خبر : لمار طفلة سورية بعمر أشهر وبالغة

السبت 26 مارس 2016 06:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
لمار طفلة سورية بعمر أشهر وبالغة



في إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت، تعيش ليمار في كنف عائلة متواضعة وعمرها الآن عام ونصف.


مذ ولدت ليمار في لبنان من والدين سوريين، لاحظت والدتها إيمان (27 عاماً) خللاً في نموّها. ظروف حملها كانت طبيعية، إلا أن عمليّة الوضع أتت عسيرة جداً. أنهت إيمان شهر حملها التاسع وبدأت بالعاشر وليمار في أحشائها. في اليوم الخامس من الشهر العاشر، اتخذت الطبيبة القرار باللجوء إلى الطلق الاصطناعي. استمرّ مخاضها 14 ساعة في غرفة العمليات، لتصاب بنزيف حاد قبل أن تولد صغيرتها أخيراً عبر عملية قيصرية.

 لم تتمكن الوالدة من الاعتناء بطفلتها إلا بعد ثلاثة أيام. ومذ ذلك الحين، راحت تلاحظ أثناء تنظيف مولودتها آثار سائل برتقالي اللون. لم تكترث في بادئ الأمر، لكن بعد ستة أشهر راحت آثار الدم تتضح، وإن لم تظهر يومياً بل في فترات متباعدة.
بدأت رحلة الصغيرة الطويلة مع الأطباء، وخضعت للفحوصات الطبية المطلوبة كافة، وعند خضوعها للتصوير، تبيّن أنّ رحم الرضيعة مكتمل كلياً، تماماً كأي أنثى بالغة. 

بالتالي، كانت تلك الدماء من جرّاء الدورة الشهرية. لم تصدّق الوالدة الأمر، وراحت تراقب ابنتها عن كثب وتحسب الأيام، ليتبين أن الدماء تظهر كل 28 يوماً، ما يدلّ على انتظام الدورة الشهرية لديها. كذلك لاحظت أنّ مزاج الرضيعة يتغيّر قبل ميعاد الدورة، مع بكاء وألم وأرق طوال الليل.

مؤخراً، أظهرت الفحوصات الطبية أن عمر عظام ليمار يفوق حدّه الطبيعي. طولها يوازي طول فتاة في الثالثة من عمرها. الأمر نفسه ينطبق على أسنانها، وقد تفاجأ الطبيب بعدد الأسنان والأضراس التي تعود إلى فتاة بعمر الخامسة. تتضارب آراء الأطباء، منهم من يقول إنها سوف تكون فتاة ضخمة جداً أو عملاقة، فيما يتوقّع آخرون أن تكون ناقصة النمو صغيرة الحجم.
وبحسب تشخيص الأطباء فإن الرضيعة تعاني من حالة تسمّى البلوغ المبكر، إذ إنّ البلوغ الطبيعي لدى الفتيات يحدث ما بين العاشرة و الحادية عشرة.

 أما العادة الشهرية، فتحدث في الحالات الطبيعية نتيجة التفاعل ما بين الغدة النخامية والغدة ما فوق النخامية والمبيض. ويأتي هذا التفاعل بصورة تدريجية، لينضج وتبدأ الإفرازات في العمر الطبيعي ومعدله سنّ العاشرة.

لا تدرك ليمار في هذه السنّ وضعها ولا تعي ما يحدث لها. لكن عند بلوغها الخامسة من عمرها، سوف تبدأ بطرح الأسئلة. والنتوءات الجسدية التي سوف تظهر تباعاً من الطول الزائد إلى بروز الثديين، سوف تنعكس سلباً على حالتها النفسية. فهي مع التقدم في السنّ، سوف تجد نفسها مغايرة ومختلفة عن الآخرين، الأمر الذي سوف يتسبب لها بإحراج أمام أترابها الذين بدورهم لن يتمكنوا من فهم ما يحدث معها.