الفلسطينية وعمل منظم يحمل أبعاداً استراتيجية وفكرية عميقة ترتبط بالأساس بمشروع وطنى تحررى متكامل متفق عليه بما يخدم قضيتنا ، وليست عملاً ارتجالياً مزاجياً حسب أهواء أى جهة أو جماعة ترغب بتنفيذ أجندة حزبية خاصة. المقاومة لا تعنى إطلاق صاروخ تائه ضال لا يعرف وجهته ولا يسبب أى أضرار لا تتجاوز الهلع ولا يحمل أى هدف سوى مناكفة أطراف محلية ولا علاقة له بمقاومة اسرائيل ويدفع الشعب الفلسطينى المحاصر ثمناً باهظاً بسبب عبث مطليقه . 

العالم كله يتحرك من حولنا ونحن ما زلنا ندور في حلقات مفرغة غير قادرين على تحديد ملامح مشروعنا الوطنى الفلسطينيى وذلك لمجموعة من العثرات تقف حائل أمام الاتفاق على مشروع وطنى فلسطينى يتسع ويتفق عليه الجميع: أولها حالة الانقسام السياسى والذى أفرز سلطتين في قطاع غزة والضفة الغربية؛ وتعثر العملية السلمية وفشل المفاوضات؛ وحالة اليأس والاحباط التى تجتاح الشارع الفلسطينى، والتراجع العربى لدعم القضية الفلسطينية، وعدم الاستفادة الفلسطينية من المتغيرات على الساحة العربية في السنوات الأخيرة .

 ولعل العثرة الأهم خلاف الهوية والأيديولوجيا بين الحركات الفلسطينية المتنازعة على السلطة وليس على الوطن وعدم القدرة على الاتفاق على أداة للمقاومة مقاومة مسلحة أم مقاومة سياسية دبلوماسية أم مقاومة لا عنفية مدنية شعبية .

 وكذلك عثرة الاتفاق على أولوية البدء بالتغيير هل نذهب باتجاه حكومة وحدة وطنية وتجديد للشرعيات أم نقوم باعادة بناء منظمة التحرير الفلسطيينية أم صياغة برنامج اقتصادى للنهوض بما تبقى من اقتصاد وطنى لمواجهة التغول الاسرائيلى أم الذهاب إلى المؤسسات الدولية وانتزاع حقوقنا السياسية المنصوص عليها دولياً .

 حالة من التشتت والتشرذم ساهمت في صعوبة الاتفاق على قرار والاجماع عليه برغم أن الجميع يتطلع إلى دولة فلسطينية مستقلة ولكن طريقة تناولهم لحدودها وصياغتها مختلفة، وللنهوض من مستنقع التراجع والفشل السياسى الذى سقطت به قضيتنا يجب علينا كفلسطينيين الاتفاق على رسم خارطة طريق فلسطينية لمواجهة المتغيرات السياسية المتتالية والتى تسعى لإنهاء الصراع العربى الاسرائيلى بعيداً عن حل عادل للقضية الفلسطينية، وأن ندرك أن أول خطوات هذه الخريطة هو إنهاء الانقسام بأى طريقة وإن ذهبنا إلى عصيان مدنى ومسيرات بالشوارع لحث الطرفين على الخضوع للارادة الشعبية ووضع المصلحة الوطنية فوق المصالح الحزبية . 

وعلى صعيد آخر إدراكنا أننا على مفترق طرق والسلاح الأقوى بأيدينا صراعنا الثقافى مع اسرائيل والغير قادرة برغم تفوقها العسكرى والتكنولوجى والأمنى تمرير روايتها التوراتية بيهودية فلسطين . ويبقى صمودنا على هذه الأرض وإيماننا بأحقيتنا بها وبعدالة قضيتنا أهم أنواع المقاومة .