خبر : “رسائل لن تصل” للكاتبة الشابة هديل أبو سليم.. رسائل حب من غزة

الأربعاء 30 سبتمبر 2015 10:21 ص / بتوقيت القدس +2GMT
“رسائل لن تصل” للكاتبة الشابة هديل أبو سليم.. رسائل حب من غزة



عن دار موزاييك للترجمات والنشر والتوزيع، صدر مؤخرًا كتاب “رسائل لن تصل” للكاتبة الفلسطينية الشابة هديل أبو سليم، حيث تألف الكتاب الواقع في 100 صفحة من القطع المتوسط، من 66 خاطرة، استلهمتها المؤلفة من بيئات غزاوية متعددة ومختلفة فيما بينها.
وامتازت نصوص هديل أبو سليم في كتابها الأول ببساطة المحاكاة، واللغة الشفيفة البسيطة والمباشرة التي تعبر عن تعاطي الكاتبة مع أدواتها بوضوح، وتقبلها للواقع الذي يلفها ويلف شخيات نصوصها دون الرضوخ له في زمن الحصار والحرب.
يمكن للقارئ أن يلتقط الأمل المشعّ في النصوص العاشقة المكتوبة بهدوء لا يشي بحرب تقف وراء الباب بأسلحةٍ قاتلةٍ، وهذا محور قوة اتضح من خلال انشغال الكاتبة بقصص الحب والاشتياق أكثر من انشغالها بالموت، ما يمكن اعتباره مؤشرًا إيجابيًا على حب الحياة سواءً استطاعت أم لم تستطع إليها سبيلاً.
الغلاف تضمّن صورة لعمارات هدّمتها صواريخ الاحتلال مع خلفية حمراء فاقعة بلون الدم والحب معًا، منازل بلا سكّان مرسلين أو مستقبلين، إلا أن الرسال تكتب رغم ذلك عن كل شيء يجول في هواجس هديل أبو سليم كجزء من المساحة المتحررة من بشاعة الحرب. التقط الصورة المصور محمد البابا من غزة، وصمم الغلاف المصمم أحمد حمزة من غزة أيضًا.
نقرأ من الكتاب:
“هو فرد من أفراد العائلة، معه مفتاح البيت، يحفظ عنا أغنياتنا، وعناوين قبورنا، ويلهو معنا في الأزقة والشوارع، يرافق أبناءنا إلى مدارسهم، يجلس على كراسيهم، يختبئ في حقائبهم..
الموت في غزة.. صاحب بيت، ونحن لسنا أكثر من ضيوف لديه.”
كذلك:
“يا حبيبي… اليوم أحبكأقل من الأمس… وأخاف فقدانكأقل من الأمس… وإذا ما جاء الليل… عانقتك بقوة… ودفنت رأسي في صدرك كالأطفال… الليلهنا مخيف… والسماء فيه لا تكف عن الغضب… الظلام حالك… تعرف أني أخاف الظلام… أخاف العتمة… وأهتدي فيه بصوتك…
وهو يهمس… طفلة قلبي المشاغبة… أعطني يدك… فأعطيك قلبي…
يا حبيبي… صرت أخاف الليل بعد أن كنت أحبه بنجومه وسمائه…وأفتقد سكونه…وأفتقد أحاديثنا معًا فيه… كنا نهرب إليه… من ضجيجالتافهين… وزحام الأشياء… نلتقي فيه أنا وأنت في نجمة ما… نتحدث طويلًاعن كل شيء… اليوم ما عدت أميز النجوم من طائرات تحتل السماء وتقتل الناس… هي تضيء كالنجوم… لكنْ، في جوفها موت… لا عشق.”
وتختتم أبو سليم كتابها بنص بعنوان “شكرًا”:
“أشفق على أولئك الذين يتهافتون بكل انحناء نفوسهم، ليلتقطوا فتات مايسقط مني. لو أنهم سألوني العطاء لأجزلت لهم… وأغدقت من خيرالله وخيري…