خبر : داعش وقتال (إسرائيل) ...ابراهيم المدهون

الجمعة 15 يناير 2016 10:56 ص / بتوقيت القدس +2GMT
داعش وقتال (إسرائيل) ...ابراهيم المدهون



تأخرت دولة البغدادي كثيرا في تهديد (إسرائيل) وحاولت تجاهل القضية الفلسطينية منذ تأسيسها وانطلاقها وحتى وقت قريب ولم يتم توجيه أي تهديد حتى اعلامي من ابي بكر البغدادي والمتحدثين الرسميين باسمها، وانصب جهدهم وقتالهم وتهديداتهم محصورة لبناء الدولة والتوسع على حساب سوريا والعراق واطماع في تركيا أيضا، فأولويتهم انصبت في الحرب المذهبية وقتال العدو القريب وفق تسميتهم، وإعلان دولتهم غير القابلة للحياة السياسية بصفف عبثية نظرتها غير الواقعية من وجهة نظري.

 فهي دولة لا تعترف بأحد ولا يعترف بها أحد، ولا تقبل أي كيان سياسي ولا تتفاهم مع أي قوة، وتفتح النار على الجميع وتستخدم أساليب وحشية في فرض سيطرتها، وتسعى للتمدد اللا متناهي، مما أنتج تحقيق بعض النجاحات وفرض وقائع على الأرض، إلا أنها في الوقت نفسه البت العالم كله عليها فبدأ انحسارها. 

ورغم أن دولة البغدادي لم تقاتل (إسرائيل) أو تتوعدها إلا أنها ليست حليفة لـ(إسرائيل)، وتكن لها العداء، فهي تعادي الجميع بما فيها الاحتلال الصهيوني، وفي حال تمددت فإنها ستقاتل الصهاينة ولكنها لا تجعل قتالهم هما ومسؤولية وأولوية، بل يؤخرونه الى ما شاء الله. ولديهم برغماتية في التعامل في ذلك وفق نصوص قد تظهر فجأة في فهم هذه العقليات. 

ومن المعروف أن القضية الفلسطينية ليست في أدبيات دولة البغدادي، وقد يفسر إقحامه لها متأخراً على أنه نوع من المأزق الذي تعيشه دولته، بعد بدء انحسارها في أكثر من طريق، وخصوصا أن وحشيتهم بدأت تُبعد حتى المتعاطفين معهم، وهم يحتاجون الان لمبرر اخلاقي وقيمي كالقضية الفلسطينية ليرفعوا وتيرة التمسح بها. كما جاء التهديد للإجابة عن التساؤلات حول موقع فلسطين والقضية من برنامج التنظيم، ودوماً كانت القضية الفلسطينية محل تساؤل بعد تجاهل البغدادي ومن معه للقضية، وبعد صمتهم على جرائم الاحتلال، وأنهم لم ينفذوا أي عمليات أو استهداف ضد الاحتلال (الإسرائيلي)، وانشغالهم بالمشاكل الإقليمية في العراق وسوريا.

 استغل تهديد البغدادي من قبل الاحتلال للعمل على تشويه نضالات شعبنا في انتفاضة القدس، لهذا هناك محاولات (إسرائيلية) اليوم لدعشنة بعض العمليات وكان آخرها عملية الشهيد نشأت ملحم، رغم ان الاحتلال حقيقة لم يؤخذ تهديدات البغدادي على محمل الجد، والتقفه كمزايدة ومحاولة لذر الرماد في العيون، وما لم تقم داعش بتنفيذ عمليات ضد أهداف صهيونية، تماثل وتضاهي العمليات التي تنفذ ضد أهداف أخرى في العراق وسوريا وأوروبا.

 إن تنفيذ عملية ضد (إسرائيل) ومصالحها ستجعل لكلام البغدادي معنى، وسيكون هذا نقلة محورية في استراتيجية دولته، ولكني استبعد حصول عملية ضد (إسرائيل) من قبل البغدادي وانصاره؛ لا سيما مع انشغالهم بالمشاكل الطائفية، التي تخدم في المحصلة وجود (إسرائيل) وليس العكس.