خبر : السيسي: دون تسوية قضية فلسطين وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس لا استقرار للمنطقة

الثلاثاء 29 سبتمبر 2015 09:16 ص / بتوقيت القدس +2GMT
السيسي: دون تسوية قضية فلسطين وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس لا استقرار للمنطقة



الامم المتحدة - اكد الرئيس المصري عبد اللفتاح السيسي أن قناة السويس الجديدة هي ليست هدية للعالم فحسب، بل هي آداة لتجديد الأمل لكل دول العالم، مشيراً الى "انكم تتفقون معي على أن الأمل هو القوة المهمة التي تحث على التطلع لغد أفضل".

وفي كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضح السيسي أن "ما تقدمه مصر الى محيطها هي اليد التي تمدها الى منطقتنا للتغلب على تحديات الحاضر"، لافتاً الى انه "انطلاقا من ايماننا بأن العالم يواجه تهديدا اليوم، أردنا ان نتيح الفرصة لإعادة الأمل لشبابنا".

وأشار الى ان "مصر عازمة على ان تطرح مبادرة حول الامل والعمل وهي بالفعل احد الايدي التي نمدها لتخطي التطرف"، لافتاً الى "أننا علينا بالتوازي ان نسعى لاجتذاب طاقات الشباب لإبعادهم عن الإرهاب ومساعدتهم على بناء المستقبل"، معتبراً ان انكار المتطرفين لحق الآخرين بالاختلاف هو انكار للخالق.

ورأى السيسي أن لا شك ان أكثر من مليار وتصف المليار مسلم يرفضون ان يخضعوا الى الارهابيين ليتحدثوا بإسمهم، معرباً عن شعوره بالأسى حيال كل مسلم يعاني من التمييز نتيجة انتمائه للإسلام، متسائلاً كم هو عدد المسلمين الذين يجب أن يسقطوا ضحايا للإرهاب كي يقتنع العالم ان الجميع يحارب نفس العدو.

ولفت الى ان مصر تقف في طليعة الدول في مواجة الإرهاب ولا بديل عن تضافر الجهود لدحره، مشيراً الى "أننا تابعنا كيف انحدرت ليبيا الى هذا المستوى في الإرهاب نتيجة لعدم الإكتراث للأزمة التي تعاني منها البلاد".

رأى السيسي ان "اتفاق الصخيرات بين القوى الليبية يجب أن يكون علامة فارقة ويجب أن نشهد توحيد جهود دول العالم في دعم ليبيا لمكافحة الإرهاب"، مؤكداً ضرورة استمرار تهيئة الأجواء لإستمرار العمل على استئصال الإرهاب.

وأوضح أن سوريا اليوم تتمزق وتعاني من خطر التقسيم، مشيراً الى "أننا اذاء هذا الوضع دعونا القوى السورية للتلاقي في مصر للتمهيد لمرحلة انتقالية"، لافتاً الى ان تلك القوى الوطنية مدعوة اليوم للتفاوض حول مخرج سياسي من الأزمة يحقق رغبة الشعب السوري.

وأعرب السيسي عن أمله بأن يتم التوصل الى حل أزمة اللاجئين، معلناً عن ترشح بلاده لمقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي. وأكد ان "ما يشهده المسجد الأقصى يستلزم علينا أن نجد حلا لتسوية القضية الفلسطينية".

نص الخطاب كاملا:

السيد الرئيس.. السيدات والسادة، لقد شهدت مصر والعالم منذ أسابيع افتتاح قناة السويس الجديدة، ذلك الإنجاز الذي ينطوي على أبعاد تمس مجالات اقتصادية، كالنقل والتجارة والخدمات، وأخرى تتعلق بقدرة مصر وتصميم المصريين على العمل بإخلاص، والتغلب بشجاعة على الصعاب والتحديات، لكنني لا أعتزم اليوم الخوض في تفاصيل كل تلك الأبعاد، التي أثق أنكم تدركونها، لكن ما أردت أن نتوقف عنده هو مغزى ما تحقق على أرض مصر، فتلك القناة الجديدة ليست هدية مصر للعالم فحسب، لكنها تمثل تجسيد الأمل، وتحويله إلى واقع ووجهة جديدة من خلال العمل.

