خبر : التدخين يسبب العقم

الثلاثاء 12 يناير 2016 11:36 ص / بتوقيت القدس +2GMT
التدخين يسبب العقم



من المفيد معرفة بعض المعلومات البسيطة عن العقم لكي لا تحرث في البحر، ولكن هذا هو الواقع لكثير من الناس حيث لا يعرفه الآخرون.

يؤثر العقم في 1 من كل 10 أزواج - كما أن 30% من هذه الحالات أغلبها بسبب الرجال كما يقول د. داريوس بادوك، مدير الطب والصحة الجنسية بكلية كورنيل الطبية.

العقم عند الرجل هو العجز عن تخصيب بويضة المرأة بصورة طبيعية، بسبب ضعف الحيوانات المنوية، ويسمى بـ (قلة النطاف) أو بسبب انعدام الحيوانات المنوية، ويسمى بـ (فقد النطاف).

فالحيوانات المنوية التي لا تخرج بصورة طبيعية، لا تصل المبيض ولا تخصبه، بسبب بعض المعوقات وربما السبب عدم التوازن الهرموني في الجسم فالشخص يكون بالحاجة إلى مستويات كافية من هرمون تستوستيرون، والبرولاكتين لإنتاج حيوانات منوية صحية، ولذلك فإن المستويات المنخفضة تسبب العقم.

يقول د. بادوك إن العقم يمكن أن يحدث بسبب بعض الحالات الصحية كمرض السكري الذي يؤدي إلى تلف الأعصاب التي تساعد على دفع الحيوانات المنوية، كما أن متلازمة الآيض هي مزيج من العوامل تشمل تخمة البطن، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الكوليسترول، والتهابات في الجسم كله تؤدي إلى تلف الحيوانات المنوية.

تؤدي الإستيرويدات إلى مخاطر أكثر أيضاً، وترفع مستويات هرمون التستوستيرون كثيراً وربما تؤدي إلى منع إنتاج الهرمونات المهمة لإنتاج الحيوانات المنوية الصحيحة، حسب د. بادوك.

تحدد التحاليل الطبية طبيعة المشكلة وتوفر الحلول، فالنموذج الأفضل أن ترسل العينة للمختبر، فعملية الفحص تستغرق 30 دقيقة، وفقاً للدكتور بادوك، وسوف تجري أيضاً فحص الدم للتحقق من مستويات الهرمون والسكر.

إصابة الرجل بالعقم لا تعني طريقاً مسدوداً، فهناك عدة خيارات متاحة يمكن استغلالها من قبل الزوجة لتزيد من فرص الحمل، فالرجل يمكن أن يتلقى علاجاً هرمونياً كما يمكن تعزيز مستوى التستوستيرون الذي يحفز بدوره إنتاج الحيوانات المنوية.

السيطرة على مستوى السكر في الدم، والتمارين الرياضية، والعلاج الطبيعي يعزز من علاج العقم إذا كانت هناك ضرورة للقيام بذلك، وذلك لأن السيطرة على مستوى السكر يمنع تلف الأعصاب وينظم مستويات الهرمون، وإذا كان وزن الشخص زائداً لاسيما مع خصائص أخرى لمتلازمة الأيض يجب أن يغير أسلوب حياته ليتمكن بسهولة من تعزيز إنتاج الحيوانات المنوية، ويعني هذا تقليل الوزن وممارسة المزيد من الرياضة، والإقلاع عن التدخين، فيجب إزالة أو علاج المعوقات مثل دوالي الحبل المنوي عن طريق التدخل الجراحي، فهي إجراءات طبية سهلة تعزز من فـــــرص الإنجاب، فالطبــــيب يغـــــلق الـــــوريد الذي كان سبباً في المشكلة، وبالتالي فإن سريان الدم سوف يتجه نحو الوريد المعافى.

ربما ينصح الطبيب بتكنولوجيا مساعدة في إعادة إنتاج الحيوانات المنوية، فخيارات التكنولوجيا المساعدة تمنح فرصاً أكثر وشمل العلاج التلقيح داخل الرحم حيث تحقن الحيوانات المنوية مباشرة داخل الرحم في مدة الإباضة - مثل التخصيب في المختبر.

