خبر : إسرائيل في السباق إى البيت الأبيض ... محمد ياغي

الجمعة 15 يناير 2016 09:53 ص / بتوقيت القدس +2GMT



- "إسرائيل ليست مجرد دولة ـ إنها حلم… لقد وقفت مع إسرائيل طيلة حياتي. لقد دعمت في الكونغرس مقترحات للضغط على الفلسطينيين للتوقف عن التحريض في كتبهم ومدارسهم… كوزيرة خارجية، لقد طالبت كل عام بزيادة المساعدات المالية لإسرائيل ومنعت محاولات عزلها دولياً، وعارضت تقرير غولدستاين المنحاز للفلسطينيين".
. هيلاري كلينتون، في مقال لها بصحيفة (فورورد) حمل عنوان "كيف سأعيد ترسيخ العلاقات غير القابلة للكسر مع إسرائيل، ومع بنجامين نتنياهو.
- "لن أطالب إسرائيل باتخاذ آي خطوات بإتجاه حل الدولتين قبل آن يتوقف الفلسطينيين عن التحريض على كراهية الدولة اليهودية واليهود بشكل عام، وليس قبل أن يتوقفوا عن تعليم أطفالم كراهية إسرائيل."
يجيب بوش، في مقابلة مع صحيفة أسبوعية يهودية (جويش إنسايدر)
- "أعرف بآنكم لن تنتخبوني على الرغم من معرفتكم بأني آفضل شيء من الممكن أن يحدث لإسرائيل."
دونالد ترامب، في كلمة له أمام التحالف اليهودي المؤيد للجمهوريين.
باستثناء المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز، الذي يبدو متوازناً الى اليوم في حملته الإنتخابية، فإن جميع المرشحين الأوفر حظاً بالفوز بترشيح حزبيهما، الجمهوري والديمقراطي، يتملقون إسرائيل لدرجة يدرك معها من يتابع السياسات الأميركية، بأن الأمل معدوم في أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على إسرائيل لإنهاء إحتلالها للأراضي الفلسطينيه.
حتى السياسيين في الولايات المتحدة الذين يقرون بأن الإحتلال الإسرائيلي من شأنه إضعاف موقف بلادهم عالمياً كونها تكيل بمكياليين، ومن يرون في ذلك تشجيعاً للإرهاب في الشرق الأوسط، لا يجرؤون على القول بأن الإحتلال معارض للقانون الدولي وأن من حق الشعب الفلسطيني مقاومته، وأكثر ما يقولونه هو أن إستمرار الإحتلال يهدد الديمقراطية الإسرائيلية، أو أن عليها أن تختار في نهاية المطاف بين الدولة الواحدة أو سياسة الأبارتهيد التي يمكن أن تؤدي الى عزلتها دولياً.
المرشح الجمهوري ترامب، إختصر البحث عن الأسباب في هذا الولاء غير الطبيعي لدولة إسرائيل من قبل المرشيحين: جميعهم يريد المال اليهودي لدعم حملاتهم الإنتخابية إلا هو بسبب البلايين من الدولارات التي يجلس عليها. يمكن بالطبع إضافة الحاجة الى أصوات الجالية اليهودية والى تأثيرهم القوي على الرأي العام الأميركي من خلال حضورهم القوي في أهم المؤسسات الإعلامية الأمريكية.
يمكن بالطبع السؤال: لماذا لا يوجد للعرب بأموالهم وهي أكثر من أموال أغنياء اليهود في الولايات المتحدة نفس الدور والتأثير. لكن من يتابع كيف تحول الشرق الأوسط الى ساحة للحرب بين السعودية وإيران متخذاً الشكل الطائفي، لا بد وأن يستنتج بأن هذا السؤال لا مكان له اليوم على طاولة أحد خصوصاً وأن إسرائيل يمكنها أن تساهم في ترجيح كفة طرف على حساب طرف آخر من المتصارعين في الشرق الأوسط، وبالتالي حاجة البعض لطلب ودها كما تفعل تركيا الآن وليس معادتها.
أصبحنا نقول الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وليس العربي- الإسرائيلي منذ أن تحولت القضية الفلسطينية الى مسألة تخص أصحابها الفلسطينيين. صرخات صائب عريقات بأن الأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم، ربما أخذها الغرب على محمل الجد في وقت ما، لكنها اليوم مجرد كلمات لا تؤثر في أحد.
أوباما مثلاً في خطابه الأخير عن (حالة الإتحاد) تجاهل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وشخص حالة الشرق الأوسط، بأنها منطقة تشهد صراعاً طائفياً قد يطول، ومعه توجد تحديات أهمها محاربة الإرهاب وحماية الحلفاء دون التدخل المباشر في المنطقة الذي سيكون مكلفاً للخزينة ومهدراً لأرواح الأمريكيين.
في السابق كان الفلسطينيون ينتظرون نتائج الإنتخابات الأميركية لعلها تأتي برئيس يتفهم معاناتهم ويساعدهم على وضع حد لها، لكني أعتقد اليوم، بأن لا أحد من الفلسطينيين يكترث حقيقةً بمن سينجح في الإنتخابات الأميركية خصوصاً بعد أن وصل الرئيس أوباما للبيت الأبيض وفشل في إنهاء الإحتلال أو في الدفع على الأقل بإتجاه إنهائه.
يقيناً من هم اليوم في السباق الى البيت الأبيض هم أبعد ما يكون عن الرغبة في إنتقاد إسرائيل وأكثر حرصاً على عدم إغضابها ورغبة في شراء ودها على حساب الفلسطينيين.
الفلسطينيون ليسوا على أجندة أحد اليوم، عرباً كانوا أم عجماً—ربما بإستثناء دولة السويد وبعض دول أميركا اللاتينية.
في وضع كهذا ماذا يمكن لأي قيادة فلسطينية أن تفعله لإنهاء الإحتلال؟
يمكن بالطبع تأزيم المشهد السياسي برفع وتيرة العنف في الضفة كما تطالب (حماس)، لكن هذه مجرد دعوة للإنتحار في ظل مشهد يسقط فيه المئات يومياً في الشرق الأوسط. الفلسطينون سيكونوا مجرد خبر في آخر نشرة الأخبار في أية محطة تلفزيونية إذا كانوا الضحايا، وبالطبع يمكن أن يكونوا في مقدمة النشرة إذا ما إتهموا بممارسة الإرهاب.
ويمكنهم بالطبع الإستثمار في النضال السياسي اللاعنفي، بما فيه فضح ممارسات الإحتلال اليومية بحق الفلسطينيين، والدعوة لمقاطعة إسرائيل، وتفعيل حركة التضامن الدولي، والأهم تعزيز صمود الفلسطينيين بالإستثمار في القطاعين الصحي والتعليمي وتخفيف تكاليف حياتهم اليوميه الى أن يتغير الحال.