خبر : وزير خارجية الأردن ينفي تحرشه بموظفة أممية

الأحد 30 أغسطس 2015 11:58 ص / بتوقيت القدس +2GMT
وزير خارجية الأردن ينفي تحرشه بموظفة أممية



عمان وكالات تفاعلت قضية تحرش مسؤول أردني رفيع المستوى بموظفة تابعة لأحد منظمات الأمم المتحدة، في الأوساط الشعبية والسياسية، وتم توجيه الاتهام لوزير الخارجية ناصر جوده، الذي نفى القصة، ونفتها معه أيضا إحدى الصحف اليومية التي سربت الخبر.

فقد أشعل خبر التحرش بالموظفة الأممية مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات وسائل الإعلام الإلكترونية، وتم الحديث بشكل واضح عن ناصر جوده وزير الخارجية.

وعبر حسابه على “تويتر”، فند جودة القصة وتحدى أي شخص يأتي على اسمه في واقعة مثل هذه القضية التي تمس شرف الإنسان.

وعقب نفي صحيفة الغد للشائعة نشر جودة عبر صفحته على موقع تويتر تأكيداً بأن مصير مروجي الشائعة هو القضاء.

وقال “اعزائي، البعض يرى أن لا داعي لطلبي التوضيح وأنه قد جاء متأخراً. لكن أصرّيت على طلبي حتى نعرّي هذه المواقع ونكشفها على حقيقتها. #مصيرهم_القضاء”.

                                                           أصل الحكاية

نشرت صحيفة الغد الأردنية الثلاثاء الماضي خبرا في إحدى الزوايا، يشير إلى تحرش مسؤول رفيع المستوى بموظفة تعمل في إحدى المنظمات الدولية، وأن القضية وصلت إلى أعلى المستويات، وأن هناك محاولات لثني الموظفة عن السير في التحقيق في قضية التحرش، أو أن تبقى القصة حبيسة الغرف المغلقة.

وقد كان ملك الأردن عبدالله الثاني في زيارة رسمية لموسكو، وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خبرا مفاده أن الملك قطع الزيارة لمحاولة لملمة خيوط القضية خاصة أن جوده كان معه.

البارحة وفي ساعة متأخرة من الليل، فاجأ ناصر جودة المغردين على صفحته، بردود مفادها نفي الواقعة والقصة.

وقد أظهر جودة نبرة التحدي لكل من يحاول التشكيك بسمعته والمس بكرامته، وقد استخدم جودة عبارات أردنية شعبية” فشروا”، وكلمة ” عيب” ، وهذه الكلمات تعبر عن غضب الأردني على قضية ليس هو طرف فيها.

وفاجأت لغة الخطاب الشعبية، وغير الدبلوماسية أو السياسية، التي صاغها وزير الخارجية، للرد على الاتهامات، ليؤكد أن القضية محض افتراءات وكذب.

ودعا الوزير الذي يعتبر أكثر وزير يجلس في كرسي وزارة الخارجية لمدة 8 سنوات، جريدة “الغد”، لإصدار توضيح يبعد عنه شبح التهمة والإساءة.

هذه العبارة دفعت إدارة جريدة ” الغد” لإصدار بيان ينفي صلة الوزير جودة بالخبر الذي تم نشره.

الصحيفة فقط نفت أن يكون المسؤول هو وزير الخارجية، لكنها لم تنف واقعة التحرش، حيث أكدت الصحيفة” أن الخبر المنشور في زاوية “زواريب” لم يقصد وزير الخارجية ناصر جودة، الذي تحترمه وتقدر دوره، وأن الخبر لم يشر إلى الوزير لا تصريحا أو تلميحا”.

وأكدت الصحيفة في بيانها” المقصود بالخبر ليس وزير الخارجية وأن لا علاقة له بالقصة أبدا”.

وقالت رئيسة التحرير جمانة غنيمات، إن الخبر المنشور لم يشر إلى جودة لا من قريب ولا من بعيد، مؤكدة أن كل التأويلات والتفسيرات التي جاءت على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية خارجة على سياق الخبر وغير صحيحة.

وأوضحت أن كل ما جاء من ربط بين زاروبة الغد والوزير إنما يعكس بعض حال الإعلام المتردي والتشوهات التي تعتري بعضه.

وشددت غنيمات على أن “الغد” ترفض وتدين محاولات اغتيال الشخصيات والإساءة لها.

                                           بعض ردود الوزير على تغريدات متابعية على تويتر

الوزير ردا على مداخلة أحد المتصفحين التي قال فيها “هُم حركوا جندي على رقعة الشطرنج، حرك لهم الوزير”، بالقول : بدها! لكن ما بيستاهلو.

كما قال جودة “انا أحسن منهم، كنت وما زلت وسأبقى! هذا اللي مجننهم وهم عارفين حالهم! شكرًا أخي” وذلك في معرض رده على مداخلة جاء فيها : معاليك إن استمروا على نهج الاغتيال السياسي الموجه لك وأنت بريء من ذلك، أقترح أن تقوم بكشف جميع الأوراق وتبادل الفضائح”.

وفي تعليق آخر قال جودة “شكرًا أخي أنا دائماً بترفّع عن الكثير بسبب موقعي العام. أما إذا الموضوع بتعلق بكرامتي..فشروا على صحيفة الغد أن توضح الآن”، وذلك في رده على مداخلة قال فيها مغرد ” يا ريت عندنا مثل معالي ابو طارق مليون واحد .. سياسي محنك ابن اأقدم السياسيين الأردنيين.. حملة كغيرها من الحملات لتشويه صورة الشرفاء”.

وبينما قال نصر المجالي في مداخلة له على تويتر “عرفت فيك أخلاقك وشرفك وصدقك وانتماءك لوطنك وقيادته وشعبه منذ أكثر من ثلاثين عاماً في عمّان ولندن قبل الوزارة وقبل كل شيء”، رد الوزير بالقول ” أشكرك اخوي خضرة الغالي! ما يهمك ! اخوك طول عمره بيتحمّل كيد الحاسدين وانت شاهد. الله يحفظك”.

مراقبون سياسيون يرون أن الحركة النشطة التي بدأت عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ويديرها سياسيون ورجال دولة عاملون، هدفها تصفية الحسابات، حيث يظهر أن رئيس الوزراء عبدالله النسور لا يرغب بأن يكون جوده أحد وزراءه.

وقد مارس النسور نفس الفعل مع وزير الداخلية السابق حسين هزاع المجالي وتم تشوية صورة المسؤول ورفع الغطاء عنه وعدم مساعدته بأدوات الحكومة والدولة، الأمر الذي جعله يخرج بطريقة أساءة له.

المراقبون يسألون هل ستنتهي هذه المناكفات في ظل محيط ملتهب حول المملكة، تأكل النار فيه الاخضر واليابس.