خبر : اليوم التالي للاتفاق النووي \ بقلم: إيال زيسر \ اسرائيل اليوم

الأحد 09 أغسطس 2015 01:18 م / بتوقيت القدس +2GMT



          قيل في نهاية الاسبوع إن قاسم سليماني، قائد قوة القدس في حرس الثورة الايراني، قد زار قبل اسبوعين موسكو والتقى مع الرئيس بوتين. ولمن لا يعرف قاسم سليماني نقول إن قوة القدس التي يرأسها مسؤولة عن كل الاعمال السرية ويشمل ذلك الارهاب الايراني في أرجاء العالم. الحديث ايضا عن المساعدة التي تقدمها طهران لحزب الله وحماس ولنظام بشار الاسد والمتمردين الحوثيين في اليمن. المسؤولية الشخصية لسليماني عن الارهاب الايراني دفعت المجتمع الدولي الى أن يفرض عليه عدد من العقوبات بما فيها منعه من السفر خارج ايران.

          في الاسبوع الماضي وعد وزير الخارجية الامريكي في شهادة قدمها في مجلس الشيوخ في واشنطن بأن الولايات المتحدة ستحرص على عدم رفع العقوبات عن سليماني، وأنها ستستمر في العمل على كبح خطوات ايران لضعضعة الاستقرار في الشرق الاوسط. لكن من يتابع كيري. إنه يستمر في اتصالاته مع وزير الخارجية الايراني الغير مهم لايران، محمد ظريف، في الوقت الذي يتم فيه عقد الصفقات الحقيقية بين سليماني وبوتين في موسكو.

          سليماني لم يأت الى موسكو لمشاهدة المسرح البلشفي. فقد جاء ليناقش مع بوتين "اليوم التالي"، وتقسيم الشرق الاوسط بين ايران وروسيا، والصراع المشترك للدولتين من اجل الحلفاء وضد الاعداء المشتركين – من اجل بشار وضد داعش، وفي السياق تحدثوا عن طرق ابعاد واشنطن من المنطقة. روسيا ستساهم كالعادة بنصيبها وهو تقديم المظلة الدولية لطهران ولبشار الاسد، ولا سيما بيع السلاح لايران والسوريين وحزب الله اذا لزم الامر.

          الروس، بخلاف الايرانيين، لا يعتبرون اسرائيل عدوا. لكن كما يقولون في موسكو: عند قطع الاشجار تتطاير الشظايا، واسرائيل هي الشظية المناوبة.

          زيارة سليماني في موسكو هي طرف جبل الجليد، وهي تشير الى الصفقات الخفية التي أصبحت مكشوفة وآخذة في الازدياد في أعقاب الاتفاق النووي مع ايران. اوروبا، كالعادة، معنية بالاموال. فالاوروبيون يتدفقون الى طهران لعقد صفقات اقتصادية مع آيات الله. لكن الامر الذي لا يقل أهمية هو الصفقات السياسية فيما يتعلق بمستقبل المنطقة التي ثمنها الدم وليس اليورو أو الدولار.

          ليس هناك أحد في الشرق الاوسط يهتم بتفاصيل الاتفاق النووي مع ايران، ولا أحد ينظر الى الأمام والى ما سيحدث في منطقتنا بعد 10 – 15 سنة ورؤية ميزان الربح والخسارة لهذا الاتفاق. في منطقتنا المهم هو طريقة النظر الى الاتفاق – هنا والآن – والصورة التي تتشكل في وسائل الاعلام. واضح للجميع أن هذا الاتفاق هو انجاز وانتصار ايراني وتراجع امريكي وهزيمة لاسرائيل وباقي أعداء ايران في المنطقة، الدول العربية المعتدلة وعلى رأسها السعودية.

          اذا كانت ايران هي المنتصرة فان المطلوب هو الانضمام اليها. واذا كانت الولايات المتحدة هي دعامة ضعيفة فيجب البحث عن دعائم اخرى. فالمصريون، وفي اعقابهم السعوديون، يستخلصون الدروس ويطلبون المساعدة والسلاح من روسيا على أمل أن تكون هذه حليفة أكثر مصداقية من واشنطن.

          وتزداد التقارير في وسائل الاعلام عن أن السعودية تبحث عن طريقة من اجل عقد صفقة مع روسيا وايران يتوقف في اطارها السعوديون عن دعم المتمردين في سوريا، وبهذا يبقى الاسد في الحكم.

          إن هذا سببا للقلق. يبدو أن الفوضى تسيطر على الادارة الامريكية مؤخرا، لكن الواضح هو أن ادارة اوباما لا تهتم بازدياد قوة ايران وروسيا. الادارة الامريكية تخشى من امكانية عدم مصادقة مجلس الشيوخ على الاتفاق مع ايران، الامر الذي سينزل ضربة اخرى بالصورة الضعيفة للادارة الامريكية.