ولعلكم تتفقون معي على أن الأمل، تلك القيمة المهمة، هو القوة التي طالما حثت الأفراد والشعوب على السير قدما، وعلى التطلع إلى غد أفضل، وعندما يقترن الأمل بالعمل الجاد والمخلص، فإنهما يصبحان معا الضوء الذي يبدد ظلمة اليأس، تلك الظلمة التي تخيم اليوم على منطقة الشرق الأوسط، إن الأمل والعمل هما المثال الواقعي الذي تقدمه مصر إلى محيطها الواسع، في أفريقيا وآسيا والبحر المتوسط، وهما اليد التي تمدها إلى منطقتها، كي تساهم في التغلب على تحديات الحاضر وإضاءة الطريق نحو المستقبل.

ومن منطلق إيماننا في مصر بأن منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع يواجهان تهديدا خطيرا، وأنهما أحوج ما يكونان اليوم إلى نموذج يفتح آفاقا رحبة أمام الشباب، تتيح له مستقبلا أفضل، وليتمكن بالعمل الجاد من المشاركة في صياغته، فإنني أعلن عزم مصر أن تطرح بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء وبمشاركة واسعة من شبابها، مبادرة حـول «الأمل والعمل من أجل غاية جديدة»، أو «هانــــد hand»، وفقا للاختصار باللغة الإنجليزية، وهي بالفعل اليد التي تمدها مصر، كأحد أوجه مساهمتها في التغلب على قوى التطرف والأفكار التي تسعى إلى نشرها، ولكن من خلال العمل الإيجابي الذي لا يكتفى بالمقاومة فقط، على نحو ما دأبت عليه جهود مكافحة الإرهاب حتى الآن، والتي تركز على الدفاع عن الحاضر، إن علينا بالتوازى مع تلك الجهود القيمة .

أن نسعى إلى اجتذاب طاقات الشباب الخلاقة بعيدا عن المتطرفين وأفكارهم المغلوطة، وأن نتيح لهم توظيف قدراتهم من أجل بناء المستقبل الذي ستؤول إليهم ملكيته بعد سنوات قليلة.

السيدات والسادة، لقد ميزنا الخالق سبحانه وتعالى نحن البشر، بالعقل الذي كان وسيلتنا إلى التعرف عليه، كما أن قدرتنا على الاختيار باستخدام هذا العقل هي أبلغ دليل على أن اختلافنا هو مشيئة إلهية، تأبى على البشر أن يكونوا بلا إرادة.

إن تلك الحقيقة الدامغة مع بساطتها، من شأنها أن تهدم كل دعاوى المتطرفين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم، لاسيما هؤلاء الذين يدعون أنهم وحدهم من يملكون الحق في تفسير الإسلام، ويتناسون أن ما يروجون له ليس إلا تفسيرهم المغرض للدين الذي لا يمكن أن يكـــــون هو الإســــلام بســـماحته وعـــدله ورحمتـــــه، لأن إنكارهم لحق الآخرين في الاختلاف، هو إنكار لمشيئة الخالق، فهم في واقع الأمر يسعون لتحقيق أعراض دنيوية وأغراض خفية، ويستهدفون تجنيد أتباعهم والسيطرة عليهم وعزلهم عن أي مجال يتيح لهم فهم الدين الصحيح.

لا شك أن أكثر من مليار ونصف المليار مسلم يرفضون أن يخضعوا لفكر تلك القلة القليلة، التي تدعي أنها تحتكر التحدث باسمهم، بل وتسعى من خلال تطرفها وعنفها إلى إقصاء وإسكات من يعارضها، وهو ما ينبغى أن يدركه العالـــم، لكنني أشعر بأسى وحزن كل مسلم حول العالم، عندما يواجه التمييز والأحكام المسبقة لمجرد انتمائه لهذا الدين العظيم، وهو الأمر الذي تعتبره قوى التطرف نجاحا غير مسبوق لها، حيث إن من بين أهدافها، إيجاد تلك الهوة بين المسلمين وغيرهم، والعمل على توسيعها، واسمحوا لي إذن أن أتساءل عن عدد المسلمين الذين ينبغى أن يسقطوا ضحايا للتطرف المقيت والإرهاب البغيض حتى يقتنع العالم أننا جميعا مسلمين وغير مسلمين، إنــما نحـارب نفس العدو، ونواجـــه ذات الخطـــر؟.

