خبر : سفيان ابو زايدة يكتب عن زيارة سلام فياض الى غزة

الخميس 03 ديسمبر 2015 10:04 ص / بتوقيت القدس +2GMT
سفيان ابو زايدة يكتب عن زيارة سلام فياض الى غزة



المنطق يقول ان سلام فياض كرئيس وزراء سابق و كعضو مجلس تشريعي من الطبيعي جدا ان يذهب الى غزة او اي جزء اخر من الوطن، و يجب ان يلام على ان هذا الذهاب و لا اقول الزيارة قد تأخرت كثيرا.

لست بصدد الدفاع عن سلام فياض ، لقد كتبت الكثير من المقالات و شاركت في الكثير من الندوات و المحاضرات انتقدت فيها سياستهفي حينه عندما كان رئيس وزراء ،وخلال السنوات الاخيرة لم التقية سوى مرة واحدة لكي اعزية بوفاة والده.

اتفهم موقف بعض قيادات حماس و كوادرها و عناصرها بعدم ارتياحهم او رفضهم لاي لقاء او تعاون مستقبلي بين فياض و حماس ، على الرغم ان عدو السياسة هو اغلاق الابواب.

من حقهم ان يتخذوا موقف ولكن ليس من حق احد ان يقول لمواطن فلسطيني و ليس رئيس وزراء او عضو تشريعي انت غير مرحب فيك في هذا الجزء من الوطن ، هذا عيب و يعبر عن حالة الانكسار الذاتي الذي وصلنا له نحن الفلسطينيين في التعامل مع بعضنا البعض. ان يحتاج الانسان الى اذن ليكون بين اهله و في وطنه هذا اسقاط لما يمارسه الاحتلال علينا جميعا منذ عشرات السنين.

ما يزعجني اكثر هو صيغة البيان الذي صدر باسم حركة فتح من خلال الناطق باسمها السيد اسامه القواسمي و عبارات التخوين و الاساءة التي استخدمت للتعبير عن هذا الموقف.

اولا ما هو اكيد ان الناطق باسم فتح لم يعبر عن موقفه الشخصي بهذة الصيغة القاسية، هو قال ما طلب منه ان يقول، ولكن السؤال هو هل هذا حقا هو موقف اللجنة المركزية لحركة فتح و مجلسها الثوري؟

ثانيا سياسة حركة فتح لم تكن يوما مبنية على تخوين الاخر ، واتهام كل من اختلفت معه بالخيانه و العمالة و التآمر على الشعب و القضية و تنفيذ اجندات مشبوهه، هذا المنطق في التعامل وهذه الثقافة هي التي اكتوت منها فتح و ابناءها و قياداتها على مدار السنوات الماضية و مازالت. الذي ميز حركة فتح عن الاخرين هو اعتدالها و سعة صدرها و احتواءها للاخرين، لكن ما يزعج اننا امام ترسيخ ثقافة جديدة لم نعرفها من قبل .

ثالثا سلام فياض كان لا شيء من الناحية السياسة قبل ان تجلبه فتح للمشهد السياسي كوزير للمالية اولا و كرئيس وزراء ثانيا ينفذ سياسة حركة فتح.

و للتذكير فقط ، كل القرارات التي اتخذها فياض خلال عمله كرئيس وزراء كانت تعكس موقف الرئيس عباس الذي كان يصد اي هجوم على فياض و يكرر موقفه الدائم ان هذة الحكومة حكومتي و تمثل سياستي.

واخيرا اقولها بكل صراحة ما في شيء مستاهل نتقاتل عليه.

واذا فضلنا على هذا الحال لن يبقى احد مش مشبوه و لا عميل و لا صاحب اجندة خارجية، لانه باختصار لم تعد هناك ضوابط و كوابح تضبط سلوكنا مع بعضنا البعض.