خبر : تل أبيب: إيران وجدت طريقًا لردع إسرائيل بتثبيت الحرس الثوريّ وحزب الله على الحدود السوريّة

الجمعة 20 مارس 2015 08:42 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تل أبيب: إيران وجدت طريقًا لردع إسرائيل بتثبيت الحرس الثوريّ وحزب الله على الحدود السوريّة



القدس المحتلة /سما/زعم مُحلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، نقلاً عن مصادر سياسيّة وأمنيّة في تل أبيب، زعم أنّه في الآونة الأخيرة بدأت قطر بمحاولة تشجيع جبهة النصرة على الانفصال عن تنظيم (القاعدة) والعودة لتصبح مليشيا مستقلة حتى تستطيع الانضمام إلى المتمردين المدعومين من الولايات المتحدّة الأمريكيّة ودول الغرب، على حدّ تعبيره.

وتابع قائلاً إنّ المملكة العربيّة السعودية تدعم ما يُطلق عليه بالجيش السوريّ الحر، لكنّها تدعم أيضًا مليشيات دينية معارضة للإخوان المسلمين، على حدّ تعبيره. وبرأيه، فإنّ أربع أعوام من الحرب في سوريّة، التي كانت حربًا داخليةً في البداية، وتحولّت إلى حرب تشارك فيها دول كثيرة من الدائرة القريبة والدائرة البعيدة، لا تبدو نهايتها قريبة. وشبّه المُحلل الوضع في سوريّة بالوضع أثناء الحرب العالمية الأولى من حيث عدد القتلى اللاجئين والمليارات المفقودة تحت الأنقاض.

وساق قائلاً إنّ الحرب أدّت إلى تحويل سوريّة إلى ساحة حربٍ إستراتيجيّة، تُحارب فيها دول عظمى غربية وعربية، ليس فقط على استمرار وجود نظام الأسد أوْ على تنحيته، بل على السيطرة والتأثير أمام إيران وروسيا، وشبكة العلاقات مثل تلك الموجودة بين تركيا والولايات المتحدة وبين الدول العربية والولايات المتحدة والسعودية، مرّت بهزة كبيرة، حيث أنّ تنظيم الدولة الإسلاميّة تمكّن من إنزال تنظيم (القاعدة) عن المنصة، فيما بات النزاع الإسرائيليّ الفلسطينيّ في المؤخرة، حسبما ذكر.

وبرأيه، فإنّ وراء كل مليشيا مسلّحة في سوريّة توجد دولة حماية تقوم بتمويلها وتسليحها، وبواسطتها تصبح ذات شأن وقوة في الساحة الدولية، وإيران على سبيل المثال، شدّدّ المُحلل الإسرائيليّ، لا تكتفي بفتح خط اعتماد غير محدود للنظام السوري أوْ بتجنيد حزب الله في خدمة الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، وجنود وضباط الحرس الثوري يشاركون بصورة فعلية في إدارة المعارك، وصور القائد الأعلى لإيران، علي خامنئي، والقائد الأعلى السابق، الخميني، تحولت إلى بوسترات ضخمة مرفوعة في شوارع المدن والقرى التي يسيطر عليها حزب الله، على حدّ زعمه، وأضاف أنّ تخطيط عمليات الجيش السوريّ يتّم بالتنسيق الكامل مع الضباط الإيرانيين الذين يوافقون على العمليات أو يرفضونها.

علاوة على ذلك، رأى المُحلل أنّ مَنْ يرغب برسم خريطة السيطرة في سوريّة سيجد نفسه متعبًا إزاء عدد المليشيات والعصابات وقوات النظام والمقاتلين الأجانب والمحليين الذين يسيطرون على مناطق مختلفة من الدولة. من ناحيته، رأى مُعلّق الشؤون العسكريّة عاموس هارئيل إنّ الهجوم الذي تقوده الولايات المتحدة منذ الصيف الماضي في سوريّة والعراق لم يُزح قليلاً التنظيم الدولة الإسلاميّة، بل عزز سيطرة الرئيس الأسد على المناطق التي تحت سيطرته، ولفت إلى أنّ الخطر الآني لسقوط النظام انقضى وتغيير الـ”طاغية” أصبح لا يُشكّل حاجة ملحة للغرب، بعد أنْ اتضح أنّ خصومه ليسوا أقّل وحشية منه، لا بلْ أكثر من ذلك، أضاف، إنّهم يتباهون بوحشيتهم. وتابع المُعلّق، المرتبط جدًا بالمنظومة الأمنيّة والعسكريّة في تل أبيب، تابع قائلاً إنّه من وجهة النظر الإسرائيليّة يبدو أنّ التطورات في الأشهر الأخيرة أقل سوءً من بضعة خيارات غير مريحة.