كم من أبناء الدول التي تعاني ويلات الإرهاب ينبغى أن تراق دماؤهم، حتى يبصر المجتمع الدولي حقيقة ذلك الوباء الذي تقف مصر في طليعة الدول الإسلامية، وفي خط الدفاع الأول في مواجهته، وأنه لا بديل عن التضامن بين البشر جميعا لدحره في كل مكان؟

السيدات والسادة، لقد تابعنا جميعا كيف انحدرت ليبيا الشقيقة إلى منزلق خطير، عندما أفصحت قوى التطرف عن وجودها من خلال أفعالها التي تجافــــــي مبادئ الإسلام وقيم الإنسانية، فلم يكن ذبح المصريين على شواطئ ليبيا، إلا نتيجة للتهاون في التصدي لتمادي المتطرفين في تحدي إرادة الشعب الليبى، ورغبتهم في الاستئثار وارتهان مصير دولة وشعب بتمكينهم من السيطرة عليهما، إن حرص مصر البالغ على مستقبل ليبيا وسلامتها واستقرارها كان دافعها الأول لدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية، وقد كان لهذا الدعم دوره الواضح في التوصل إلى اتفاق «الصخيرات» الذي ينبغي أن يكون علامة فارقة، كي نشهد فيما بعده توحيد جهود المجتمع الدولي ووقوفه خلف إرادة الأطراف التي وقعت على الاتفاق من أجل إعادة بناء الدولة الليبية، وتمكينها من مكافحة الإرهاب بفاعلية وتعزيز قدرتها على دحره قبل أن يتمكن من إيجاد قاعدة تهدد جوار ليبيا، وتمتد إلى عمق أفريقيا، وفي هذا السياق، فإنني أؤكد على ضرورة الاستمرار في تهيئة الأجواء لمزيد من المشاركة بين الليبيين المؤمنين بالدولة الحديثة، بالتوازي مع مواجهة لا هوادة فيها لاستئصال الإرهاب.

كما تابعنا جميعا كيف استغل المتطرفون تطلعات الشعب السوري المشروعة، للجنوح بهذا البلد الشقيق نحو مواجهات تستهدف تحقيق أغراضهم في إقصاء غيرهم، بل امتدت هذه المواجهات حتى فيما بين الجماعات المتطرفة ذاتها طمعا في المغانم، حتى تكاد سوريا اليوم تتمزق وتعاني خطر التقسيم في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة وأطماع أطراف إقليمية مكشوفة.

وإزاء ذلك الوضع المتدهور، دعت مصر القوى الوطنية السورية للاجتماع في القاهرة لصياغة تصور واضح للمرحلة الانتقالية وفق وثيقة جنيف، بما يوفر أرضية مشتركة للسوريين جميعا لبناء سوريا الديمقراطية، ذات السيادة على كامل ترابها، وبما يحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها، ويحترم تنوع مكوناتها، ويصون انتماءها القومي.

إن تلك القوى الوطنية السورية مدعوة اليوم للمساهمة بكل قوة في كل جهد يبذل للتفاوض حول مخرج سياسي من الأزمة يحقق تطلعات الشعب السوري.

السيدات والسادة، إن دعم مصر السياسي والعسكري لليمن الشقيق، ومشاركتها في الخطوات التي اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية، قد جاء استجابة لطلب اليمن، وانطلاقا من مسؤوليتنا تجاه صيانة الأمن القومي العربي أمام محاولات أطراف خارجية العبث به وبمقدراته، وفي إطار تمسكنا بوحدة اليمن واستقلال وسلامة أراضيـه، وتحث مصر الأسرة الدولية على بذل الجهود اللازمة لاستئناف العملية السياسية الانتقالية، وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وتتابع مصر باهتمام التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة العراقية، ونأمل في أن تساعد الإصلاحات التي اتخذتها الحكومة على إعادة اللحمة بين أبناء الشعب العراقي الشقيق، والمضي قدما على طريق المصالحة الوطنية.

إن تفاقم أزمة اللاجئين الفارين من ويلات النزاعات المسلحة، تؤكد ما سبق أن نادت به مصر، بضرورة العمل نحو تسوية تلك النزاعات والتصدى لظاهرة الإرهاب التي تشكل أحد أهم أسباب تفاقم الأزمة، وفتح قنوات للهجرة الشرعية وتيسير عملية التنقل، وربط الهجرة بالتنمية.

إن مصر تستضيف أعدادًا متزايدة من اللاجئين، كأشقاء يتقاسمون مع الشعب المصري ذات الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية التي تقدمها الدولة رغم ما ينطوي عليه ذلك من أعبــــاء اقتصـــــادية علـــــى كاهــــل الدولــــــة، وتأمل مصر في إيجاد حلول لأزمة اللاجئين سواء على المدى القصير، لتدارك الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهونها، أو على المدى الطويل من خلال التغلب على الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذا الصراع.

