خبر : القاهرة : رئيس تحرير الأهرام يؤكد ان الصراع ليس طائفيا ولا للإطاحة بالأسد

الجمعة 03 أبريل 2015 03:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
القاهرة : رئيس تحرير الأهرام يؤكد ان الصراع ليس طائفيا ولا للإطاحة بالأسد



القاهرة وكالات قال رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية، محمد عبد الهادى علام، في مقال له نشر الجمعة، إن الموقف المصري من الصراع داخل سوريا يتمثل برفض سقوط "الدولة السورية" أو المساعدة في هدم أركانها تحت دعوى الخلاص من حكم بشار الأسد.

وأضاف أن مصر ترى نظام الأسد يجب أن يكون جزءاً من الحل، وأن الحوار بين الأطراف كلها ليس خياراً، ولكنه أمر وجوبي في المرحلة الحالية.

وألمح علام إلى أن تلك النقطة محل خلاف بين القاهرة وبعض العواصم العربية المؤثرة في القرار العربي الموحد.

وأضاف في مقال له في جريدة الأهرام: "وسط كل الأنواء والأوضاع الحرجة التي عصفت بالمنطقة العربية في السنوات التي أعقبت ثورات الربيع العربي، فهناك ترحيب عام بالدعوة إلى تشكيل قوة عربية مشتركة بناء علي دعوة عبد الفتاح السيسي، وهناك أمل في أن تكون القمة بداية استفاقة للأمة، حيث حالها لم يترك أمامها خياراً آخر سوى الصراحة في مواجهة مشكلاتها المعقدة سواء السياسية أو الاقتصادية أو مشكلات التعايش الاجتماعي والديني بين شعوبها".

وأشار إلى أن كون مقدرات الأمة العربية تصنع خارج حدود دولها، بالرغم من أنها تملك الكثير من الأوراق التي يمكن التعويل عليها في صناعة قرار عربي موحد هو المعضلة الحقيقية، مضيفاً أنه لو كانت "الرؤية صافية والنيات صادقة" لتم الخروج مما أسماه دائرة العبث الراهنة إلى واقع جديد، يليق بما نحلم به من يقظة عربية جديدة،حسب تعبيره.

واعتبر أن القمة العربية الأخيرة كانت مهمة على مستوي الأمن القومي العربي، وقد كانت الهموم التي طرحتها مصر بشأن المخاطر التي تهدد شعوب المنطقة، منسجمة مع التهديد الذي تشعر به كل دولة على حدة، سواء في المشرق أو المغرب.

وقال علام إنه "في إعلان شرم الشيخ اتفق القادة على تعرض مفهوم الدولة الوطنية للخطر الشديد".

وأضاف علام: "لم يترك تهديد الجماعات الإرهابية مساحة أكبر من التفكير للدول والحكومات، التي تقف على أقدامها، أو التي لم يدركها إعصار التطرف والإرهاب بعد، قبل أن تعلن وقوفها صفاً واحداً، فيمواجهة أكبر خطر يتهدد بقاء الدولة العربية الحديثة".

وأضاف: "رؤية مصر كانت واضحة في تركيزها على أولويات بعينها في مقدمتها دعم مسارات الحل السياسي، دون التراجع عن تبني فكرة التدخل العسكري في الحالات التي تستوجب قرارات حازمة وتمثل تهديداً فعلياً للأمن القومي المصري، وتهديداً لأمن منطقة الخليج العربي، وهي المنطقة التي تواجه تمدد القوة الإيرانية في العالم العربي إلى مستويات غير معهودة في التاريخ المعاصر، سواء بالوجود الفعلي في قلب المنطقة، استغلالاً لحالة التفكك والضعف، التي أعقبت ثورات شعبية، أو بالنفوذ عبر شركاء محليين مثلما هو الحال في الحالة اليمنية، التي هي محصلة تعقيدات سياسية وقبلية ودينية مزمنة".

واعتبر أن دعوة السيسي اليمنيين، في الندوة التثقيفية السادسة عشرة للقوات المسلحة الثلاثاء، جاءت من أجل تغليب مصلحة بلادهم، حيث ناشدهم بالتحلي بالمسؤولية والشجاعة "في اتخاذ القرار السليم، من أجل بلادكم وشعبكم"، وهو ما رآه الكاتب يؤكد أن مصر تسعى للحلول السياسية قبل التفكير في التدخل العسكري، ولكنها لن تقف صامتة في مواجهة تصاعد التهديدات ضد الأمن القومي المصري والعربي.

وأشار إلى أنه لأول مرة تتفق غالبية من الدول العربية، وبدعم من دول صديقة خارج المنطقة على التحرك الموحد في الإطار العربي، وعلى رفض "مكافأة المعتدي" بدعوى تسهيل التوصل إلى حل سياسي للأزمات الحرجة.

وطرح علام أسئلة عديدة تشغل بال الشارع العربي بشأن التدخل العسكري في اليمن، فكانت "عن طبيعة التدخل وأهدافه، خاصة أن الضربات الجوية لا تملك وحدها تعديل الأوضاع على الأرض، والحسم في الحروب الحديثة مازال في يد التدخل البري، فما هي الضوابط؟ وما هي الإجراءات الكفيلة بعدم الوقوع في فخ تدخل بري يطول لسنوات؟ وما هي طبيعة تركيبة القوي البرية التي يمكنها التدخل؟ وكيف يمكن دعم الجيش اليمني وإعادة بناء قدراته، ومن هي الأطراف التي يمكنها الإسهام في وقوف الجيش على قدميه من جديد؟".

مؤكدا أنها أسئلة يتعين الإجابة عليها قبل القرار الأخير.

وقال علام في مقاله: "في ظل تعقيدات الموقف في سوريا والعراق واليمن وليبيا، أمام القادة العرب اختبار في المصداقية، فقد تعهدوا في إعلان شرم الشيخ بالعمل على عدم بلوغ بعض الأطراف مآربها في تأجيج نار الفتنة والفرقة والانقسام، حفاظاً على تماسك كيان الدول العربية وحماية أراضيها واستقلالها ووحدة ترابها وسلامة حدودها".

وقال إنه على العرب السعي لوقف تدخلات الأطراف الخارجية، وعدم السماح لإسرائيل وتركيا وإيران بممارسة أدوار اعتبرها تعوق العمل العربي المشترك في تلك المرحلة.

وأضاف: "هناك مهمة استكمال وحدة الموقف من خلال وقف ازدواجية التصرفات في بعض العواصم، فدولة مثل قطر ينبغي أن توضع أمام مسؤولياتها بوضوح حيث مازالت قناة الجزيرة تؤدي الدور نفسه، ومازالت أطراف عربية تدعم مصر، ترى في قطر والجزيرة وسيلة مفيدة من أجل إبقاء مصر ممسوكة على حد قول أحد السياسيين العرب".

وألمح علام إلى أنه ليس في مصلحة أي دولة عربية واحدة ما يجري على أرض قطر وعلى شاشة قناة الجزيرة.

ولفت إلى عيش العالم العربي حالة من "الفراغ الفكري والثقافي" وغياب مشروع قومي حقيقي، مقدِّراً دعوة السيسي للاستخدام "المتعقل والرشيد لوسائل التواصل والمعلومات الحديثة والاتصالات، التي فقدت الكثير من بريقها ومصداقيتها"، حسب تعبيره.