النساء المدخنات أو المعرضات للتدخين السلبي أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعقم وانقطاع الطمث المبكر وفقاً لدراسة حديثة، فمن الثابت أن التدخين المباشر والسلبي يتسببان في الإصابة بسرطان الرئة والسكتة الدماغية وأمراض القلب بالإضافة إلى أمراض أخرى عديدة، وأوردت دراسة مسبقة أن التدخين له صلة بالعقم وانقطاع الطمث المبكر ومع ذلك يشير الباحث أندرو هاي لاند وزملاؤه من معهد بفالو بنيويورك إلى أنه ليس من الواضح إذا كان التعرض لدخان التبغ يؤدي لنفس المخاطر، وللتحقق من ذلك حلل فريق الأطباء 93676 امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 إلى 79 عاماً تعرضن لدخان التبغ ضمن «برنامج المبادرة النسائية للدراسات الوصفية»، فكل النساء شاركن في الدراسة بين عام 1993 إلى 1998 حيث تم سؤال المدخنات والمدخنات السابقات عن بدايات التدخين، وعدد السنوات وعدد مرات التدخين في اليوم.

وسئل نساء لم يحدث أن قمن بالتدخين ما إذا عشن مع أناس كانوا يدخنون في مدة الطفولة والبلوغ وكم من السنوات عشن معهم وما إذا تعرضن لدخان التبغ في مكان العمل.

فمعلومات العقم كانت متاحة عن 88.372 امرأة وأزواجهن، بينما 79690 امرأة عانين انقطاع طمث طبيعياً، وحدد على أنه انقطاع الدورة لـ 12 شهراً متتالياً من دون اللجوء إلى عملية إزالة المبايض.

عرفت الدراسة أن العقم هو محاولة الحصول على علاج لإنجاب الطفل خلال 12 عاماً على الأقل وأوردت أن الرجل ليس السبب في ذلك بنسبة 15.4% لـ 13.612 من جملة 88.372 امرأة، ونحو 45% لـ 35.834 امرأة ممن انقطع لديهن الطمث طبيعياً ذكرن أنهن مررن من خلال مدة تحول قبل أن يتجاوزن عمر الـ 50 ومعدل انقطاع الطمث وهو عمر الـ 51.

ومقارنة باللائي لم يدخن في حياتهن، وجد الفريق أن اللائي يدخن حاليا والمدخنات السابقات معرضات لخطر الإصابة بالعقم بنسبة 14% وخطر انقطاع الطمث بنسبة 26% قبل وصولهن سن الـ 50.

فالمدخنات الشــــرهات من النساء اللائي بدأن التدخين قبل سن الـ 15 عانين انقطاع الطمث قبل 22 شهــــــراً مقارنة بغير المدخـــنات اللائي لم يتعرضن للتدخين السلبــــي على الإطلاق، فالمدخنــــات لـ 25 سيجــارة كحد أدنى يـــــومياً انقطع عنهن الطمث قبل 18 شهراً من مواعيدها الطبيعية مقارنة باللائي لم يدخن مطلقاً، ولكن ليس فقط المدخنات من وجدن معرضات لخـــــطر الإصابة بالعقم بل حتى اللواتي تعرضن للتدخين السلبي.

إذا انقطع الطمث قبل 13 شهراً من مواعيده فهذا يعني أنهن تعرضن لدخان التبغ مقارنة باللائي كن عرضة بمستوى أقل للتدخين السلبي، حيث ظلت نتائج فريق البحث كما هي حتى بعد أن وضعت بعض العوامل المؤثرة الأخرى بعين الاعتبار، مثل التحصيل الأكاديمي، ومؤشر كتلة الجسم في عمر الـ 18، ومستويات نشاط الجسم، والتعرض للمبيدات الحشرية، تناول عقاقير منع الحمل و أول دورة طمث.

لذلك لم يتحقق فريق البحث من الآليات التي يقود من خلالها التبغ إلى الإصابة بالعقم وانقطاع الطمث المبكر، حيث أوردوا أن الدراسات السابقة أظهرت أن السموم الموجودة في السجائر تتداخل مع عملية إعادة إنتاج الحيوانات المنوية والهرمونات، فمن غير الواضح ما إذا كان لانقطاع الطمث أي آثار مباشرة، ولذلك أرجعت دراسات سابقة انقطاع الطمث المبكر إلى الأسباب التي تزيد معدل الوفيات، حسب ما أشار إليه الفريق.

لا تستطيع هذه الدراسة الوصفية إثبات العلاقة السببية بين التعرض للتبغ وخطر انقطاع الطمث المبكر والعقم، ولكن الفريق يقول إن نتائجه تدعم دراسات صغيرة أظهرت علاقة مشابهة.

يقول الأطباء إن هذه من أولى الدراسات التي أجريت مبكراً بهذا الحجم والقوة الإحصائية لتحقيق وتحديد التدخين المباشر والسلبي وقضايا صحة المرأة، فهو يعزز الدليل الحالي الذي يقول إن النساء بحاجة إلى الحماية من تأثير التدخين المباشر والسلبي بالرغم من وجود بعض أوجه القصور في الدراسة.