خبر : فرانسيسكو فرانكو .. الطاغية الذي وصل للحكم بحرب أهلية !

الخميس 02 يوليو 2015 09:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
فرانسيسكو فرانكو .. الطاغية الذي وصل للحكم بحرب أهلية !



سما / وكالات / الديكتاتورية هى أن تجعل المفكرين والمثقفين يصمتون! فرانسيسكو فرانكو
قائد عسكري وطاغية من الدرجة الأولى، كان مهووساً بهتلر وموسوليني، ليس فقط لكونهما أصحاب الفضل عليه في الوصول للحكم، بل أيضاً إعجاباً بسياستهما الخارجية والداخلية، وإعجابه هذا تجلى في سياسة القمع والاستبداد التي اتبعها، فقد أذاق شعبه الويلات قبل حتى وصوله للحكم !

من هو؟

MTE5NDg0MDU0OTY4Njk4Mzgz
حكم إسبانيا في الفترة ما بين (1939 – 1975)، اتسمت فترة حكمه بالديكتاتورية، وصل إلى الحكم بمعارك دموية راح ضحيتها ما يقرب من نصف مليون مواطن، فضلاً عن سياسة القمع ومنهج التصفية الذي يتبعه تجاه كل من يعارضه.

ولد فرانسيسكو في الرابع من ديسمبر عام 1892، ونشأ في أسرة تمجد الحياة العسكرية، رغب في الالتحاق بالكلية البحرية تأثراً بوالده وأخويه، إلا أن نظام تقليل أعداد المنتسبين الذي اتبعته الكلية آنذاك أوصد الأبواب بوجهه، فاضطر إلى الالتحاق بالأكاديمية العسكرية في طليطلة عام 1907، والتي تخرج منها برتبة ضابط بعد ثلاث سنوات من الدراسة العسكرية.

وبعد تخرجه بعامين تحديداً في 1912 تطوع بالخدمة في الحملات الاستعمارية الإسبانية في مراكش ، وشارك بعدها فيما عرف بـ”حرب الريف” ونجح في قمع المقاومة المغربية، وإخماد نيران الثورة ضد الاستعمار الإسباني، الأمر الذي جعل منه بطلاً ولفت الأنظار إليه كضابط محنك استطاع إدارة المعركة بذكاء وحكمة، لم يمض وقت طويل حتى تم تعيينه قائداً في الجيش الأسباني، وعرف وقتها بأصغر جنرال في أوروبا.

عيدي أمين دادا .. آخر ملوك إسكتلندا !

الحرب الأهلية ووصوله للحكم

images (1)
خلال فترة حكم الملك الإسباني ألفونسو الثالث عشر، اشتعل الصراع بين مؤيدين للحكم الملكي في إسبانيا، ومناهضين له ينادون بإلغاء الملكية وإعلان الحكم الجمهوري، فعقدت الانتخابات للفصل في هذا الصراع عام 1931..

وجاء صوت الأغلبية مع الحكم الجمهوري وإلغاء الملكية، إلا أن الملك رفض الاستجابة لصوت الشعب بالتخلي عن العرش، فقام الجيش الإسباني برفع الحماية عنه، فما كان منه إلا ان غادر اسبانيا بلا رجعة، وذلك في 14 إبريل 1931 حيث سافر إلى روما وأكمل حياته هناك إلى ان توفي عام 1941.

لم تدم سعادة الشعب طويلاً بإعلان اسبانيا جمهورية، وأتت الريح بما لا تشتهي السفن، فالحكم الجمهوري الذي كان حلماً للإسبان، تحول فجأة إلى كابوس، حيث تفشت الشيوعية في نظام الحكم، وأحكم الجمهوريون قبضتهم على الشعب..

إلى أن قام فرانكو بانقلاب عسكري في الثامن عشر من يوليو عام 1936، وأعلن رفضه للجبهة الشعبية التي تحكم إسبانيا، وهددها بتكوين جيش ضخم من الضباط المغاربة الذين قدم لهم العديد من الإغراءات لينضموا إلى جيشه، إلا أن الجبهة الشعبية رأت ان فرانسيسكو لن يفلح أبداً في خطته، ولن يستطع ضم ولو عشرة ضباط إلى صفه، بحجة أنهم سيرفضون الانضمام لقوات الاستعمار.