ولفت إلى أنّه على الرغم  أنّ إسرائيل لم تعترف في أي وقت بذلك، فإنّ استمرار القتال بين المعسكرات المتخاصمة في سوريّة يخدمها. وأشار المُعلّق، نقلاً عن المصادر عينها، إلى أنّ الجيش ربيّ السوريّ، الذي كان قبل بضع سنوات العدو الأكثر إقلاقًا للجيش الإسرائيليّ، ضعُف كثيرًا بسبب الحرب. 

ولكن في المُقابل، لفت إلى أنّ سيطرة من أسماهم بالسنيين المتطرفين على كل سوريّة أمر غير مرغوب فيه بالنسبة لإسرائيل، لأنّهم أعداء يصعب التنبؤ بنشاطاتهم ويصعب ردعهم، وبالتالي، أضاف، فإنّ استمرار القتال بين معسكرين عدوين لإسرائيل مفضل بالنسبة إليها، حسبما قال. ولفت إلى أنّه بات واضحًا وجليًّا لكلّ من في رأسه عينان في دوائر صنع القرار في تل أبيب أنّ حزب الله مصمم على تثبيت واقعٍ جديدٍ على طول الحدود السوريّة واللبنانيّة، التي يرى فيها جبهة مع إسرائيل، لافتًا إلى أنّه بالنسبة لأسياده من إيران هناك مصلحة واضحة، ففي الأشهر الأخيرة خلقت إيران لنفسها حدود مشتركة مع إسرائيل.

وأكّد على أنّ وجود قادة الحرس الثوريّ في هضبة الجولان السوريّة وعلى حدود لبنان، هو حقيقة واقعة، وإذا كان توجه إيران نحو اتفاق بعيد المدى مع الدول العظمى حول البرنامج النوويّ، فإنّ طهران في المقابل وجدت طريقًا لردع إسرائيل من قريب، فهذا ملعب سهل من ناحية إيران، ففيه لا تخاطر بدفع ثمنٍ مباشرٍ، على حدّ قوله. من ناحيته قال البروفيسور إيال زيسر، المختّص بالشؤون السوريّة، إنّ الحرب على الجولان تنطوي على أهمية بالغة بالنسبة للمُعارضة وبشار وحلفائه في حزب الله، وأيضًا بالنسبة لإسرائيل.

 ولفت زيسر إلى أنّه من الممكن جدًا أنْ يتمكّن الجيش العربيّ السوريّ من العودة للسيطرة على الحدود الإسرائيليّة السورية بفضل المساعدة التي يقدمها حزب الله للجيش السوريّ، ولكن كما حدث في السنوات الأربع الماضية، فإنّ هذا الإنجاز أوْ ذاك للنظام السوري أوْ المتمردين لا يعني نهاية المعركة على سوريّة أوْ حسمها. وخلُص إلى القول إنّه ليس هناك أيّ سبب واضح يجعل إسرائيل تشعر بالقلق إذا عاد الجيش السوريّ إلى معبر القنيطرة، ذلك أنّه على مرّ السنين، كان حريصًا على الحفاظ على السلام على طول الحدود. 

ولكنّ الصوت صوت بشار والأيدي أيدي نصر الله، فالرئيس السوريّ يتعلّق اليوم بإيران وحزب الله، ويمكن الافتراض أنّه إذا عاد الجيش السوريّ إلى الحدود، فإنّ قرار الحفاظ على الهدوء على طولها سيكون بأيدي نصر الله بشكل لا يقّل عن الأسد، قال البروفيسور زيسر.