خبر : القاهرة : مصادر مصرية تنفي أي "لقاءات رسمية" لوفد "حزب الله" المعزي بهيكل

الثلاثاء 01 مارس 2016 11:24 م / بتوقيت القدس +2GMT
القاهرة : مصادر مصرية تنفي أي "لقاءات رسمية" لوفد "حزب الله" المعزي بهيكل



 بيروت القاهرة مرت الزيارة التي قام بها وفد من «حزب الله» إلى مصر تحت عنوان التعزية بالصحافي المصري الراحل محمد حسنين هيكل، من دون ضجة كبيرة بسبب حرص الجانبين على عدم «تضخيم الأمور» كما قال مصدر لبناني مطلع على موقف الحزب الذي تعد زيارته هذه خرقا في العلاقة مع مصر بعد أن شابها الكثير من التوتر، إثر كشف الأمن المصري عام 2009 شبكة تابعة للحزب اتهمت بالعمل على تنفيذ تفجيرات وحكم على رئيسها بالسجن، قبل تهريبه منه خلال ثورة 30 يونيو 2011.
وإذا كانت الزيارة بحد ذاتها تحمل عنوانا «إنسانيا» كونها أتت تحت عنوان التعزية بهيكل الذي تربطه بالحزب علاقة وطيدة، إلا أن ما تسرب عنها من وجود لقاءات مع مسؤولين مصريين أثار الكثير من التساؤلات عن مسار العلاقة بين الطرفين.
ورغم أن مسؤولي الحزب الذين زاروا مصر، وهم مسؤول العلاقات الإعلامية محمد عفيف، ومسؤول العلاقات العربية الشيخ حسن عز الدين، والنائب علي المقداد، وقدموا العزاء في مسجد عمر مكرم، بوسط القاهرة، الاثنين الماضي، حرصوا على عدم الإدلاء بأي تصريحات حول هذه الزيارة بعد عودتهم إلى بيروت، فإن مصادر الحزب «لم تنف حصول لقاءات»، فيما نقل عن مصادر لبنانية أخرى تأكيدها حصول «تنسيق أمني» بين الحزب والسلطات المصرية بما سمح بحصول الزيارة في المقام الأول وحصول لقاءات أخرى.
وأشارت مصادر قريبة من الحزب إلى أن الوفد حاول لقاء شيخ الأزهر «الذي اعتذر لوجوده خارج البلاد» مشيرة إلى أن اللقاء محتمل في وقت آخر، فيما لم تستبعد المصادر أن «يكون الوفد تحدث مع مسؤولي الأجهزة السيادية المختصين بالملفات الحيوية بالمنطقة، وفي مقدمتها الأزمة السورية».
في الوقت الذي أكد فيه «حزب الله»، في بيان صادر عنه، قيام وفد نيابة عن الأمين العام حسن نصر الله بتقديم العزاء لأسرة هيكل، لم ينفِ الحزب ما أثير عن لقاءات أمنية بين وفده والمسؤولين المصريين بشأن الأزمة السورية، والخلافات اللبنانية الداخلية.
وتحدثت تقارير إخبارية مصرية عن أن الهدف المعلن للزيارة كان غطاء للتواصل بين المنظمة اللبنانية والقاهرة لطي صفحة الخلافات، لكن مصادر مصرية مطلعة نفت لـ«الشرق الأوسط» قيام الوفد اللبناني بأي لقاءات ذات طابع رسمي، وأكدت أن القاهرة «نحت كل الأمور جانبا وغضت الطرف عن الاعتبارات السياسية والقانونية تقديرا لدور هيكل».
ونقلت وسائل الإعلام عن مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب قوله إن علاقات الحزب مع مصر مفتوحة، كما وصفت وكالة أنباء فارس الإيرانية زيارة وفد حزب الله إلى القاهرة بـ«خطوة مفاجئة» رغم فتح ملفات قضائية بحق الحزب من قبل السلطات المصرية.
لكن مصادر مصرية مطلعة قالت لصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، إن موقف القاهرة تجاه الحزب لم يتغير، وأكدت أن القيادة السياسية والدولة المصرية نحت كل الدلالات السياسية التي يمكن أن تثيرها الزيارة جانبا تقديرا لهيكل وللإجماع العربي والإسلامي بشأن دوره ومكانته.
وتعقدت العلاقات بين مصر وحزب الله بعد فرار القيادي بالحزب سامي شهاب الدين من السجن إبان الاضطرابات الأمنية التي شهدتها البلاد في أعقاب ثورة 25 يناير. وكانت نيابة أمن الدولة العليا قد وجهت لشهاب الدين و27 آخرين اتهامات بالتخطيط لهجمات وأعمال تخريبية داخل الأراضي المصرية في العام 2009. وأدانت محكمة مصرية القيادي شهاب الدين حينها وعاقبته بالسجن 15 عاما في القضية المعروفة إعلاميا بقضية خلية حزب الله.
وأشارت التحقيقات المصرية إلى أن خلية حزب الله كانت تسعى لتنفيذ ثلاث عمليات إرهابية ضد مواطنين مصريين وإسرائيليين في مصر، واعترف شهاب بأن العمليات كلها كانت تستهدف الوضع الداخلي في مصر، ‏ ولا علاقة لها بمساعدة التنظيمات الفلسطينية في غزة، ما أثار علامات استفهام كثيرة بعد سماح السلطات المصرية لقيادات التنظيم بدخول البلاد مؤخرا.
وسمحت السلطات المصرية أيضا لنجل الكاتب الراحل حسن هيكل بحضور عزاء والده رغم صدور قرار من النيابة العام بوضعه على قوائم ترقب الوصول. وحسن هيكل أحد المتهمين في القضية الخاصة بالتلاعب في البورصة بالاشتراك مع نجلي الرئيس المصري الأسبق علاء وجمال مبارك. وفي مارس (آذار) 2012. تمكن حسن هيكل من مغادرة مصر على طائرة خاصة بصحبة عائلته إلى مكان غير معلوم على الرغم من صدور قرار من النائب العام بمنعه من السفر في فبراير (شباط) عام 2012