(ARCHIVES) Picture taken on July 1936 during the Spanish Civil War (1936-39) of Republicans battling for the Alcazar in Toledo where rebels are sheltered. The Spanish Civil War will be the the center of an international congress where experts from Spain and abroad will discuss that fraticide conflict that preceded World War II. AFP PHOTO (Photo credit should read STF/AFP/Getty Images)
لكن خابت ظنونهم واستطاع فرانكو تكوين جيش من 50 ألف جندي مغربي بقيادة الماريشال محمد مزيان الذي كان بمثابة يده اليمنى، وساعده بشكل رئيسي في جذب الضباط المغاربة وإقناعهم بالانضمام إليه.

بدأت المواجهات العسكرية بين الجبهة الشعبية التي كانت تضم الشيوعيين والاشتراكيين، والجبهة القومية بقيادة فرانسيسكو وجيشه إلى حد أن تحولت إلى حرب أهلية، انتهت بإنتصار فرانسيسكو وجيشه الذي قضى على الجبهة الشعبية، وذلك بمساعدة ودعم من عمالقة الطغيان في أوروبا آنذاك؛ موسوليني وهتلر.

انتهت الحرب عام 1939 بعد صراع دام 3 سنوات، وراح ضحيتها ما يقرب من 500 ألف مواطن، فضلاً عن الآلاف التي نزحت بسبب الحرب التي طالت كل شيء، فالحرب قد حولت مدينتي مدريد وبرشلونة إلى حرائق لا تنطفئ، لدرجة أنه كان يُشار إلى الحرب بأنها أولى معارك الحرب العالمية الثانية، وفي الأول من أبريل عام 1939 تم إعلان فرانسيسكو رئيساً للجمهورية الإسبانية.

تشاوشيسكو .. الطاغية الروماني الذي أعدمه شعبه !

فترة حكمه

General-Francisco-Franco-and-Mentor
تولى فرانسيسكو حكم إسبانيا ليكتمل بذلك مثلث الطغيان في أوروبا آنذاك، ضلعاه الآخران هما هتلر وموسوليني، اللذان تأثر بهما فرانيسيسكو تاثراً واضحاً وملحوظاً، فكان أول ما قام به بعد توليه الحكم مطاردة الشيوعين والاشتراكيين وتصفيتهم، ما دفع الكثيرون للهرب خارج البلاد، وكما أطلق هتلر على نفسه لقب “الفوهرر” أي القائد، وسمى موسوليني “الدوتشي” أي الزعيم، لقب فرانسيسكو نفسه بالكاوديو أي زعيم الأمة.

تحولت إسبانيا خلال فترة حكمه إلى دولة بوليسية تمتهن التعذيب ضد مواطنيها تحديداً الموالين للمعسكر الشرقي، يكاد يكون الشيء الوحيد الذي لم يقلد فيه فرانسيسكو هتلر وموسيليني، هو إعلانه حياد إسبانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي مكنه من البقاء في الحكم لمدة 38 عاماً حتى موته في 1975، ومن الجدير بالذكر أن فرانسيسكو أعاد إسبانيا للحكم الملكي عام 1947.

ما الإنسان دون حرية يا ماريانا ؟ قولي لي كيف أستطيع أن أحبك إذا لم أكن حراً؟ كيف أهبك قلبي إذا لم يكن ملكي؟
13779996018446
لم يكن نظام فرانسيسكو كارهاً للحرية فقط بل كان كارهاً للفن والثقافة أيضاً فخلال الحرب الأهلية قامت قواته بإعدام الشاعر الإسباني الغني عن التعريف “لوركا”، بتهمة أنه مؤيد للجبهة الشعبية، في مشهد تاريخي لا ينسى، وظلت هذه الجريمة تطارده حتى وفاته سنة 1975.