خبر : هآرتس: لن ينتصر الحوثيون والسعودية تفوّقت سياسياً على إيران

الإثنين 30 مارس 2015 07:21 م / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس: لن ينتصر الحوثيون والسعودية تفوّقت سياسياً على إيران



القدس المحتلة سماقال المحلل السياسي والعسكري لشؤون الشرق الأوسط، تسبي بارئيل، بصحيفة "هآرتس" العبرية، إنه من الصعب تحديد نتائج الأزمة في اليمن في هذه المرحلة من المعركة. لكن على كل الأحوال فإن سيطرة الحوثيين على المناطق لا تعني انتصارهم، وإنهم مجبرون على الخضوع والجلوس على طاولة المفاوضات.

وفي هذا السياق أضاف بارئيل أن سيطرة الحوثيين على المساحات لا تكفي؛ فهم بحاجة إلى الاستفادة من هذه المساحات اقتصادياً؛ أي الاستفادة من مواردها وإنتاج النفط منها وبيعه للعالم. إلى جانب ذلك، فإنهم بحاجة إلى اعتراف دولي بهم كسلطة شرعية. ومن دون هذين العاملين فيرجح الاحتمال أنهم سيخسرون حلفاءهم من أبناء القبائل الكبرى، الذين يتوقعون تلقي مقابل مادي لدعمهم للحوثي.

ويرى بارئيل أن الأيام القادمة قد تدفع جماعة الحوثي إلى الاعتراف بأنهم "ابتلعوا ما لا يستطيعون هضمه"؛ أي أن يعترفوا بالخسارة ويطلبوا مراراً وتكراراً العودة لطاولة المفاوضات، الأمر الذي قد يغضب إيران، لكنه سيقدم للحوثيين فرصة الحصول على مكانة وتمثيل مناسب في السلطة باليمن.

وفي ما يتعلق بعملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية، يقول بارئيل إنها جزء لا يتجزأ من خطة استراتيجية عامة ترسمها السعودية من أجل كبح تمدد التأثير الإيراني في الشرق الأوسط. وإن هذه الخطة صاغها الملك السعودي الجديد، سلمان بن عبد العزيز، الذي تولى الحكم وجلب معه سياسات جديدة أكثر حسماً.

ويضيف بارئيل أن السعودية محبطة من سياسة الولايات المتحدة التي تحاول التوصل لاتفاق حول النووي الإيراني، الذي إذا ما تم توقيعه فعلاً، فسوف يعطي مكانة استراتيجية جديدة لطهران في العالم كله. وذلك لأن الولايات المتحدة ترى في إيران شريكة في الحرب على تنظيم "الدولة"؛ لذلك فهي لا تهتم لتعميق إيران لسيطرتها على العراق، ولذلك لو لم تتحرك السعودية ضد الحوثيين الآن، لكان الحوثيون بعد شهور شركاء للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم القاعدة في اليمن.

ويذكر بارئيل أن السعودية ستنشئ محوراً سنياً يضم غالبية الدول العربية والتنظيمات السنية المعتدلة والأقل اعتدالاً، وتجهيز جيش عربي مشترك يضم جيوش دول الخليج إلى جانب مصر، والذي سيتكون من 40 ألف جندي. إلى جانب الضغط على الدول المقربة من إيران؛ لتغيير توجهاتها والانضمام إلى المحور السعودي.

إلى جانب ذلك، يقول بارئيل إن العملية العربية المشتركة في اليمن لا تخلو من المخاطر. فبحسب رأيه من الممكن أن ترسل إيران قوات من طرفها لتقديم المساعدة في اليمن، وأن تبادر بتنفيذ عمليات عنيفة في البحرين والسعودية. وبذلك قد تجد القوة العربية المشتركة نفسها أمام عدة جبهات؛ فالجبهة اليمنية نفسها تعد مركبة ومتشعبة، وهناك عدة دول خليجية تحوي أقلية أو أغلبية شيعية قد تسعى إيران لاستغلالهم لإثارة النعرات الطائفية وزعزعة الاستقرار.

ويرى بارئيل أن الغارات الجوية ليست كافية للقضاء على الحوثيين ولطردهم تماماً من المدن التي احتلوها. فكما هو الأمر في الوضع السوري والعراقي، فعند عدم التدخل البري فمن المتوقع أن تقوم جماعة الحوثي، بالتعاون مع أنصار علي عبد الله صالح، بإدارة حرب طويلة ومنهكة دون حسمها.

ونوّه الكاتب إلى أن الاجتياح البري لليمن على يد القوات العربية المشتركة أيضاً له سلبيات عدة؛ والأهم من بينها ينبع من كون المجتمع اليمني بغالبيته مسلّحاً، كما أن القبائل لديها قوات خاصة بها؛ لذلك سيكون على الجيش العربي أداء مهمة صعبة فهم لن يحاربوا جيشاً نظامياً، وعليهم الاستفادة من تجربة مصر في سيناء بهذا الخصوص.

وعلى الرغم من هذا كله، يقول بارئيل، فإن الحرب ضد الحوثيين لا تهدف لتحقيق انتصارات عسكرية في الميدان فقط. ففي الميدان السياسي على سبيل المثال، نجحت السعودية أن تستميل السودان وتدفعها إلى قطع علاقتها مع التقليدية مع إيران والانضمام إلى دعم القوة العربية.

ففي زيارته للمملكة العربية السعودية، أعلن الرئيس السوداني، عمر البشير، انضمام بلاده إلى القوة العربية المشتركة، وأصدر أوامر بطرد البعثات الإيرانية، وهو بذلك منح السعودية نقطة تفوق على إيران.

والأهم من ذلك، بحسب بارئيل، فإن المملكة وحليفاتها، بإقامتهم لهذه القوة المشتركة، منحت نفسها الصلاحية لاتخاذ خطوات عملية بشكل حر، والتي تتضمن شن عمليات عسكرية شبيهة في أي دولة عربية تقرر الانضمام إلى المحور الإيراني.

ويرى بارئيل أن خطورة الجبهة اليمنية الآن ليست على السعودية أو على مصر فقط، بل تحولت إلى جبهة استراتيجية، على الرغم من كونها من أفقر دول العالم. والسبب لا يعود فقط لموقعها الاستراتيجي الحيوي على مضيق باب المندب؛ بل لأنها تعتبر النموذج الأمثل للاستراتيجية الإيرانية المتبعة والناجحة في العادة، والتي تعتمد على تعزيز وتسليح أذرع محلية لها في الدول التي تريد السيطرة عليها.

فكما هو حزب الله في لبنان أو المليشيات الشيعية المسلحة في العراق، يستمد الحوثيون أهميتهم من كونهم ذراعاً استراتيجياً لإيران، وهو ما تحاول المملكة العربية السعودية وحليفاتها كبحه فوراً.