السيدات والسادة، لعل ما سبق يعد مثالا للتهديد القائم والمتزايد، لاستغلال التنظيمات الإرهابية لأزمات سياسية لتحقيق أهدافها، كما أجد من منطلق المسؤولية التاريخية كرئيس لمصر، التي تقف في قلب تلك المواجهة، أن أحذر من خطر امتداد ذلك التهديد إلى مناطق وأزمات أخرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة.

إن تسوية تلك القضية وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، سوف يقضى على أحد أهم عوامل عدم استقرار المنطقة، وإحدى أخطر الذرائع التي يتم الاستناد إليها لتبرير أعمال التطرف والإرهاب، ولعلكم تتفقون معي على أنه لابد من تسوية تلك القضية دون إبطاء، حتى تتفرغ كل شعوب المنطقة لبناء مستقبلها معا، ولتحقيق الرفاهية والازدهار وإيجاد مستقبل أفضل لأجيالها، وأن ما يشهده القدس والحرم القدسى الشريف، لدليل على أن التوصل إلى السلام ما زال يواجه صعوبات وتحديات تستلزم علينا جميعاً مواجهتها وإيجاد حلول حاسمة لها.

السيدات والسادة، إننا في مصر ندرك ضرورة توافر عوامل أخرى، بجانب دحر التطرف والإرهاب، لتحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة، ويعد انتفاض الشعب المصري ومطالبته بالتغيير، تعبيرا عن الوعى بضرورة بناء الدولة العصرية بكل مكوناتها وصولا إلى تلك الأهداف، وإذ نعي أن ما حققناه ليس إلا خطوات على مسيرة ممتدة، فإننا عازمون على استــكمالها رغـــــم مـــــا نواجـــهـــه من عقبـــــات، وسوف يشهد العام الحالى إجراء الانتخابات التشريعية استكمالا لخارطة المستقبل، ليضطلع ممثلو الشعب بمسئولياتهم في الرقابة والتشريع في المرحلة القادمة، التي ستشهد بإذن الله تحقيق المزيد من تطلعات المصريين في الحرية والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية.

وفي هذا السياق، لابد لي أن أشير إلى إطلاق الحكومة المصرية «استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر عام 2030» في مارس من العام الحالي، بالتزامن مع الحراك الدولي للتوصل إلى أجندة طموحــــة للتنميــــة الدوليــــــة، لما بعـــد عـام 2015، والتي نأمل في اعتمادها على نحو يأخذ في الاعتبار المسؤولية المشتركة في مواجهة التحديات، والتفاوت في القدرات والموارد، والتباين في الإمكانيات والتنوع الثقافى، فالتنمية حق من الحقوق الأساسية، وإتاحته وتيسيره، خاصة للدول النامية وأفريقيا، هو مسئولية جماعية لاسيما على الدول المتقدمة.

السيدات والسادة، إن الرؤية التي تطرحها مصر هي امتداد لمسيرة طويلة بعمر التاريخ الإنسانى ذاته.. أبدع المصريون خلالها واستوعبوا كل عابر على أرضهم.. فكان إسهامهم الذي ما يزال حاضرا في شتى مجالات الحياة.. واليوم، تتطلع مصر لمزيد من المشاركة في إرساء السلام والاستقرار على المستوى الدولى من خلال ترشحها للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن العامين القادمين.

إن ثقتكم في دور مصر ستكون بإذن الله في موضعها، لأن مصر تقدر المسئولية التي تتحملها في هذا المنعطف المصيرى.. تحقيقا لمصالح قارتها الأفريقية ومنطقتها العربية، بل وشعوب العالم ككل، ولإعلاء مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقيم السامية التي توافقت عليها الحضارة الإنسانية.

لقد شهدت ضفاف نيل مصر الخالد بناء اللبنات الأولى لتلك الحضارة الإنسانية وازدهارها، كما ظلت مصر على مدى حقب طويلة، مركزا للعلوم والفنون ومنارة لغيرها من الدول والشعوب، ورغم ما مرت به مصر في مراحل أخرى من صعاب، وما عانته من كبوات، يتوق شعبها اليوم أن يكتب التاريخ من جديد، وإنني لعلى يقين من أنه بعون الله وبتوفيقه للمصريين، سيكون بمقدروهم تحقيق أسمى تطلعاتهم لأنفسهم ولبلدهم، ومن أجل منطقتهم، بل ولخير العالم أجمع.

وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر

شكراً

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته